ترقب بيانات تقيس نمو الاقتصاد وسوق العمل وقوة المُستهلك

ترقب بيانات تقيس نمو الاقتصاد وسوق العمل وقوة المُستهلك

<a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a>

اتصف أداء الأسبوع الماضي بالهدوء وقلة أحجام التداول وضعف في تذبذب الحركة على عكس الأسبوع الذي يسبقه، ويعود هذا إلى قلة أعداد المتداولين حيث يقضي معظم المتعاملين في شارع وول ستريت إجازتهم الصيفية خارجه وعلى شواطئ البحر، وهذا ما اعتادت عليه السوق في مثل هذا الوقت من كل عام. أنهت السوق تعاملاتها نهاية الأسبوع بعد تحقيق تراجع في مؤشراتها الرئيسية، حيث انخفض "داو جونز" بنسبة 0.9 في المائة و"ناسداك" أكثرها تراجعاً بنسبة 1.1، بينما S&P 500 هبط بنسبة 0.6 في المائة، هذا التراجع كنت قد أشرت إلى احتمال حدوثه بقوة بعد أن ارتفعت الأسواق في الأسبوع قبل الماضي بقوة Rally، أي أنه لم يكن مفاجأة على الإطلاق.

البيانات الاقتصادية التي صدرت في الأسبوع الماضي لم تكن كثيرة وإنما اقتصرت على بيانات تتعلق بمبيعات المساكن، أولها كان يوم الأربعاء الذي هبطت فيه السوق أكبر انخفاضاتها في أسبوع مع صدور بيانات عن مبيعات المساكن المُستخدمة منخفضة بنسبة 4.1 في المائة في تموز (يوليو)، حيث وصلت إلى 6.3 مليون وحدة سكنية، ثم تلاها الخميس صدور بيانات عن مبيعات المساكن الجديدة في تموز (يوليو) منخفضة بنسبة مقاربة هي 4.3 في المائة، لكن بالرغم من هذا الانخفاض رأينا السوق ترتفع بسبب أن إجمالي الوحدات المُباعة ما زال عند معدل البيع السنوي وهو 1.71 مليون وحدة سكنية، ولكن في المقابل هذا يُبين بشكل جلي أن الوحدات السكنية المُتوافرة لدى شركات بناء وبيع المنازل في تزايد ولا يوجد مشترون لها.

هناك بيان آخر هو عن طلبيات السلع المُعمّرة ويُقصد بها طلبات شراء الآلات ومعدات التصنيع والطائرات ووسائل المواصلات والمعدات الثقيلة وغيرها التي تُستخدم من قبل الشركات غالباً في عمليات التصنيع وزيادة الإنتاج، هذه الطلبات شهدت انخفاضاً قوياً بنسبة 9.6 في المائة بينما المُتوقع هو 2.4 في المائة، وجاء في محتوى البيان أنه بعد استثناء المعدات المُستخدمة في المواصلات، فإن طلبات السلع المُعمرة ترتفع بنسبة 0.5 في المائة وهو استكمال للارتفاعات التي حدثت في الأشهر السابقة، حيث إن قوة الطلب على السلع المُعمرة يعني ارتفاعا في إنتاجية الشركات والمصانع.

أما بالنسبة لإعلان نتائج أرباح الشركات فلم تكن هي الأخرى ذات تأثير في أداء السوق ذلك أن موسم الإعلانات شارف على الانتهاء. يذكر أن الشركات الأمريكية المُساهمة قدمت نتائج قوية ساهمت في تخفيض مكرر الأرباح لعموم السوق، حيث انخفض مكرر الأرباح لمؤشر S&P 500 ووصل حتى 15.9 ولكن ما زالت المخاوف باقية بخصوص التضخم وركود الاقتصاد في الفترة المقبلة، أما النفط فيبدو أنه لاقى اهتماما أكبر وذك بعد وصوله إلى 72.5 دولار أي ارتفع دولاراً واحداً للبرميل، وهذا يعود إلى المناكفات السياسية بين إيران والدول الغربية وأيضاً أخبار العواصف في فنزويلا التي قد تؤثر في إنتاجها للنفط.

الأسبوع الحالي

من المُتوقع أن يستمر الهدوء في السوق حتى ينتهي شهر آب (أغسطس) ويعود المتعاملون من إجازتهم الصيفية، لذا سيكون حجم التداول قليلاً خلال هذا الأسبوع ولكن سيراقب المُستثمرون باهتمام بيانا اقتصاديا مهما وهو عدد الوظائف الجديدة لشهر تموز (يوليو)، وذلك يوم الجمعة ولكن أجندة البيانات الاقتصادية التي ستصدر تعطي انطباعا بشمولية البيانات، حيث ستتعلق ببيانات التوظيف ونمو الاقتصاد وأيضاً بيانات تتعلق بمدى قوة إنفاق المُستهلك، أيضاً سيصدر ملخص عن اجتماع البنك المركزي الذي تم في منتصف آب (أغسطس)، ومنه سيعرف المُستثمرون ما تم تداوله ونُوقش في هذا الاجتماع وما إذا كان الأغلبية تميل إلى استمرار رفع الفائدة أو التوقف عن رفعها لمدة أطول.

غداً الأربعاء سيصدر بيان اقتصادي عن معدل الناتج المحلي GDP للربع الثاني، فبعد مراجعته وتنقيحه قد يصل إلى 3 في المائة بعد أن وصل إلى 2.5 في الإعلان السابق في تموز (يوليو)، كما سيُعلن عن بيانات دخل الفرد وإنفاقه لشهر تموز (يوليو) يوم الخميس ومن المُتوقع أن ينمو دخل الفرد بنسبة 0.5، أي انخفض بعد أن كان 0.6 في المائة في حزيران (يونيو) أما إنفاقه قد يزداد بقوة ليصل إلى 0.8 في تموز (يوليو) بعد أن كان 0.4 في حزيران (يونيو).

نأتي إلى أهم البيانات الاقتصادية وهو تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر آب (أغسطس)، حيث من المُتوقع أن يرتفع ليصل إلى 125 ألف وظيفة جديدة بعد أن كان 113 ألف وظيفة في تموز (يوليو) الماضي، ومعه سيصدر تقرير عن نسبة البطالة التي قد تنخفض حتى 4.7 في المائة في آب (أغسطس) بعد أن كانت 4.8 في المائة في تموز (يوليو)، وهناك عدد آخر من البيانات الاقتصادية المُهمة التي أرفقتها في الجدول الخاص بالبيانات الاقتصادية.

إعلان نتائج الشركات سيستمر بشكل خفيف ومن أهم الشركات التي يهتم بها المُستثمرون من قرائنا هي شركة نوفل Novell، والتي ستُعلن نتائجها اليوم تليها شركة JDSU التي ستُعلن الأربعاء، ويُتوقع أن تُحقق خسارة مقدارها سنتان كعائد على السهم، أما يوم الخميس فستعلن شركتان هما Tiffany وCiena.

التحليل الفني

فقد "ناسداك" 23 نقطة، أي ما نسبته 1.1 في المائة خلال الأسبوع الماضي، ورأيناه يسير بين الارتفاع والهبوط حتى تمكن من الثبات فوق مستوى 2139 نقطة، أي عند متوسط حركة عشرة أيام، وهو قريب أيضاً من مستوى "فيبوناتشي" (32.8 في المائة) عند 2132 نقطة.

في المرحلة المقبلة نحتاج من "ناسداك" إلى أن يثبت فوق متوسط حركة عشرة أيام ومستوى "فيبوناتشي" المذكور أعلاه، وفي حالة ثباته فإنه سوف يتحرك بين مستوى 2138 نقطة و2180 نقطة كحد أعلى لوجود الحد العلوي للبولينجر، ومهما أسرف في الصعود فإن مستوى 2195 هو سدّ قوي في وجه تقدم "ناسداك"، أما إذا انخفض "ناسداك" عن متوسط حركة عشرة أيام فإن مستوى الدعم التالي هو عند مستوى 2105 نقاط، حيث يوجد متوسط حركة 20 يوما ومتوسط حركة 50 يوما.

<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/mashhor.jpg" width="499" height="400" align="center">
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/mashhor2.jpg" width="499" height="400" align="center">

الأكثر قراءة