أحداث مصر تدفع كبار المحافظ إلى الانسحاب وتنزف بالمؤشر 430 نقطة

أحداث مصر تدفع كبار المحافظ إلى الانسحاب وتنزف بالمؤشر 430 نقطة
أحداث مصر تدفع كبار المحافظ إلى الانسحاب وتنزف بالمؤشر 430 نقطة
أحداث مصر تدفع كبار المحافظ إلى الانسحاب وتنزف بالمؤشر 430 نقطة

اعتبر محللون اقتصاديون، أن الهبوط الذي حل بمؤشر السوق السعودية والذي نزف على إثره 430 نقطة في جلسة الأمس، جاء بفعل القلق النفسي المتزايد لدى معظم المتداولين من الأحداث السياسية التي تعيشها مصر حاليا، إلى جانب المخاوف التي تحيط بإمدادات النفط، وبالأخص التي تمر عبر قناة السويس؛ مما تسبب في خروج محافظ لكبار المستثمرين من السوق، معتبرين أن تفاقم المخاوف، والخروج الذي تسبب في هبوط المؤشر بهذا الشكل ''غير منطقي''.

ولفت المحللون إلى وجود 12 شركة محلية تستثمر في مصر، ويتداول أسهمها في السوق السعودية، مشيرين إلى أن القلق على مستقبلها هناك أثار حفيظة عدد كبير من المستثمرين؛ لتوقعهم استمرار الأحداث، وهو الأمر الذي ضغط على المؤشر منذ بدء تداولات جلسة الأمس.

وأفاد الاقتصاديون بأن توقع تكبد قطاع التامين دفع تعويضات طائلة للمتضررين من سيول جدة، أسهم في هبوط القطاع بشكل كبير لتصل خسائره إلى نحو 9 في المائة، معتبرين أن القطاع يعاني في الأساس خللا في هيكله، وهو الأمر الذي دفعه إلى الهبوط بهذا الشكل.

وأشار المختصون إلى مجموعة عوامل متراكمة أسهمت أيضا في الضغط على المؤشر، وتفضيل خيار الانسحاب من السوق لدى كثير من المتعاملين، ومنها النزول الذي حل بالأسواق المالية الأمريكية في تداولات أمس الأول، موضحين أن نزولها لم يكن بفعل الأحداث السياسية، وإنما لنتائج الشركات الكبرى التي جاءت مخيبة للآمال، وبالتالي ''معظم ربط الأحداث غير مبرر''.

#2#

وهنا أكد سهيل الدراج، محلل أسواق عالمية، أن كثيرا من المتداولين ربطوا هبوط المؤشر بالنزول الذي حدث أمس الأول في الأسواق الأمريكية، وانتابهم قلق قبل بدء التداولات، معتبرا أن ذلك الربط والهبوط غير منطقي، بالنظر إلى أن الأسواق الأمريكية هبطت بفعل نتائج الشركات، وبالأخص الكبيرة منها، التي كانت مخيبة لآمال المتعاملين، وبالتالي حدث التصحيح.

كما أشار الدراج إلى أن القلق لم يقف عند هذا الحد، بل تعداه حتى في الأسواق العالمية ليصل إلى مستقبل أسواق النفط، بعد الأحداث التي عاشتها مصر، خصوصا أنها تمتلك قناة السويس التي يمر من خلالها النفط، وهو ما أثر على الأسعار ودفعها للارتفاع، وبالتالي أسهم في زيادة قلق المتداولين في أسواق الأسهم.

وأضاف: ''مصر والسعودية هما القائدتان في المنطقة، وأي أحداث قد تؤثر اقتصاديا، لكن يجب أن نشير إلى نقطة، وهي أن 12 شركة سعودية تستثمر في مصر، وهي موجودة في سوق الأسهم السعودية، وبالتالي تأثر استثماراتها هناك قد يربكها محليا، ويزيد من تخوف المستثمرين والقلق النفسي في سوق المال''.

وتابع: ''لا ننسى أن هناك مشكلة السيول في جدة، وانشغال المتداولين هناك بتلك الأحداث، كما أن تلك المشكلة تسببت في الضغط على قطاع شركات التأمين، وبالتالي هبط القطاع بحدود 9 في المائة''.

ولفت الدراج خلال استعراضه أبرز الأسباب التي دفعت مؤشر السوق السعودية للهبوط، إلى أن نتائج الشركات السعودية لم تكن بالقوية التي تدفع السوق نحو التماسك، وبالتالي أسهمت في فتور كثير من المتعاملين.

كما أبان محلل الأسواق المالية، أن بعض الشركات في السوق وصلت لأرقام مرتفعة، وأن ذلك أسهم إلى جانب العوامل الأخرى في تراكم الأمور السلبية على المؤشر السعودي ودفعه إلى الهبوط.

واعتبر الدراج، أن توقع التصحيح في السوق السعودية كان موجودا منذ فترة لدى كثير من المحللين، وزاد من هذه التوقعات وجود أحداث سياسية امتد أثرها إلى الاقتصاد في عدد من دول المنطقة، مضيفا: ''المستثمر لا يزال لديه ذاكرة سيئة للأزمات الاقتصادية، وبالتالي أي حدث يعيد له تلك الذاكرة ويزيد من تخوفه وابتعاده''.

وأبان الدراج، أن الهبوط الكبير بهذا المستوى، إلى جانب ارتفاع قيمة التداولات إلى 6.3 مليار جاء بفعل البيع والخروج القوي من قِبل المتداولين، وبالأخص كبار المستثمرين في السوق، وهو الأمر الذي فاقم مخاوف صغار المتعاملين.

#3#

من جهته، أوضح إبراهيم العلوان، نائب الرئيس التنفيذي في ''كسب المالية''، أن مشكلة هبوط السوق السعودية تكمن في المخاوف الأوضاع السياسية المتأزمة، خصوصا في عدد من الدول العربية، إلا أنه اعتبر أن ذلك التخوف والهبوط بهذا الشكل غير منطقي، وأنه من المفترض أن يكون التأثير محدودا، لكن تأثر المتداولين نفسيا فاقم الخسائر - على حد قوله.

وأضاف: ''الوعي الآن لدى كثير من المتعاملين أفضل من السابق، كما أن أداء الاقتصاد السعودي إيجابي، وفي كثير من الدول، لكن دائما ما نلحظ أن أي خبر يؤثر في السوق، وبالذات على صغار المستثمرين حتى في الأسواق الناضجة''.

لكن العلوان أشار إلى أنه خلال فترة قصيرة سنرى ارتدادا جيدا للسوق، بالنظر إلى أنه لا يوجد سبب مقنع لنزول المؤشر بشكل كبير، وأن الوضع في المملكة لا يدعو إلى القلق، ولا يوجب التفريط في الاستثمارات بأسعار رخيصة.

وأفاد بأن قطاع التأمين كان أكبر الخاسرين خلال جلسة الأمس، مشيرا إلى أن ذلك جاء بسبب توقع دفع تعويضات كبيرة من قبل شركات التأمين للمتضررين من تلك الأحداث، إلى جانب أن هيكلية القطاع ضعيفة والمتداولون متخوفون منه.

وحول ارتفاع قيمة التداولات أمس، أوضح نائب الرئيس التنفيذي في ''كسب المالية''، أن هذا الارتفاع معناه أن البيع كان كبيرا، وبالأخص لدى عدد من كبار المستثمرين.

يذكر أن مؤشر السوق السعودية خسر في تداولات الأمس 430 نقطة (6.43 في المائة -) ليقف عند مستوى 6267 نقطة، فيما تجاوزت كمية الأسهم المتداولة 264 مليون سهم، نفذت من خلالها أكثر من 121 ألف صفقة بقيمة تخطت 6.3 مليار ريال.

وانخفضت 145 شركة، لتكتسي جميع قطاعات السوق باللون الأحمر، ويكون قطاع التأمين الأكثر انخفاضا(9.12 في المائة -) يليه الاستثمار الصناعي (8.91 في المائة -).

الأكثر قراءة