مبادرات للاهتمام بالمصاحف الممزقة في المساجد

مبادرات للاهتمام بالمصاحف الممزقة في المساجد
مبادرات للاهتمام بالمصاحف الممزقة في المساجد
مبادرات للاهتمام بالمصاحف الممزقة في المساجد

تعاني بعض المساجد عدم الاهتمام بالمصاحف القديمة والممزقة, ما دفع بعض أهل الغيرة من المواطنين إلى العمل على تغليف بعض هذه المصاحف التي تعرضت لذلك، وجمع الأخرى لإيصالها إلى جهات تتولى التصرف فيها دون تعرضها للامتهان، خاصة أن بعض المساجد التي توجد فيها كثافة من المصلين يكون وضع المصاحف فيها غير جيد وليست هناك محافظة عليها, ما يجعلها متناثرة.

حول ذلك يتحدث عدد من المواطنين, حيث علق في البداية المواطن أحمد السعد, الذي أشار إلى ضرورة الاهتمام بالمصاحف الممزقة وعدم تركها بهذا الشكل المتناثر الذي يوجد في بعض المساجد, لا سيما أن بعض هذه المساجد تكون في أحياء مكتظة بالمكاتب التجارية والشركات وفيها مصاحف على رفوف قديمة من الخشب المتهالك يحمل بعض المصاحف الممزقة.

وكثيرا ما يتسابق المصلون في الفوز بأحدها قبل وصول الآخرين ليتمكن من القراءة بين الأذان والإقامة. ويؤكد المواطن محمد مسيعد أن وجود مصاحف ممزقة في بعض المساجد أمر اعتدنا مشاهدته, وأتمنى أن يحرص القائمون على المساجد على الاهتمام بها، وتفقدها وعدم تركها بهذه الطريقة التي تؤلم من يراها. وأكثر ما نشاهد هذه المصاحف الممزقة في المساجد التي على الطرق السريعة والقرى النائية.

#2#

ويرى عبد الله الوابلي أن رؤية بعض المصاحف ممزقة قد تكون نتيجة إهمالها من القائمين على المسجد، وكذلك وصول الأطفال الصغار إليها سواء طلاب الحلقات أو غيرهم. ومن هنا أقول بالنسبة للطلاب التابعين لحلقات تحفيظ القرآن الكريم فتخصص لهم مصاحف يحضرونها معهم بشكل يومي ويحافظون عليها، وأما مصاحف المساجد فيمنعون عنها لأنه قد تتعرض منهم للتمزيق أو الكتابة داخل المصاحف والشخبطة فيها.

ولهذا لا بد أن يعلموا احترام كتاب الله وعدم عمل شيء من هذا فيه. وفي المقابل نجد أن هناك مصاحف في بعض المساجد يتم الحفاظ عليها من القائمين عليها بمتابعة عمال النظافة في المسجد والاعتناء بها وإبعاد الغبار, الذي يعلق بها. ويؤكد ناصر عواجي أن كثيرا من المساجد في مناطق مختلفة لا يتجاوز عدد المصلين 20 شخصا في كل صلاة، تجد أن كل رف في ذلك المسجد يحمل 20 مصحفا بل تزيد، وفي كثير من الأحيان لم تلمس تلك المصاحف منذ أشهر إلا من قبل عامل المسجد الذي يقوم بمسح الغبار عنها كل جمعة ويقبلها ثم يعيدها بعد ذلك.. نحن أمام قضيتين الأولى هي عدم استفادة الناس من أوقاتهم أثناء جلوسهم في المساجد، والاستفادة من المصاحف في القراءة, والثانية ماذا نفعل وكيف نستفيد من تلك المصاحف الممزقة؟

مبادرات فردية

من جانب آخر تظهر بين الحين والآخر مبادرات في بعض المناطق لجمع المصاحف الممزقة ومنها تبني عبد المطلب بن عبد الكريم الشايع معلم مادة المكتبة في ثانوية أبي عبيدة في الجوف فكرة جمع المصاحف الممزقة والتالفة من المساجد والمدارس, وقام بعمل الإعلانات ووضعها، الذي تبنى هذه الفكرة قال عنها إنه عمل خير ليس مرتبطاً بوزارة أو جمعية أو أشخاص, خصوصاً مثل هذا العمل الجليل, فجميعنا في خدمة كتاب الله وخدمة الدين.

وحول بداية مشروعه يقول طرح علي محمد مضحي الوردي فكرة أن نجمع المصاحف ثم نقوم بإرسالها إلى مركز العناية بالمصاحف في محافظة الخرج، أو أن نسلمها إلى مندوب المركز في عرعر. وطلب مني أن أتبنى هذا العمل في منطقة الجوف، فوافقته دون تردد، وبعد التوكل على الله ثم الاستعداد النفسي والذهني والعملي، قمت بكتابة الإعلان وتصويره بعدة أحجام وتوزيعه قدر الإمكان على الجوامع والمساجد والمدارس، وبعض الجهات الحكومية، والمؤسسات الخاصة، وعند الطرقات، وفي الأماكن العامة في كل من سكاكا، ودومة الجندل، وقارا، وصوير، وزلوم.

واستخدمت تقنية رسائل الجوال, ويضيف: في فترة سابقة استثمرت وجود الشيخ محمد العريفي في المنطقة ووزعت على الجوامع التي كانت فيها محاضرات الشيخ, ويقول الشايع هذا العمل أقوم به بشكل فردي وتطوعي لا يندرج تحت أي جهة.

وحول موقف المجتمع منه, يقول الشايع: المجتمع رحب بالفكرة بشكل ممتاز, ولقد أتتني مصاحف من أماكن متعددة بأحجام متعددة, ووجه الشايع رسالته إلى جمعية تحفيظ القرآن الكريم بأنه هو وإياهم والجميع يجب أن يحملوا هم هذا العمل وإلى إدارة التربية والتعليم (بنين وبنات) أن يرسلوا تعميما إلى المدارس يتضمن جمع المصاحف الممزقة والمتلفة. يذكر أن الشايع مصاب بالشلل في رجله اليسرى ولا يثنيه ذلك عن عمل الخير.

وفي جانب آخر, قام مواطن آخر هو سالم الشهري في أحد أحياء مدينة الرياض بجمع المصاحف القديمة ثم محاولة إعادة تجديدها وركز جهوده على الجامع الذي يصلي فيه الذي يبلغ عدد المصلين أكثر من 800 مصل, واستفاد منها طلاب حفظ القرآن الكريم, حيث خصص بعض هذه المصاحف لطلاب تحفيظ القرآن الكريم، كما أوضح عدد من المصلين في الأحياء المكتظة بالسكان أن على أئمتهم أن يهتموا بهذه الظاهرة وأن يحرصوا على توفير المصاحف لهم وأن يتعاملوا مع المصاحف الممزقة.

ورأى الكثير أن هذا من صلب مهمة إمام المسجد, وأن عليهم أن يفعلوا التعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد فيما رفع الكثيرون شكرهم إلى وزارة الشؤون الإسلامية على اهتمامها ودعمها لكل ما من شأنه نشر كتاب الله والعناية به.

#3#

ويرى الشيخ مساعد الشهري أن الاهتمام بالمصاحف الممزقة وإعادتها إلى حالتها مبادرات طيبة من الإخوة الذين حرصوا على القيام بهذا العمل, ونسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء، ونحن ــ ولله الحمد ــ في هذه البلاد المباركة محظوظون بمثل هؤلاء الإخوة المحبين للخير وفقهم الله وسدد خطاهم.

الأكثر قراءة