محللون: 8 عوامل أججت أسعار النفط.. لكن البرميل لن يتجاوز 120 دولارا
توقع محللون نفطيون ألا يزيد سعر برميل النفط في السوق العالمية على 120 دولارا للبرميل ما لم يشهد العالم حدثا كبيرا مؤثرا مؤكدين أن تذبذب أسعار النفط خلال أيار (مايو) الجاري يعود في المقام الأول إلى حالة عدم الاستقرار السياسي التي يشهدها العالم والمخاوف من توقف الإمدادات النفطية.
وقالوا أمس إن هناك عوامل تساعد على زيادة الأسعار فيما هناك عوامل أخرى تدفع نحو الهبوط لافتين إلى أن العوامل الإيجابية والسلبية نشطة في ذات الوقت، وهو ما أدى إلى هذا التذبذب.
وأوضح المحللون أن الأوضاع السياسية والعامل النفسي وسعر صرف الدولار وفيضانات المسيسبي وخفض إنتاج أوبك وتوقف إمدادات النفط الليبي والمضاربة والمخزون الأمريكي كانت أبرز عوامل ارتفاع وانخفاض أسعار النفط خلال الشهر الجاري.
وأكد المحلل النفطي وعضو المجلس الأعلى للبترول عماد العتيقي أن تذبذب الأسعار في سوق النفط العالمية كان أمرا متوقعا لتذبذب الأوضاع الاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أن الارتفاع الحاد في الأسعار منذ بداية العام الحالي لم يكن مبررا، وهو ما أدى إلى الانخفاض فيما بعد.
وأفاد العتيقي بأن الأوضاع السياسية في كثير من البلدان التي شهدت توترا لم يعد لها في الوقت الحالي التأثير الكبير، نظرا لأن هذه الأوضاع ورغم عدم استقرارها أصبحت أمرا اعتادت عليه السوق وزال القلق بالرغم من استمرارها، لأنه لم يعد هناك أي انقطاع إضافي للإمدادات النفطية.
وألمح العتيقي إلى أن المضاربات هي التي لعبت الدور الرئيسي في تذبذب الأسعار خلال الفترة الماضية وعلى المدى القصير متوقعا أن تستقر الأسعار وأن تستمر أوبك في سياستها الإنتاجية ولا تغير من المعدلات بقرارات جديدة في اجتماعها المزمع عقده في حزيران (يونيو) المقبل. وذكر أن السوق النفطية الآن متشبعة، وهذا يجعل الأسعار شبه مستقرة، وإن كان هناك تذبذب لكنه ليس بالكبير في الأيام القليلة الماضية، نظرا لأن هناك حدودا للارتفاع بعدها يصعب على المستهلك شراء السلعة، وبالتالي سيهجرها ويلجأ للبدائل.
ولفت العتيقي إلى أن نفط غرب تكساس يباع حاليا بسعر أقل من عشرة دولارات تقريبا عن نفط برنت وهو متوافر في الأسواق، ما يجعل الأسعار على المدى الطويل أكثر استقرارا، مشيرا إلى أن القرارات المتعلقة بفرق العملة كانت مؤثرة واستطاع الدولار تحقيق مكاسب أمام الإسترليني واليورو، خصوصا خلال الأسبوعين الأخيرين.
وحول التوقعات المستقبلية لأسعار النفط قال العتيقي ''لا يوجد حاليا أي توقعات بطفرة في الأسعار، سواء هبوطا أو صعودا لأن الأوضاع مستقرة إلى حد بعيد، إلا إذا حدثت صدمة جديدة، لأنه لا يوجد مجال لزيادة الأسعار في سوق البترول.
وأضاف في الغالب سيحدث هبوط للأسعار على المدى القصير، ومن الممكن أن يستقر سعر البرميل عند مستوى 100 دولار، لكن على المدى المتوسط، توقع العتيقي أن تستقر بين 90 إلى 100 دولار.
أما المحلل النفطي محمد الشطي فقال إن سبب تذبذب الأسعار خلال الشهر الجاري كان وضع الاقتصاد العالمي والمخاوف من تأثير الأسعار على أداء الاقتصاد العالمي وردة الفعل بناء على أخبار متفرقة منها على سبيل المثال الأخبار التي تخرج عن إدارة المعلومات في وزارة الطاقة الأمريكية ''ايي آي أيه'' حول المخزون الأمريكي.
وأوضح الشطي أن الأنباء عن المعروض من النفط وحجم الإنتاج كان لها تأثير أيضا في هذا التذبذب في إشارة إلى التقارير التي صدرت في الثاني عشر من الشهر الجاري، التي أفادت بأن الزيادة في الطلب على النفط ستصل إلى 1.3 مليون برميل يوميا فقط هذا العام مقابل تقديرات سابقة أفادت بأن الزيادة ستكون 1.4 مليون برميل، وهو ما سبب ضغوطا جديدة على الأسعار. وأشار إلى أن الفيضانات في المسيسبي كان لها تأثير أيضا في الأسعار، نظرا لأن هذه الفيضانات تؤثر فيما يبلغ 15 في المائة من الطاقة التكريرية للمصافي الأمريكية التي تقع حول هذا النهر، وقد تتسبب الفيضانات في إغلاقها، وبالتالي الزيادة في أسعار المنتجات البترولية. وتابع موضحا أن استمرار انقطاع النفط الليبي الخفيف ''الحلو''، وانخفاض مستوى الإنتاج اليومي لدول أوبك من 29.6 مليون برميل في آذار (مارس) إلى 28.9 في نيسان (أبريل) كان له تأثير في ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن الدراسات توقعت زيادة أكبر في الطلب على النفط، وزيادة في إنتاج ''أوبك'' ولكن المؤشرات حاليا تتجه إلى أن ''أوبك'' لن تغير من سياستها الإنتاجية.
من ناحيته، قال المحلل النفطي خالد بودي إن التذبذب الحاصل في أسعار النفط هو نتاج طبيعي للأوضاع السياسية والمخاوف من توقف الإمدادات النفطية فتزيد الأسعار، وإذا ما استقرت الأوضاع نوعا ما انخفضت الأسعار، وتستمر اللعبة متأثرة بالأوضاع في شمال إفريقيا ومنطقة الخليج العربي.
وأضاف بودي أن من العوامل المؤثرة على أسعار النفط بقوة في الفترة الأخيرة سعر صرف الدولار، الذي ارتفع بشكل مؤثر ما تسبب في هبوط أسعار النفط، موضحا أن الاقتصاد الأمريكي يلعب دورا رئيسيا في هذه الأسعار. وبين أن المخزون الأمريكي بلغ أقصاه في الفترة الأخيرة فتسبب في هبوط الأسعار، حيث وصل إلى 367 مليون برميل، موضحا أن العوامل المختلفة تلعب في صعود الأسعار وهبوطها، لافتا إلى أن هذه العوامل كانت نشطة في الفترة الأخيرة، ما تسبب في هذا التذبذب بين عنصر يساعد على الهبوط وآخر على الارتفاع.
وقال بودي ''نتوقع أن يستمر هذا التذبذب خلال الأشهر الستة المقبلة ما لم تحدث مفاجأة، وحدث كبير يغير من هذه التوقعات''، مشيرا إلى أن الأسعار على المدى المتوسط ستكون بين 90 إلى 120 دولارا، ولن تزيد على 120 دولارا حتى نهاية 2011.
وطمأن بودي الدول المنتجة بقوله ''لا يوجد قلق من هبوط حاد في الأسعار، لكن الارتفاع سيكون السمة الغالبة على الأسعار حتى نهاية هذا العام''. يذكر أن أسعار النفط العالمية شهدت تذبذبا شديدا منذ بداية الشهر الجاري، حتى الآن، حيث بلغ سعر برميل النفط لسلة أوبك في الثاني من أيار (مايو) الجاري 119.90 دولار للبرميل في حين انخفض إلى 111.48 في العاشر من أيار (مايو) ليعود للارتفاع إلى 107.88 في التاسع عشر من الشهر نفسه. وسجل سعر برميل النفط الكويتي في الثالث من مايو 116.41 دولار لينخفض إلى 100.40 في السادس من أيار (مايو) ومن ثم يعود للصعود إلى 105.40 في التاسع عشر من الشهر ذاته.