تحليل التربة والنبات يرفع الكفاءة الإنتاجية في المشاريع الزراعية
تعبر الكفاءة الإنتاجية في المشاريع الزراعية على القدرة في استغلال الموارد المتاحة لتحقيق أعلى عائد اقتصادي من عملية الإنتاج. وتختلف هذه الموارد في أهميتها وندرتها وتكاليفها من منطقة إلى أخرى، وهنا تبرز أهمية الإدارة في تحقيق العائد الأعلى مما هو متاح من الموارد. وتشكل عملية إضافة الأسمدة احد أهم بنود التكاليف المتغيرة فى المشاريع الزراعية وتستخدم لزيادة الإنتاج لوحدة المساحة وخصوصا في المملكة العربية السعودية حيث تصنف أغلب الأراضي الزراعية بأنها رملية خفيفة فقيرة في محتواها من المادة العضوية، لذا يتطلب الأمر استخدام الأسمدة الكيماوية بكميات كبيرة لرفع الكفاءة الإنتاجية. ومع ارتفاع أسعار الأسمدة في الآونة الأخيرة أصبح يشكل استخدامها بكميات عالية عبئا اقتصاديا على المزارع ويرفع من تكاليف الإنتاج وبالتالي يخفض من قدرته التنافسية في عملية التسويق.
لذلك تحتاج عملية إضافة الأسمدة إلى دراسة دقيقة لتحديد المتطلبات الضرورية من العناصر الغذائية للحصول على إنتاج وجودة عالية من أي محصول. بحيث تضاف الكميات المطلوبة بدقة وتحديد جاهزيتها للامتصاص من قبل النبات، حيث إن وجود هذه العناصر الغذائية في التربة لا يعني أنها ميسرة للنباتات. وتعتمد الطريقة المثلى لتحديد الاحتياجات الفعلية من العناصر الغذائية للنباتات على تحليل التربة والنبات وكذلك مياه الري بدقة لوضع التوصيات السمادية المناسبة، وتعتمد دقة نتائج التحليل على عدة عوامل منها طريقة اخذ العينات والتي يمكن أن تؤثر في نتائج التحليل وبالتالي التوصيات المقترحة. وقد أصبحت عملية التسميد المعتمدة على التحليل الدقيق للتربة والماء والنبات من الممارسات الزراعية الشائعة عالميا.
حيث تسهم في رفع كمية الإنتاج لوحدة المساحة مع تحسين نوعية الإنتاج وخفضت من تكاليف الإنتاج عن طريق خفض كميات الأسمدة غير الضرورية التي تفقد عن طريق الغسيل بمياه الري أو تتراكم في التربة لتزيد من تملح التربة. ولو نظرنا إلى كمية الإنتاج لوحدة المساحة في المملكة لبعض المحاصيل الاقتصادية لوجدناها منخفضة مقارنة بالمعدلات العالمية، كذلك فإنا نجدها متباينة من منطقة لأخرى ومن مزرعة لأخرى. وهذا الانخفاض ربما يشكل أهم مشاكل التسويق الزراعي في المملكة. حيث ينتج عن هذا التباين اختلاف في تكاليف الإنتاج وبالتالي عدم القدرة على المنافسة. لذلك فإن اتباع الأساليب الدقيقة في عملية التسميد المعتمدة على التحليل والتوصيات الدقيقة ربما يجنب المزارع تكاليف إضافية ناتجة عن إضافة أسمدة ربما لا يحتاج إليها النبات وكذلك رفع كمية الإنتاج ونوعيته ويزيد من القدرة التنافسية للمحصول عن طريق رفع كفاءة الإنتاج وخصوصا في مرحلة ما بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. بمثال بسيط لو استطاع المزارع رفع كمية الإنتاج بمقدار 1 كجم للمتر المربع فإن هذا يعنى عشرة أطنان للهكتار وهذه الكمية تكفى لخفض تكاليف الإنتاج بدرجة تجعل المزارع أكثر قدرة على المنافسة وتحقيق عائد اقتصادي أعلى.