رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإسعاف الطبي الطائر وخريطة الطريق (2 من 2)

تتمتع السعودية دوليا، ولله الحمد، بكثير من التقدير في هذا الجانب كونها تلتزم بالقوانين الدولية، ولديها من المساهمات ما جعلها في هذا النشاط تلقت وتتلقى شهادات عدة من لجان الصليب الأحمر، وخطابات الثناء وتبادل الزيارات التقديرية لما بذل في مواقع مختلفة من العالم. امتدادا لهذه النهضة والازدهار يتوقع تحديث الخطط داخليا عبر الدراسات التطويرية ليتم نقل الخدمة سواء على مستوى إنقاذ الحياة البشرية أو نشر الإنجازات وإرشادات التعليم المستمر إلى درجات أعلى وأفضل. من ناحية أخرى، رفع المستوى الفكري للمجتمع لدرجة تحقق التكامل وتعود على أساليب الإنقاذ وسرعة التنفيذ بالفائدة الكبيرة ـــ بإذن الله.
نحن نحتاج في البداية إلى أن تعلن الهيئة القيم التي تتبناها وترتكز عليها الخدمة لأن عرضها يجعل الأهداف سهلة التحقيق. فالمسؤولية، والتكامل في خدمة المجتمع، والقيادة على مستويين محلي ودولي، الأمان باستدامة، العمل الجماعي وغير ذلك من قيم راسخة ستضع الأولويات عند التخطيط الاستراتيجي كأنها ثوابت. ثم من بعد ذلك التعرف على المراحل الانتقالية تماما كما تم نشرها ولكن بشيء من التفصيل الذي يسهم في إطلاع مرافق القطاع الخاص مع العام في الخدمة عند الكوارث وحتى في الحوادث الطارئة على تبني التطوير المستمر بهدف التكامل مع الهيئة أداءً واستجابة. هذا يجعلنا نتوقع أن يكون في التصور المستقبلي الاتجاه في طرق عدة على خريطة تراها الأجيال تتطور وهم يفتخرون بها.
بتمثيل ذلك واقعيا يمكن اقتراح تسريع التالي: (1) زيادة وتطوير أعداد طائرات الأسطول، وقد يكون للمدن الساحلية والأخرى القريبة من تضاريس جغرافية خاصة، وضع متميز في مراكز ومهابط الطائرات. (2) تأنيث نسبة من الطاقم الإسعافي خصوصا بعد أن أصبحت الأنثى متواجدة في الميدان، وعاملة في مرافق خارج منزلها، وفي مجالات متعددة. (3) كما يتوقع أن يكون هناك قوى ثابتة وأخرى مؤقتة للظروف الخاصة لهذه الخدمة. (4) مهابط الطائرات ومواقعها في المحافظات والقرى، وفي أفنية المرافق الصحية أو على أسطحها، سيتطلب تكريس الأفكار والجهود الهندسية والجيولوجية والأمنية. ولا أخال الممارسين بعيدين عن الدراسات العلمية في هذا الجانب. (5) الطيارون ومشغلو الطائرات وفريق المساندة والإنقاذ وحتمية تمتعهم بمميزات عديدة قبل التعيين، مثل عدد ساعات الطيران لهذه المهام، والتمرس في الإسعافات الأولية، والتمكن من عدد من اللغات، ومهارة الغوص والسباحة... إلخ. هذا يعني أن إعداد الطيارين وأعدادهم لا بد أن تتناسب وخطط التشغيل والنسب الموضوعة للمستقبل، خصوصا إذا ما وصلنا إلى حادثة كل 60 ثانية مثلا. (6) استخدام التقنية كان من الخدمات الاتصالية التي حصلت الهيئة عليه الثناء الكبير من اللجان الدولية في ظروف عالمية مختلفة. داخليا يمكن أن نبدأ في الربط مع الجهات الصحية بالكامل والمدن الصناعية لتبادل البيانات بالأساليب الحديثة المتعددة وجعل المركز الرئيس محوريا بين الجهات المعنية بالإنقاذ. (7) بعد أقل من 15 عاما سيكون هناك نسبة كبيرة من السكان تزيد أعمارهم على الـ 40، ونظرا لسوء التغذية كعادة سيئة مورثة ومكتسبة، وتوريث بعض الأمراض المزمنة حسب الرسم البياني للأجناس في المنطقة، واكتساب بعض العادات السيئة في الحياة كالتدخين وتعاطي المخدرات والمسكرات، فستكون نسبة الإصابة ببعض الأمراض وتفاقم حدة الأخرى عالية جدا. هذا بالتالي سيزيد الضغط على الخدمة، مما يتطلب توقعات بحجم الحدث آنذاك. (8) بناء ثقافة التطوع بين أعمار الشباب والشابات، واعتبارهم شركاء في إتمام عمليات الإنقاذ بسلاسة يتمثل في تدريبهم على إتقان عمليات الإنقاذن وكيفية التصرف قرب المجالات الكهربائية والتيارات المائية، أو مواقع تتميز بشدة التيارات الهوائية. إضافة إلى ذلك الاقتراب من طائرات الهليكوبتر أو الابتعاد عنها والتخلي عن ''الفزعة البدائية''، وتطوير مهاراتهم (ذكورا وإناثا) في السباحة والغوص، والأنشطة المساندة الأخرى فيما يسهل مهمة طاقم الطائرة. (9) لأن العمل على مدار العام يمر بفصول السنة الأربعة، فالهيئة لابد أن تنظم ورش عمل وندوات ودورات مرئية ومسموعة على مستوى المناطق الإدارية في المملكة، تتناسب وحجم الكوارث وكيفية التعامل معها بأساليب مختلفة، وخصوصا أن الظروف تتغير مناخياً عبر الزمن ولا نعلم ماهية القادم. (10) المحاكاة كأهم نقطة تحول في البرنامج، ليست فقط في القيادة، بل حتى في عمليات الإنقاذ الطبي والاستعداد للطوارئ وخلال عملية النقل. فالتمرس نظريا وعمليا بالتدريب المكثف على سيناريوهات متعددة يهيئ المسعف وباقي الفريق للتعامل مع أي حالة. اعتقد أنه يمكن الاستفادة من كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز في جدة في جانب من هذا البرنامج، فهناك طبيبة تخصصت في برامج المحاكاة، وتأهلت في كندا لتكون أول طبيبة سعودية في المجال. (11) استخدام الإحصائيات في الدراسات العلمية التطويرية لمستقبل هذه الخدمة الطبية وما يساندها. (12) تخصيص قناة تبرز أنشطة الهيئة وتوضح للعامة إجراءات الإنقاذ، وتعلمهم كيفية التعاون في المواقف الحرجة، كما لابد أن يكون بثها متاحاً بتقنيات مختلفة وعلى مدار الساعة، وتكون تفاعلية مع المسؤول والمستفيد.
كل ذلك يقودنا إلى التوجه نحو القطاع الخاص تدريجيا في بعض الخدمات، وعندها ستكون الميزانية الموفرة من عدة جهات أفضل من جهة واحدة. كما يمكن أن يكون للهيئة نصيب في ميزانية جميع الأجهزة الحكومية بشكل مباشر وغير مباشر. فتكاليف استخدام الأقمار الصناعية، والتواصل مع شبكات الاتصال المختلفة، وزيادة طواقم العمل الأرضية والجوية، كلها ستحتسب بالزيادة المطردة سنويا. لذلك قد يكون تبني تخصيص مبالغ للهيئة في المناطق أو في ميزانيات كثير من الجهات الخدمية على بنود مثل 223 أو 224 أو 256 من الباب الثاني من الميزانية، ليكون له الأثر الأكبر في دعم جهودها. سلمنا الله والجميع من كل شر، وشكر الله سعي كل مجتهد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي