الشركات اليابانية توقف نشاطها بسبب الزلزال.. والحكومة تسحب الاحتياطيات النفطية

الشركات اليابانية توقف نشاطها بسبب الزلزال.. والحكومة تسحب الاحتياطيات النفطية

سجل النشاط الاقتصادي في اليابان أمس تباطؤا بعد أربعة أيام على الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد، فعلق الإنتاج في عديد من المصانع وشهدت حركة المواصلات بلبلة وتم تقنين استهلاك الطاقة لتجنب انقطاعها.
وكانت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية تسعى لضمان توزيع كاف للتيار في ظروف بالغة الصعوبة، فيما تحاول شركات السكك الحديد تحسين حركة القطارات، في وقت قام البنك المركزي الياباني بضخ ما يوازي 130 مليار يورو لتخفيف الضغط عن الأسواق المالية. وبدا التباطؤ واضحا أمس على قدرات القوة الاقتصادية الثالثة في العالم وهو اليوم الأول من الأسبوع الذي يشهد عادة نشاطا كبيرا، فلم تخرج سيارة واحدة من سلاسل الإنتاج في مجموعات تويوتا وهوندا ونيسان، الشركات اليابانية الكبرى لصنع السيارات. وتقع بعض مصانع هذه الشركات في المناطق الشمالية الشرقية التي ضربها الزلزال وتسونامي الجمعة. غير أن مواقعها في كانتو (منطقة طوكيو وجوارها) التي لم تكن وطأة الزلزال عليها على القدر ذاته من الشدة، وفي غرب اليابان وجنوبه اللذين لم يتضررا، بقيت هي أيضا مغلقة. وما أعاق الإنتاج في هذه الشركات انقطاع التموين، وقد عجز مزودوها عن إنتاج أو إرسال قطع التبديل بسبب البلبلة في المواصلات. كما سجل جمود في القطاع الاستراتيجي الثاني لصادرات الاقتصاد الياباني وهو القطاع الإلكتروني، وقد تضرر بشكل كبير مع تجميد المجموعة العملاقة سوني على سبيل المثال نشاطها في سبعة من مواقعها، معظمها في شمال شرق البلاد حيث غمرت المياه أحد مصانعها لأسطوانات "بلوراي".
وتعتبر منطقة سنداي وهي الأقرب إلى مركز الزلزال وقد اجتاحتها موجة تسونامي الهائلة الجمعة، مركزا صناعيا مهما للإلكترونيات، إنما كذلك لمعدات الاتصالات والآلات والأدوات. وعلى صعيد المواصلات، ظلت حركة القطارات معطلة كليا في شمال شرق اليابان، فيما سجلت بلبلة كبيرة في طوكيو القلب الاقتصادي للبلاد والبالغ عدد سكانه 35 مليون نسمة الذي يضم آلاف المقار الاجتماعية والمصانع والمتاجر. ولم يكن بوسع شركة شرق اليابان للسكك الحديدية المسؤولة عن تشغيل عديد من القطارات التي يستخدمها سكان الضواحي، تأمين ما يزيد على 20 في المائة من الرحلات. وسعيا لحلحلة الوضع في محطات القطارات المكتظة، نصحت الحكومة السكان بالحد من تنقلاتهم بأقصى قدر ممكن، فيما طلب عديد من الشركات من موظفيها عدم القدوم للعمل.
من جهة أخرى، أدى تراجع حركة النقل التي تسجل اكتظاظا كبيرا عادة في ساعات الزحمة، إلى تخفيف الضغط بعض الشيء عن شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو" التي تواجه صعوبة في توزيع التيار الكهربائي.
ويترتب على "تيبكو" تأمين توزيع التيار رغم توقف المفاعلات النووية العشرة في منطقة فوكوشيما منذ وقوع الزلزال الذي ألحق أضرارا بعديد منها. ودعيت الشركات كما الأفراد إلى الحد من استهلاك الطاقة لتجنب انقطاع التيار بشكل معمم عن كامل منطقة كانتو، وقد أغلق عديد من الشركات سواء طوال النهار أو لقسم منه.
غير أن شركة الكهرباء اضطرت لوقف توزيع التيار مؤقتا في عديد من مدن منطقتي إيباراكي (شمال طوكيو) وشيزووكا (جنوب غرب طوكيو) في إجراء استثنائي أعلن عنه مسبقا وقد يبقى مطبقا بشكل متقطع في المنطقة حتى نهاية نيسان (أبريل).
من جهة أخرى، أكد وزير التجارة الياباني بانري كايدا أمس أن اليابان ستسحب 1.26 مليون كيلو لتر من النفط الخام من احتياطيات القطاع الخاص وهو ما يغطي طلب ثلاثة أيام.

الأكثر قراءة