المعرض الزراعي .. ماذا بعد 25 عاما؟
تتوقع المصادر الزراعية أن يشهد المعرض الدولي الزراعي الذي تنظمه شركة معارض الرياض المحدودة في الرياض والمزمع إقامته خلال الفترة من 24 إلى 28 شعبان المقبل ، إقامة احتفالية خاصة بمناسبة مرور 25 عاما على إنشاء المعرض، بحضور وزراء الزراعة في مجلس التعاون الخليجي حيث يصادف انعقاد اجتماعهم الدوري في الرياض مع إقامة المعرض الزراعي 25 .
مسيرة ربع قرن، تأتي شاهدا على مسيرة تنموية زراعية مرت بها المملكة العربية السعودية على مر العقود الماضية، تطور هائل، أذهل البعض فيما رآه البعض الآخر عدم تناسب الزراعة، مرددين بأنه لا طائل من الزراعة، ما دمنا في بلد صحراوي، قليل الموارد المائية، ولكن رغم ذلك تبقى الشواهد دليل قوة ونجاح، ولعل الأبرز فيها الاكتفاء الذاتي الذي حققته المملكة في زراعة وإنتاج القمح، يليها إنتاج وصناعة الألبان والعصائر والذي أصبحت فيه تعد المملكة الأبرز عالميا في إنتاج الألبان الطازجة، ثم إنتاج الدواجن والبيض، والأسماك والربيان خلاف الخضار والميز النسبية التي تتمتع فيها المملكة من شمالها إلى جنوبها.
ومعلوم أن المعارض والمنتديات الزراعية إضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة إحدى وسائل إبراز الوجه التنموي والتطور الهائل الذي تشهده المملكة في المجال الزراعي، والذي امتد ليتجاوز الإنتاج إلى التصنيع والتسويق، بل تجاوزه إلى التصدير وخاصة في مجال الأسماك والربيان.
"الاقتصادية" استطلعت آراء مختصين في المجال الزراعي، حول أهمية المعارض الزراعية ودورها في إبراز هذا الجانب، وماذا قدم لهم المعرض الزراعي بعد مضي 25 عاما، وهنا يؤكد المهندس عبد العزيز بن محمد البابطين مدير عام الشركة الوطنية للتنمية الزراعية "نادك" نائب رئيس لجنة منتجي الألبان الطازجة في مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية أن المعارض الزراعية تبرز الجهود والتطور الحاصل في القطاع الزراعي بشكل عام، وقطاع إنتاج وتصنيع الألبان الطازجة بشكل خاص وما وصلت إليه هذه الصناعة بفضل الله عز وجل ثم بفضل الجهود والدعم من قبل حكومتنا الرشيدة وفقها الله وبدعم مباشر ومتابعة دائمة وحرص شديد من قبل الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة.
ويكشف المهندس البابطين عن حجم رضاه عن المعارض الزراعية التي أقيمت بأنها دون المستوى المطلوب، ولم تحقق طموحاتنا وفقا لما حققتها الزراعة في بلادنا من تطور أذهل العالم، مبينا أنه "لابد أن يتوافق هذا التطور والنجاح في الزراعة في تقديم معرض يحضره الكثير من جميع الدول، وألا يكون فقط عرضا لمجرد العرض، وإنما البحث عن أفكار وأساليب جديدة مبتكرة تسهم في حضور المختصين والزائرين من داخل المملكة وخارجها".
من جانبه، أكد المهندس إبراهيم بن محمد أبو عباة مدير عام الشركة "الوطنية الزراعية" نائب رئيس اللجنة الزراعية في مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية أن المعرض الزراعي لم يحقق طموحاتنا من "وجهة نظري" الشخصية، وهنا أشير إلى أن أكبر مشكلة تقع في جزأين، الأول أن المعرض من حيث حجمه ومساحته غير مناسب، ولا يقارن بغيره عالميا، وثانيا أن المعارض بطبيعتها تدعم بندوات وورش عمل وحضور من علماء وخبراء ومختصين من مختلف دول العالم، ولكن للأسف لا يوجد لدينا مثل ذلك في معارضنا الزراعية.
وقال أبو عباة :هنا أعزو السبب إلى ضعف القائمين على المعارض الزراعية لدينا، وسبب ذلك التركيز على العرض والمساحات بغض النظر عن الدعم الفني والعلمي، وإلا فما المانع من وجود ورش عمل وتطبيق تجارب وعرضها أمام حشد عالمي كبير وهنا يكون إبراز التطور والنجاح الذي تشهده الزراعة السعودية.
وهنا يعود المهندس البابطين مدير عام "نادك" ليشير إلى أهمية وضع ابتكارات ومسائل متطورة لجذب أكبر عدد من الحضور من المملكة وخارجها، وإبراز النجاح الذي حققتها شركات الألبان في تكييف الأبقار في ظروف وأجواء صحراوية، كما لا يفوتني بأن أنوه بوجوب دعم المعارض إعلاميا وإعلانيا عبر وسائل الإعلام المختلفة، مشددا على أهمية دعم الندوات والمحاضرات والزيارات الميدانية للحضور والزوار للمشاريع الزراعية، بدلا من الإبقاء على العرض داخل المعرض.
وحول بقاء وإقامة المعرض في مدينة واحدة، رفض المهندس أبو عباة ذلك التوجه، مطالبا بالتنقل سنويا بين مناطق المملكة، وأدعو وزارة الزراعة بتبني ندوة أو موضوع يخدم المنطقة التي يقام فيها المعرض، والاستفادة من الميز النسبية لكل منطقة عند إقامة المعرض، لافتا النظر إلى المنتدى الذي أقيم في الخطة في منطقة حائل، وشهد طرح أوراق عمل ومشاريع، وهو دليل على نجاح المعارض الزراعية مدعومة بندوات وورش عمل وليس فقط دكاكين عرض.
ويتضامن خالد الباتع رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية التسويقية في حائل مع طرح البابطين، لافتا إلى أن رفد المعرض بمعارض في المناطق سيصاحبه نتائج إيجابية نظرا لأنها غالبا ما تحمل معها ندوات ومعارض وتعد من أفضل المواقع للالتقاء بالمزارعين في حقولهم. وشدد الباتع على أن المعرض يجب أن يطوف المناطق الزراعية لنشر الوعي بالزراعة ورسم صورة حقيقية عن المزارعين واحتاجاتهم إلى الشركات التي تحضر هذه المعارض.
يشار إلى أن المعرض الزراعي الدولي الـ 25 يتضمن عروضا لتكنولوجيا المياه وتقنيات الحدائق، ووفقا لما قاله محمد الحسيني نائب مدير عام شركة معارض الرياض فإن المعرض يعد من المعارض الزراعية المهمة على مستوى الشرق الأوسط، مبينا أنه سيهيئ لجميع الزراعيين والمستهلكين أفضل الفرص للتعرف واقتناء أحدث المنتجات والتقنيات الزراعية التي تقدمها كبريات الشركات الزراعية العالمية والمحلية خلال أيام المعرض.
وأفاد الحسيني في تصريحات صحافية نشرت أخيرا أن المعرض يحتفل هذا العام بمرور 25 عاما على بدايته، مضيفا أنه سيشهد مشاركات واسعة ومتميزة من أبرز الشركات الزراعية العالمية من عدد من الدول العربية والعالمية، إضافة إلى الشركات والمؤسسات الزراعية الوطنية. وقال الحسيني إن المعرض يستقطب العديد من الشركات والمؤسسات العالمية من مصنعي الآليات والمعدات الزراعية، إضافة إلى مشاركة كبيرة من الشركات العالمية والمحلية التي تعمل في تخصصات مرتبطة بصناعة الدواجن، مثل الإنتاج، تجهيز الحظائر، الأدوية، اللقاحات، المطهرات، وخدمات تحسين السلالات، وذلك لعرض أبرز منتجات هذه الشركات وخدماتها خلال المعرض.
وبين الحسيني أن هذه الشركات ستعرض خلال أيام المعرض أفضل الحلول والمنتجات والتقنيات الزراعية المتقدمة التي تشمل الماكينات، المعدات الزراعية، أنظمة الري، إنتاج المحاصيل، مزارع المواشي، الألبان، البستنة، معالجة وتغليف المواد الغذائية، والأعلاف والمواد المضافة، تربية الأسماك، خدمات استشارية، تدريب وتقنيات إدارة، معالجة المياه، خدمات ولوازم الحدائق، صحة الحيوان وآلياتها، تربية النحل والعسل، التمويل الزراعي، البنوك الزراعية، منتجات وخدمات زراعية عمليات التفقيس، الأسمدة والمخصبات، المبردات والسماكة، واستزراع الأسماك، أنظمة ومناولة الري، تصميم وتنسيق الحدائق، أنظمة ومنتجات تعبئة المحاصيل والبذور، تغذية الدواجن وأنظمة سقايتها، ومعالجة المياه إضافة إلى منتجات تغذية التربة.
ودعا نائب مدير عام شركة معارض الرياض أصحاب الشركات الزراعية المحلية ورجال الأعمال وذوي الاختصاص والمهتمين بالمجال الزراعي إلى المشاركة، وحضور فعاليات المعرض للاطلاع على التقنيات الزراعية الحديثة، ومن ثم الاستفادة قدر الإمكان من هذه المعطيات، للنهوض بالمجال الزراعي المحلي، والوصول به إلى أعلى المستويات ومنافسته للمنتجات الزراعية العالمية.