علاقة رؤساء أمريكا بمديري المخابرات وعملائها السرّيون
يستعرض الكتاب العلاقة المعقدة بين رؤساء الولايات المتحدة ومديري المخابرات في وقت تتصدّر فيه أخبار الطريقة التي تجمع بها الحكومة الأمريكية المعلومات المخابراتية، اهتمامات الناس ووكالات الأنباء. كان مؤلف الكتاب مديرا سابقا لجهاز الاستخبارات الأمريكية في الفترة من 1977 إلى 1981، ما يجعله مؤهلا لتقديم وجهة نظر مطلعة عن العلاقات بين الجهاز وبين الرؤساء الأمريكيين.
يلقي الكتاب الضوء على العلاقات المتشابكة بين رؤساء الولايات المتحدة ومديري جهاز المخابرات فيها منذ الحرب العالمية الثانية حتى وقتنا هذا مركزا على تدخل القضايا الشخصية والسياسية في قرارات الحكومة الأمريكية.
يكشف تيرنر في الفصل الأول الحالة المتدهورة للجاسوسية والمخابرات الأمريكية قبل الحرب العالمية الثانية، في الوقت الذي كان ينظر فيه رجال الحكومة إلى التجسس على أنه من الممارسات غير اللائقة. كما يتناول الكتاب موضوعات مهمة في تاريخ هذه العلاقات منها:
* عمل الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان على توسيع جهاز المخابرات على الرغم من عدم ثقته به.
* كيف ائتمن الرئيس جون كيندي جهاز المخابرات على سمعته ومع ذلك تصاعدت فضيحة خليج الخنازير في كوبا.
* محاولة الرئيس نيكسون الفاشلة لاستغلال جهاز المخابرات للخروج من أزمة ووترجيت.
* تعامل الرئيس جيرالد فورد مع ثلاثة تقارير بخصوص ممارسات غير قانونية لجهاز الاستخبارات، والتي دفعته لتغيير مدير المخابرات كولبي.
يصطحبنا الكتاب في رحلة إلى داخل البيت الأبيض الأمريكي من واقع خبرة المؤلف والمقابلات التي أجراها مع الرؤساء الأمريكيين السابقين، مستعرضا الطريقة التي يعمل بها جهاز الاستخبارات الأمريكي.
يؤكد الكتاب أن القليل من الرؤساء الأمريكيين كانوا على علاقات طيبة مع مديري جهاز الاستخبارات، وكيف أن هذه العلاقات غالبا ما كانت تتوتر بسبب مسائل متعلقة بالسياسة أو الولاء أو أمور شخصية.
من أهم ما ورد في الكتاب وأكثره تشويقا للقارئ العادي ما يدعيه تيرنر من أن تاريخ هذه العلاقات هو الذي قاد المخابرات إلى أكبر إخفاقين لها عبر تاريخها وهما: عدم القدرة على منع هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، وعدم تقديم المعلومات الصحيحة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية التي ثبت عدم وجودها.
يؤكد الكتاب أن تقديم تقارير مخابراتية دقيقة خام للرؤساء دون وضعها في السياق السياسي يعد مشكلة خطيرة تستوجب الحل. ينتهي الكتاب بخطة مقترحة لإعادة تنظيم جهاز الاستخبارات ودعم العلاقة بينه وبين الرئيس الأمريكي.