توقعات بارتفاع أرباح الشركات للربع الثاني بنسبة 13%
<a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a>
المتعاملون بالأسهم الأمريكية يصارعون من أجل بقاء مؤشرات السوق فوق مستويات مهمة، لذلك كان هناك الكثير من عمليات تبديل المواقع وتحديث المحافظ واستبدالها بأسهم تملك فرصة ربح أكبر من غيرها، خصوصاً مع موسم إعلان نتائج الربع الثاني، بشكل عام أسهمت نتائج أرباح الشركات للربع الثاني في ارتفاع السوق، إضافة إلى عدد من أخبار اندماج الشركات، ولكن يعود الفضل لارتفاع السوق لمؤشر معدل الناتج المحلي GDP للربع الثاني الذي انخفض أكثر من المتوقع وقد يرى الاقتصاديون أن هذه نتيجة سلبية ولكنها بالنسبة للمستثمرين هي بمثابة طوق النجاة لهم وأبلغ وصف يصف حال المستثمرين وفرحتهم المقولة الشهيرة "مصائب قوم عند قوم فوائد" وسنعرف التفاصيل في ثنايا التقرير.
نعم اعتبر المستثمرون في سوق الأسهم أن إخفاق نمو الاقتصاد هو نجاح لهم وقد كشف معدل الناتج المحلي GDP للربع الثاني عن تسجيله نموا يقدر بـ 2.5 في المائة منذ بداية العام الحالي بعد أن سجل نمواً قوياً في الربع الأول بمقدار 5.6 في المائة، كما قلت فإن الاقتصاديين يرون في هبوط معدل الناتج المحلي مؤشراً على ركود الاقتصاد، بينما المستثمرون في سوق الأسهم يرون فيه إشارةً إيجابية ستقود البنك المركزي إلى وقف مسلسل رفع الفائدة، يرى المستثمرون أن البنك المركزي سيقتنع بأن قرارات رفع الفائدة السابقة نجحت في كبح نمو الاقتصاد وهذا تأكد من خلال نتيجة معدل الناتج المحلي للربع الثاني GDP، لذا رأينا الأسهم ترتفع مع صدور نتيجة هذا المؤشر يوم الجمعة.
نتائج أرباح الشركات للربع الثاني أسهمت هي أيضاً في تحريك مجريات السوق، حيث أعلن حتى نهاية الأسبوع الماضي ما يقارب 65 في المائة من الشركات الـ 500 المدرجة ضمن مؤشر S&P 500، شركات كبرى مثل Merck, Bellsouth, AT&T وغيرها قدمت نتائج جيدة، بينما قدمت شركات أخرى قليلة مثل UPS, 3M, Amazon نتائج هي أقل من التوقعات لكن المفاجأة جاءت من شركة جنرال موتورز التي حققت نتائج جيدة لم تكن في الحسبان، بشكل عام النتائج أكثر من جيدة وهنا تكمن مشكلة!!! التوقعات قبل بدء إعلان الشركات نتائج الربع الثاني تتحدث عن تحقيق أرباح بمعدل 10 في المائة للـ 500 شركة المدرجة ضمن مؤشر S&P 500 ولكن بعد هذه النتائج فإن التوقعات قفزت لتتحدث عن احتمال تحقيق هذه الشركات الـ 500 أرباحا تصل إلى 13 أو 14 في المائة، بل إن التكهنات استعجلت كعادتها و بدأت تتحدث عن احتمال تحقيق 12 إلى 15 في المائة كنمو في الأرباح التشغيلية في الربع الثالث، ما ذا يعني هذا وأين تقع المُشكلة في نظر المستثمرين؟.
في حديثنا عن معدل الناتج المحلي GDP قلنا إن هبوطه حتى 2.5 في الربع الثاني بعد أن كان 5.6 في المائة في الربع الأول يدل على أن نمو الاقتصاد الأمريكي قد انخفض، لكن نلاحظ أن أرباح الشركات في الربع الثاني ارتفعت ونمت بمعدل 13 في المائة حتى الآن ويتوقع أن ترتفع في الربع الثالث بنسبة 12 في المائة وهذا يعني أن الشركات ما زالت قادرة على النمو وتحقيق الأرباح بالرغم من سعي البنك المركزي نحو كبح نموها مستخدماً برفع الفائدة حتى لا تتضخم الأسعار، من هنا يخشى المستثمرون أن يكون تراجع معدل النمو GDP للربع الثاني غير كاف في نظر البنك المركزي وبالتالي لا يجده سببا كافيا لوقف رفع الفائدة.
الأسبوع الحالي
احتمالات استقرار السوق هي أقرب من انخفاضها ويساعد في ذلك عدد من العوامل من أهمها شهادة محافظ البنك المركزي السابقة في الكونجرس والتي تحدث فيها عن اقتراب توقف ارتفاع التضخم عام 2007، كما أن انخفاض معدل الناتج المحلي GDP للربع الثاني يدعو المستثمرين للتفاؤل وتوقع أن يدفع هذا الانخفاض البنك المركزي نحو وقف رفع الفائدة، كل هذه العلامات تحتاج إلى تأكيد بأن ضغوط التضخم لا تتزايد أكثر وهو ما ستكشفه التقارير الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع و من أهمها تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر تموز (يوليو).
تقرير عدد الوظائف الجديدة سيصدر الجمعة ويتوقع أن يضيف الاقتصاد في هذا الشهر قريباً من 145 ألف وظيفة وسيعلن عن ارتفاع أجر الساعة بمقدار 0.3 في المائة، ما يأمل المستثمرون سماعه هو أن يخفق الاقتصاد في توفير وظائف جديدة وألا يرتفع أجر ساعة العمل لأن ارتفاعهما يعني أن الاقتصاد قادر على النمو وبالتالي ستبقى مخاوف البنك المركزي من التضخم قائمة ولن تتبخر، أيضاً سيصدر تقريران آخران عن إنفاق الفرد في حزيران (يونيو) ويتوقع ارتفاعه 0.4 في المائة وكذلك دخل الفرد المُتوقع له أن يرتفع 0.7 في المائة وهذان المؤشران إذا ارتفعا سيؤديان بالضرورة إلى ارتفاع مخاوف التضخم لدى البنك المركزي والاقتصاديين.
ستكمل الشركات إعلان نتائج أرباحها للربع الثاني ومن أهمها شركتان من أهم مكونات مؤشر داو جونز وهما Verizon و Procter & Gamble وستبدأ Verizon اليوم الثلاثاء و يتوقع تحقيقها عائدا على السهم مقداره 62 سنتا أي أن العائد على السهم انخفض بمقدار سنت واحد مقارنة بالعام الماضي لنفس الفترة، وغداً الأربعاء ستعلن Procter & Gamble نتائجها و يُتوقع أن ينخفض العائد على السهم حتى 54 سنتا بعد أن كان 56 سنتا في الفترة نفسها من العام الماضي وهناك أيضاً شركات مهمة مثل Starbucks و Sprint.
التحليل الفني
في التقرير السابق بينت أن بقاء "ناسداك" تحت مستوى 2020 ليومين متتالين سيؤدي إلى هبوطه أكثر و لكنه تمكن من الارتفاع فوق هذا المستوى نتيجة التفاؤل الذي شهدته السوق بعد شهادة محافظ البنك المركزي حول التضخم والتي أدلى بها أمام الكونجرس، هذا التفاؤل دفع بناسداك ليغلق فوق متوسط حركة عشرة أيام واستمر في الارتفاع بقية الأيام بدفع من نتائج أرباح الشركات للربع الثاني حتى ارتطم بمتوسط حركة 20 يوما عند مستوى 2093 نقطة.
لكن يبدو أن ما صدر يوم الجمعة الماضي عن معدل الناتج المحلي GDP للربع لثاني والذي رفع معنويات المستثمرين أدى إلى اندفاع المستثمرين نحو الشراء فرأينا "ناسداك" يغلق فوق متوسط حركة 20 يوم عند مستوى 2094 نقطة و يتوقع أن نشهد مزيد من الارتفاع حتى أقرب مقاومة, من هنا نسأل: هل الطريق معبد و سهل أمام "ناسداك"؟
بالنظر إلى الرسم البياني Daily Chart نجد متجها هابطا من مستوى 2352 نقطة ليصل حتى إلى 2119 نقطة التي تعد نقطة مقاومة ويليها متوسط حركة 50 يوما عند مستوى 2125 نقطة أيضاً، من هنا يتضح أن هذين المستويين يصعب تجاوزهما بسهولة إلا إذا كانت هناك محفزات ترفع معنويات المُستثمرين وتؤدي إلى كسر المتجه الهابط وتجاوز متوسط حركة 50 يوما وبحجم تداول عال ولكن بعيداً عن التفاؤل فإنه في حالة استمرار صعود "ناسداك" لن يتجاوز مستوى 2130 في أحسن الأحوال.