وتستمر المزايدات على مواقف المملكة

<a href=" [email protected]"> [email protected]</a>

صمتت أصوات القذائف الصاروخية وانجلى غبار الهجمة الفاشية التي استهدفت لبنان الشقيق على مدى 34 يوما خلفت وراءها دمارا رهيبا في البنية التحتية وشردت عشرات الألوف من اللبنانيين.
بالطبع لا أحد يستطيع محاكمة إسرائيل أو مطالبتها بإعادة إعمار الجسور والوحدات السكنية التي أصبح سكانها في العراء. وعلى الرغم من كل هذا الدمار والخسائر البشرية إلا أننا على يقين أن الشعب اللبناني الصامد قادر على تجاوز هذه المحن بكل ثقة وكرامة وعزة. فلم تكن هذه المرة هي الأولى التي يتعرض فيها لبنان لهجوم وحشي وليست المرة الأولى التي تتكاتف بها جميع طوائف المجتمع اللبناني لإعادة إعمار وطنهم. وكذلك ليس بغريب أن تقف المملكة العربية السعودية إلى جانب الأشقاء في لبنان لتقدم لهم الدعم المعنوي والاقتصادي. فإضافة لإيداع مليار دولار في البنك المركزي اللبناني لدعم الليرة وحمايتها للحفاظ على تماسك الاقتصاد قامت الحكومة السعودية بتقديم نصف مليار دولار منحة لمساعدة الشعب اللبناني في إعادة الإعمار.
وهنا أود التأكيد أن المملكة العربية السعودية ومنذ عشرات السنين وقفت وتقف إلى جانب الشعوب العربية لتقدم لها الدعم غير المشروط لأن حكومة المملكة لا تنتظر من احد التذكير بواجباتها. بل إن هناك شبابا سعوديين دفعتهم الشهامة والنخوة الأصيلة للمخاطرة بأرواحهم وقاموا بالتوجه إلى بيروت وتحت القصف العشوائي لطائرات العدو الصهيوني لتوزيع الأدوية والمؤن والمساعدات الإنسانية وخير مثال على ذلك ما قام به الأمير تركي بن طلال. وعلى الرغم من هذه المواقف المشرفة إلا أننا نسمع بين الحين والآخر أن هناك من يزايد على مواقف المملكة ويتهمنا بالتقصير لسبب أو آخر. فبغض النظر عن التكتيك السياسي المتبع من قبل أعدائنا سوف تستمر المملكة في القيام بواجباتها الإنسانية على أكمل وجه وهذا ما عودتنا علية القيادات السعودية قبل وبعد اكتشاف النفط. وأعتقد أن الوقت حان لكي تتبنى المملكة استراتيجية جديدة لتقديم العون والدعم لمختلف شرائح الشعوب العربية والإسلامية بل حتى الشعوب المنكوبة في أماكن بعيدة. فقد يكون من مصلحتنا وعلاقتنا الاستراتيجية مع الأشقاء والشعوب الصديقة أن تقوم المملكة بإنشاء صندوق متخصص لمثل هذه المساعدات يدار بكفاءات سعودية تحرص على سمعة الوطن. وعلى سبيل المثال كان بإمكان مثل هذا الصندوق القيام بدراسة الوضع الميداني في لبنان لتحديد الأضرار وبعد ذلك يقوم الفريق السعودي بالتعاقد مع من يلزم لبناء الوحدات السكنية والمستوصفات والمدارس لتقديمها مباشرة لمستحقيها دون وسيط. فبالتأكيد سوف يساعدنا هذا الأسلوب على التواصل مع الناس العاديين بمختلف شرائح المجتمع هناك دون وساطة من أي حزب أو مجموعة سياسية. وبهذا نخلق روابط متينة تعكس الشهامة والنخوة والحمية التي هي صفات أبناء المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي