نائب الملك يؤسس لأولى خطوات التشغيل التجاري للمطارات في المملكة
وضع نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز أمس، حجر الأساس لمشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد في جدة، ودشن الشعار والموقع الإلكتروني للمطار في خطوة أخرى مهمة عقب توقيع عقود الإدارة التجارية للمطارات الدولية الثلاثة مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة لتحقيقِ الأهداف المتعلقة بتحسين الأداء والتشغيل على أسس تجارية.
وقال الأمير سلطان بن عبد العزيز ''بسم الله .. وعلى بركة الله .. نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، نضع حجر الأساس لمشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد، وهذا الصرح هدية منه ـ حفظه الله ـ لأبنائه المواطنين وضيوف الرحمن.
#2#
والله أسأل أن يجزيه خير الجزاء .. وأشكر جميع من عمل على هذا المشروع من القطاعين العام والخاص''.
ويشتمل المشروع في مرحلته الأولى الذي سيزيد من طاقة المطار الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر سنويا، على مجمع صالات للركاب بمساحة 670 ألف متر مربع، اثنتين للرحلات الداخلية واثنتين للرحلات الخارجية، و200 كاونتر، ونظام مناولة الأمتعة بأحدث الأنظمة الأمنية، و96 جسرا لعبور المسافرين إلى الطائرات، و46 بوابة للمغادرة 29 منها للرحلات الخارجية و17 للرحلات الداخلية وكذلك ثماني بوابات مشتركة.
كما يتضمن المشروع أربع صالات للدرجة الأولى ودرجة الأعمال، ومركزاً للنقل يضم محطة لقطار الحرمين الشريفين، وبرجاً للمراقبة الجوية بارتفاع 133 متراً وسيصبح أعلى برج مراقبة في العالم. ويضم المشروع أيضا سوقا حرة ومراكز تجارية وفندقا يتكون من 56 غرفة مجهزة بكل الخدمات الفندقية الراقية، إضافة إلى المرافق والخدمات المساندة.
#3#
وأكد المهندس عبد الله بن نور رحيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في كلمة خلال الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة، أن الهيئة اضطلعت بتنفيذ خطة شاملة لتطوير المطارات الداخلية لتتواكب مع نمو الطلب المتزايد، بتكلفة إجمالية تبلغ 3.5 مليار ريال تقريبا وتشتمل على 34 مشروعا، راوحت بين مشاريع تطويرية جذرية بمثابة مشاريع لمطارات جديدة، وأخرى تحسينية.
كما شرعت الهيئة على صعيد المطارات الدولية في إعداد المخطط الرئيس لمشروع التوسعة الشاملة لمطار الملك خالد الدولي في الرياض.
وقال:'' إن مشروع مطارِ الملك عبد العزيزِ الدولي الجديد يأتي في وقت أنجزت فيهِ الهيئة مراحل كبيرة بتوجيهات من نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز، ومن خلال مجلسِ إدارتها الموقَر نحو التحول تنفيذا لقرارِ مجلسِ الوزراء رقم 13 وتاريخ 17/1/1425هـ، الذي قَضى بتحويل رئاسة الطيرانِ المدني من جهاز حكومي يعتمد كلياً على ميزانية الدولة إلى هيئة عامة لها شخصيتها الاعتبارية واستقلالها المالي والإدارِي، تَعمل وفق أسس ومعايير تجارية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لتغطية مصروفاتها التشغيلية والرأسمالية''.
وأبان رئيس هيئة الطيران المدني أن الهيئة انتهجت أساليب الشراكة مع القطاع الخاصِ وفق عدد من الأساليب المختلفة، ومن أمثلةِ ذلك مشروع تطويرِ وتشغيِل مجمع صالات الحج والعمرة في مطارِ الملك عبد العزيزِ الدولي الذي تم إنجازه بالكامل من قبل القطاع الخاص، وأصبح بمقدورِه استيعابُ أعدادِ الحجاج والمعتمرين المتوقعين خلال الـ 20 عاماً المقبلة بإذن الله.
وقال المهندس إن المطار سيصبِح أحد المعالم البارزة لنهضة المملكة الحضارية، ومرآة تعكس بِكل وضوح اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بقطاع الطيران المدني بشكل عام، وبمنظومة مطارات المملكة بشكل خاص.
وأوضح أن أهداف المشروع لا تقتصر فقط على زيادة الطاقة الاستيعابية، وتركيب أحدث الأنظمة، واستخدام أفضل التقنيات، وبناء مرافق متكاملة تعكس دور المطار البوابة الرئيسة للحرمين الشريفين، وترضي تطلعات مرتاديه، بل تتعدى ذلك من حيث النموذج التشغيلي الذي سيعمل بموجبه لتسخير خدماته لراحة ومتطلبات جمهور المسافرين وشركات الطيران ومقدمي الخدمات المساندة، وتمكينه لكي يصبح مطاراً محورياً يربط الشرق بالغرب, ونقطة مهمة لتوزيع المسافرين، مع التركيز على ربط العالم الإسلامي.
وبيّن المهندس رحيمي أن المشروع عبارة عن مطار جديد بكل مرافقه من بنية تحتية ومنافع وطرق ومراكز مواصلات وساحات طيران, وسيرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمسافرين وفق أفضل المعايير الدولية. وبين أنه سيدعم البنية الاقتصادية لمنطقة مكة المكرمة من خلال توفير عدد كبير من الفرصِ الاستثمارية للقطاع الخاصِ، والفرصِ الوظيفية للمواطنين.
وعد الموقع الجغرافي والفضاء الواسع الذين حبا الله بهما المملكة، من المزايا التي ينبغي الاستفادة منهما، لافتا إلى أن الهيئة ارتأت أنه من الأجدر إعادة هيكلة قطاع خدمات الملاحة الجوية، ليتم تشغيله باستقلالية تامة معتمدا في أدائه على مبدأ استرداد التكلفة، والحرصِ في الوقت ذاته على تقديم أفضلِ الخدماتِ لمستخدمي الأجواء السعودية من حيث السلامةُ وإدارة الحركة الجوية، وفقا للمعايير الدولية، الأمر الذي سيسهم وبشكل كبير في جذب المزيد من الحركة الجوية ومن ثم تعزيز إيرادات الهيئة.
وأشار في ختام كلمته إلى أنه وبموجب القرارِ السامي الكريم، فإن تكلفة مشروعِ المطار الجديد ستتم تغطيتها من خلال جسر تمويلي يتم تسديده من عوائد مطار الملك عبد العزيزِ الدولي الحالية والمستقبلية, لافتا إلى أن للإجراءات المتميزة التي تعاملت بها وزارة المالية مع الهيئة للوصول إلى هذه الكيفية من التمويل، الأثر الكبير في ارتقاء المتخصصين لدينا مع الحدث، والتعامل بمهنية واحترافية عالية، حيث إنه يعد سابقة نعتز بها في أسلوب التمويل للمشاريع الحكومية.
وشاهد نائب خادم الحرمين الشريفين والحضور عرضا عن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد.
عقب ذلك تفضل نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز بتدشين الشعار الجديد للمطار، واستمع إلى شرح عن مكوناته.
بعدها تفضل نائب خادم الحرمين الشريفين بتدشين الموقع الإلكتروني للمطار.
#4#
إثر ذلك كرّم نائب خادم الحرمين الشريفين كلا من أمير منطقة مكة المكرمة ومحافظ جدة ، كما كرم أعضاء اللجنة الوزارية الخاصة بمشروع المطار وهم: مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني، ووزير المالية، ووزير الاقتصاد والتخطيط، تقديرا لجهودهم في دراسة واعتماد المشروع.