مشائخ: العلماء هم ورثة الأنبياء ولا بد من احترامهم

مشائخ: العلماء هم ورثة الأنبياء
 ولا بد من احترامهم

وضع خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، حدا فاصلا لكل المتطاولين على المؤسسة الدينية في السعودية، معتبرا إياها خطا أحمر لا تقبل المملكة المساس به على الإطلاق، ومحذرا في السياق ذاته أن العقوبة الرادعة ستكون في وجه كل من يحاول المس بالدين وأهله. وقال الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي: "إن القرار الملكي الذي صدر من خادم الحرمين الشريفين والمتعلق بوضع الخطوط الحمراء بعدم المساس بهيبة كبار العلماء ورئيسها, إنما هو الحد من حالات الاستخفاف والسخرية لما يطرح من قبلهم, ولما يمثله العالم في بلادنا من قامة أساسية في تلقي العلم, فلا بد من المحافظة على هيبته, في نظر المجتمع". وأضاف الغامدي: "إن العلماء هم ورثة الأنبياء, ولا بد من احترامهم, وعدم التعدي عليهم بالقول الساخر أو التكذيب, أو مساس فتواهم بعدم القبول, ولكن لا يمنع أن تكون هناك مناقشة لما يصدر منهم, وفق حدود لا تتجاوز علمهم واحترامهم, فالعالم يجتهد, فقد يصيب وقد يخطئ, ولكن هذا لا يسمح أن تكون التجاوزات إلى حد السخرية, والاستهزاء والتندر بما يقولونهم, فهذا لا يجوز شرعا".
من جهته قال الشيخ محمد ضافري "إن هذا الأمر له دلالتين, الدلالة الأولى ما ظهرت به هذه النخبة من علمائنا من أئمة مساجدنا, كلهم كانوا دعاة حق ومحذرين عن الباطل, ولم نر من علمائنا أي كلام ساذج, أو خارج عن الحق, إنما كلامهم ينصره الدليل من الكتاب والسنة، فعندما يأمر ولي الأمر بهذا الأمر إنما يريد أن يبين أنه لا تجوز الوقيعة بالعلماء, لأن الله جعل ذلك كفرا". وأضاف ضافري: "الدلالة الثانية أن الذين يعلمون بكتاب الله وسنة رسوله هم علماؤنا الأجلاء, وهم هيئة كبار علمائنا ومن تتلمذ على أيديهم, ومن استطاع فهم كتاب الله وسنة رسوله فهما حقيقيا, وعندما يُشكل أي أمر ديني على أحد من أفراد الشعب, توجهوا إلى كبار علمائنا ليتلمسوا الطريق الصحيح والقويم في دينهم, فهو يبين أن في لزوم كتاب الله وسنة رسوله الخير الكثير والبعد عن الفتن وأن الذين أدرى بكتاب الله وسنة رسوله هم العلماء الربانيون". وتابع قاضي محكمة مكة حديثه: "إن الأوامر الملكية التي صدرت من خادم الحرمين الشريفين, تذكرنا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير أمرائكم الذين تحبونهم ويحبونكم", وأن هذه المنظومة من الأوامر الملكية الكريمة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن, سواء منها التنظيمية لأمور الدولة, أو الاقتصادية التي تعنى براحة المواطن, وأمنه واستقراره, وصحته, كلها جاءت بعد دراسة حكيمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين".
وأبان ضافري: "أنه لو تم النظر في العلماء في هيئتهم, وفي وقارهم وفي قراءتهم لكتاب الله وسنة رسوله, لوجدناهم العلماء الحقيقيون, ولو نظرنا إلى من يسمون أنفسهم بعلماء من خارج علماء هذه البلاد تجدهم لا يستطيعون أن يقرأوا آية من القرآن بطريقة صحيحة, والعياذ بالله فقد وجدنا من يسمونه العالم العظيم, والمبجل الكريم, وعندما يقرأ آية لا يعرف قراءتها, وهذه مشكلة فكيف يكون عالما عارفا بهذا الدين, وهو لا يعرف كتاب الله وسنة رسوله, ولا يعرف أن يصون لسانه عندما يقرأ كتاب الله". من جانبه قال الشيخ الدكتور صالح الفريح, وكيل التطوير في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى "إن الأحداث التي تدور في العالم, بشكل عام وضح فيها بجلاء أهمية الالتحام وأن يكون أهل البلد صفا واحدا, ونحن نتأمل من الإعلام أن يسهم في وحدة هذا الوطن, حيث إن هذا البلد يجمع أطيافا كبيرة من مختلف الأديان والمذاهب من خلال العمالة الموجودين في المملكة, فنحن نحتاج أن نكون على قلب رجل واحد, فإن لم يكن الإعلام يدعم في هذا الاتجاه فسنجد أنفسنا متفرقين, وهذا حقيقة الأمر كانت وسائل الإعلام تدعو إلى وحدة الوطن, ولكن ثمة القليل منهم كانوا على النقيض يسهمون في التفريق, ومحاولة زرع الطائفية, وتبني بعض المناهج الفكرية, والإعلام كان في بعض الوقت إقصائيا لمن يخالف هذا الفكر".
وأضاف الفريح: "لذلك توجيه خادم الحرمين الشريفين, والأمر الملكي كان واضحا في التأكيد على هذه القضية الكبرى من جانب, ومن جانب آخر نحن مهما يكن من أمر المواطنين من مخالفة شرعية لا شك أنهم يرجعون إلى ولاة الأمر الحكام, وولاة الأمر الذين سماهم الله عز وجل الذين هم العلماء أيضا, ولا شك أنهم مبلغون عن الله, موقعون عن الله, إن المسلمين في هذا البلد يرجعون إليهم, بالضرورة, ليست القضية خيارية, لو كان الإنسان أبعد ما يكون عن الاستقامة إلا أنه في بعض القضايا يرجع إلى عالم, فهؤلاء العلماء لهم منزلة ومكانة عظيمة, فإذا مست هذه المنزلة والمكانة, قد يقع ما لا تحمد عقباه, من تشرذم البلد, والإشكالات التي تقع فيه, وهؤلاء العلماء هم صمام الأمان للبلد, ولذلك بادر خادم الحرمين الشريفين إلى هذا الأمر, وابتدأ بشكرهم, بعد شكر الله, وهذا يدل دلالة واضحة على مكانتهم, وعلى الدور الفاعل الذي مارسوه, وإن كانوا قد مسهم ضيم من وسائل الإعلام, التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء حقيقة, وأساءت عيانا بيانا في وضح النهار لعلماء أجلاء, ما كان ينبغي أو يليق أن يصدر بحقهم مثل تلك الإساءات, وهذا الأمر كان مؤلما لخادم الحرمين الشريفين ولأجل ذلك رأى أن يوضع لذلك حد".

الأكثر قراءة