رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


جبلوا على الصراخ.. لا العمل

''ليس للألم طبقة، هكذا وصف الرائع- رحمه الله- مصطفى محمود الألم، وقال ''إن ليس له طبقة أو مستوى''، وكي يقرب الصورة، قال ''إن الألم الذي يعانيه ساكن الصحراء من فقد الماء الصالح للشرب هو ذات الألم الذي يعانيه ساكن القصور في باريس من الأرق والتخمة رغم أنه يجد كل ما يحلم به، فلا فرق بين الإحساس والشعور بينهما، فالألم واحد فهو قاسم مشترك بين البشر''، تبادرت إلى ذهني روعة هذا الوصف وأنا أتابع واقعنا الرياضي وكثرة الشكاية، والمرارة التي تصدر عن عدد من المنتسبين للأندية، وكذلك العاملون في المجال الرياضي بشكل عام، وكأن الشكوى والمرارة قدر للجميع، فالفرق الغنية تشتكي من قلة الموارد المالية، وكذلك الفرق الفقيرة تواصل ذات الشكوى، وهناك من يشتكي من قسوة الإعلام، وأنه مستهدف من قبله، والقصد من ذلك تحطيمه، وإيقاف ما يقدمه من نجاح، وتتواصل الشكوى ويتواصل الصراخ مع تنوع واختلاف أسبابه، فهناك من يشتكي من اللجان، وإنها تتآمر عليه وقصدها من ذلك إشغاله وتصيد أخطائه، بينما يتفق الجميع وترتفع عقيرة صراخهم شكوى وتذمراً من التحكيم، وأن ما فقدوه من مباريات كان سببها تحامل التحكيم ومجاملته لفرق أخرى ضدهم، وتكاد تكون هذه الشكوى قاسماً مشتركا بين الجميع، وإن اختلفت حدتها بين فريق وآخر.
فهل أصبح الإعلام الرياضي منبراً للصراخ والشكوى؟، وأصبح لسان التذمر والألم؟، وتناسى الجميع الدور التثقيفي والبعد التنويري لهذا الجهاز، فلا تجد إلا بشكل نادر صوتا تنويرياً تثقيفياً يضيف خبرة أو يثري المشاهد بمعرفة أو معلومة، فضاع صوت الحقيقة وسط الزحام.
ويبقى السؤال الكبير، لماذا لا نتغير في طريقة تفكيرنا، ونراجع آلية العمل التي ننتهجها، ونجد طريقة أخرى للتعايش مع هذا الواقع كي نوجد أسلوبا جديداً يحمل الدافع والمحفز الأكبر للتخطيط السليم، ووضع الأهداف، ورسم الخطط الاستراتيجية، وبالتالي يكون العمل، وفق طريقة واضحة محددة الأهداف مبنية على خطط مستقبلية، ويكون الحكم بنجاح العمل وفشله راجعا لمدى النجاح بتحقيق النسبة الأكبر من هذه الأهداف، ولا يقاس النجاح بتحقيق بطولة أو خسارتها، لأن العمل المنظم الجيد سيأتي بالبطولات بعد ذلك بكل تأكيد.
ـ تقدم بعض إدارات الأندية عملها بصورة جمالية من حسن التنظيم والتخطيط فتعطي صورة جميلة عن مثالية العمل والعمل المثالي.
ـ إعطاء الوعود البراقة، وتهييج المشاعر لم يعد ينطلي على المتابع، بل يعده نوعا من التهريج، وأهم أسباب وعوامل الضعف الذي وصلت إليه بعض الفرق في دوري زين.
ـ أتى توقيع الشراكة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجمعية السعودية للعلوم السياسية ليضيف بعداً تثقيفياً في جانب مهم يفرض وجوده في جميع مناحي الحياة في العصر الراهن، وكتأكيد أن الرياضة لم تعد تحدث التأثير في حدود الملعب وزواياه فقط، بل أصبحت أحد أهم أوراق اللعبة السياسية الكبرى في العالم.
ـ صعد الفتح وقدم مستوى مميزاً مما أغرى أبناء هجر فشمروا عن سواعدهم ليلحقوا بجارهم في دوري زين لتعيش الأحساء حراكاً رياضيا سيجلب المزيد من الحراك الاقتصادي الاستثماري للمنطقة.

خاتمة
يا زمن طيعني لا صرت منته أمطاع
ليه طبعك عنيد وليه طبعي صبور
فل لمصافح البسمة بكفي شراع
وان تعذرت منته عن خطاك معذور

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي