تقرير: «أوبك» تواجه صعوبة في تحديد حصص الإنتاج في اجتماعها المقبل

تقرير: «أوبك» تواجه صعوبة في تحديد حصص الإنتاج في اجتماعها المقبل

أكد تقرير شركة "كيو أن بي كابيتال" الذراع الاستثمارية لبنك قطر الوطني أن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تواجه خيارا صعبا في تحديد حصص الإنتاج خلال اجتماع المنظمة في "فيينا" في الثامن من حزيران "يونيو" المقبل، خاصة أن الزيادة في أسعار النفط العالمية يمكن أن تؤثر في معدلات الطلب. وقالت الشركة: إن "أوبك" تواجه قرارا صعبا لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، حيث إن ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يؤدي إلى عرقلة النمو الاقتصادي في الدول المستوردة للنفط، ما يسفر عنه تراجع الطلب إلى مستويات أدنى من مستويات العرض، ويؤدي ذلك إلى انهيار في أسعار النفط في العالم. وأضافت الشركة، طبقا لتحليل نشرته أمس، أنه إذا كان التراجع في نمو الطلب العالمي ـ الذي تتوقعه الهيئات المتخصصة هذا العام ـ يأتي نتيجة لارتفاع أسعار النفط فإنه سيتعين على "أوبك" زيادة حصص الإنتاج. منبهة إلى أن زيادة كهذه يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات العرض على الطلب وبالتالي تؤدي إلى انهيار الأسعار.
وتوقع التحليل الذي أصدرته الشركة أن تنتظر "أوبك" مزيدا من الوقت حتى تتضح الأوضاع الفعلية في أسواق النفط وبذلك يمكن أن تحافظ على حصص الإنتاج الحالية خلال اجتماعها في حزيران (يونيو) المقبل. وذكرت الشركة أنه في ظل تصريحات سابقة لعدد من وزراء النفط في الدول الأعضاء في المنظمة، أن هناك إمدادات كافية في الأسواق العالمية، فإن منظمة الدول المصدرة للنفط يمكن أن تتخذ قرارا بشأن تعديل حصص الإنتاج لبعض الدول الأعضاء الذين ينتجون مستويات أعلى من الحصص المقررة لهم، إلا أن الشركات حذرت من أنه في حال حدوث ذلك فإننا يمكن أن نشهد تغييرات محدودة في حصص الإنتاج، لكن بدون أن يؤدي هذا الإجراء إلى ارتفاع حقيقي في مستوى الإنتاج.
وأشار التقرير إلى أن العرض والطلب هما عاملان أساسيان ويلعبان دورا جوهريا في تحديد أسعار النفط، إلا أن هناك عمليات متاجرة في النفط بهدف المضاربات أو من أجل التحوط ضد ارتفاع معدلات التضخم، ولذلك نجد أن أسعار النفط تبتعد أحيانا عن أساسيات السوق مثلما حدث في عام 2008.
وكانت أكبر ثلاث هيئات مختصة بأسواق النفط توقعت في وقت سابق ارتفاع الطلب العالمي بمعدل 1.5 في المائة خلال 2011، حيث توقع تقرير منظمة أوبك لشهر أيار (مايو) الجاري ارتفاع الطلب بمعدل 1.4 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي، في حين خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها بشأن النمو في الطلب الأمريكي إلى 120 ألف برميل يوميا، وبذلك أصبحت متوافقة مع توقعات منظمة أوبك، كما قلصت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بشأن النمو في الطلب من 1.5 مليون برميل يوميا إلى 1.3 مليون برميل نتيجة لارتفاع أسعار النفط، هذا في ظل معدلات نمو شهدها عام 2010 بلغت 2.8 مليون برميل يوميا.

الأكثر قراءة