كيف تستخدم غريزة الجانب الأيمن من المخ وذكاء الجانب الأيسر لتصبح تاجرا متفوقا؟
هناك فئتان مختلفتان من تجار الأوراق المالية، يمثل كل منهما نوع التفكير الذي يتم عند استخدام أحد نصفي الدماغ. يميل المضاربون التقليديون إلى التفكير بالنصف الأيمن من الدماغ؛ فهم لا يتبعون صيغة محددة في الشراء أو البيع؛ لأنهم يعتبرون أن الاستثمار فن. أما المضاربون الذين يضعون نظاما للاستثمار فهم يعتبرونه علما ويؤسسون قراراتهم بالبيع أو الشراء على قواعد محددة مسبقا. ولكل من هذين الاتجاهين عيوبه.
فالتصرف في الاستثمار بناء على الأفكار التي ترد إلى الخاطر دون تحليل يعد تهورا، والاعتماد على الحدس فقط في الاختيارات الاستثمارية قد لا يأتي إلا بعائدات ضئيلة. كما يوجه الكثير من المستثمرين اهتمامهم إلى الحقائق ويتجاهلون مشاعرهم تماما حيال هذا الاستثمار؛ مع أن الحدس الداخلي أحيانا يأتي بأفكار أكثر بكثير مما يأتي بها النصف الأيسر من الدماغ.
إن المستثمرين الذين يستخدمون كلا الجانبين من الدماغ في التفكير يتفوقون في اتخاذ القرارات التي تعتمد على التوازن بين كل من التفكير والحدس. فاستخدام الجانب الأيسر من الدماغ في التفكير يأتي بنتائج أفضل عند التفكير في تفسير سبب نجاح بعض المعاملات في الماضي، أما الجانب الأيمن من الدماغ فهو أفضل في توقع ما يمكن أن ينجح في المستقبل.
يعد التفكير بنصف الدماغ الأيمن حاسما في مجال تجارة الأوراق المالية؛ لأنها تعول كثيرا على أصالة التفكير. فالفرص التجارية الواضحة تصبح أقل ربحية عندما يقبل عليها الكثير من المستثمرين.
إن أفضل المستثمرين في البورصة غالبا ما يراقبون ما يفعله الآخرون ويستشعرون الطرق البديلة. وهذا التعرف على الأنماط هو شكل من أشكال الحدس الذي يتحسن كثيرا مع مرور الوقت. في التحليل الفني لأسعار الأسهم، يمكن للمستثمر ذي الخبرة الطويلة في متابعة التخطيطات البيانية لأسعار الأسهم أن يحدد نمطا مهما لسعر أحد الأسهم يعد بأرباح أكبيرة أسرع بكثير مما يستطيع أحد خريجي كليات إدارة الأعمال.
يستخدم بعض المستثمرين الرسوم البيانية التي توضح تغير أسعار الأسهم مع الوقت في محاولة لتحديد بداية الفترات الانتقالية التي سيتحرك السهم بعدها منطلقا إلى أعلى أو سيهوي بعدها إلى أسفل ليتمكنوا من الاستفادة من هذه التحولات.