المجتمع والثقافة في إنجلترا خلال القرن الـ 17

المجتمع والثقافة في إنجلترا خلال القرن الـ 17

احتضنت إنجلترا مذهبا استهلاكيا فجا ونزعة مادية. فمع وصول التجار والأثرياء إلى الأسواق الدولية الجديدة أصبحت أذواق المجتمع الإنجليزي أكثر تطورا. وأصبحت السلع التي كانت تعد من الكماليات مثل الشيكولاتة والحرير متاحة للشراء، حتى أن الكنيسة كانت تعظ بأن شراء مثل هذه السلع يعد أمرا غير أخلاقي.
وأدان المعارضون على نطاق واسع شراء السلع الكمالية، واصفين إياه بأنه إفلاس أخلاقي. مع ذلك اشترى أعضاء الطبقة المرفهة الإنجليزية المجوهرات والخزف والفضة ليستعرضوا ثراءهم. أدى ظهور التسوق باعتباره نشاطا اجتماعيا إلى الكثير من الجدل الأخلاقي والكثير من النمو الاقتصادي أيضا. وساعدت موجة النزعة الاستهلاكية على دفع إنجلترا إلى زعامة العالم.
كان الطلب على السلع الاستهلاكية هو ما جعلها مركزا للابتكار والقوة الاقتصادية. وكان الجدل والنقاش الأخلاقي حول السلع الفاخرة موضوعا قويا قي القرن الـ 17. كتب أحد المؤرخين أن الحرير والسكريات والتوابل كانت سلعا غير ضرورية تجعل من يملكها ضعيفا.
ومع تمتع إنجلترا بالسلام والازدهار، دعا المعارضون السلع الكمالية بأنها رذيلة، وأنها تقوض القوة العسكرية البريطانية وتجعلها أضحوكة بين أعدائها. حتى أولئك الذين أيدوا جمع الأعمال الفنية والتحف أبدوا قلقهم من تأثير الإنفاق المفرط على المجتمع.
هاجم أعضاء في البرلمان البريطاني النزعة المادية وقدموا مشروعات لتشريع التقشف، إلا أن هذه المقترحات باءت بالفشل. استمر هذا الجدل لعقود، وبحلول منتصف القرن الـ 17 كان الجانب المؤيد للتسوق قد فاز بعقول وقلوب البريطانيين، وأصبح نشاط التسوق مقبولا في المقام الأول؛ لأن شيوعه كان في مصلحة رواج التجارة.
تُرجم الإنفاق على السلع الكمالية إلى زيادة الفرص التجارية وفرص العمل. فتحت اتفاقية السلام بين إسبانيا وبريطانيا في عام 1904 الطريق أمام التجارة وحفز النمو السكاني في النصف الأول من القرن الـ 17 الطلب على السلع الكمالية، وأعطى الملك جيمس الألقاب لأعداد متزايدة من الناس؛ مما فتح أبواب الطبقات الأرستقراطية أمام الكثيرين.
أدت هذه الاتجاهات الديموغرافية المتزايدة لفترة من ارتفاع أرباح المزارعين والتجار. ووسط هذا الرخاء العام ازداد تدفق السلع الأخيرة المستوردة وقلت أسعارها؛ مما حدا بالطبقة المتوسطة والفقيرة إلى اقتناء الحرير والمخمل والتحف، وفي الوقت نفسه جلب التجار الأوروبيون سلعا أخرى من آسيا. كانت حقيقة بسيطة في علم النفس البشري هي التي حسمت الصراع حول أخلاقية الترف، وهي أن الخط الفاصل بين السلع الضرورية والكمالية ليس واضحا أبدا.

TITLE: CONSUMING SPLENDOR: SOCIETY AND CULTURE IN SEVENTEENTH-CENTURY ENGLAND
AUTHOR: LINDA LEVY PECK
PUBLISHER: CAMBRIDGE UNIVERSITY PRESS
ISBN-10: 0521842328
SEPTEMBER 2005
448 PAGES

الأكثر قراءة