رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


صناديق الفن ..

الكثير يعرف أن مجمل الصناديق الاستثمارية تحتوي في أصولها على أدوات استثمار لأصول مالية كالأسهم والسندات والصكوك وأدوات الدين أو الرهن وغيرها، ولعل الفكرة أصلا من إنشاء الصناديق هي تحقيق مكاسب من جرّاء التنويع بأقل التكاليف لتقليل المخاطرة، علاوة على المهنية والاحترافية التي عادة ما يتمتع بها مدير الصندوق، ما يعني تفوقه في إدارة هذه المحفظة الاستثمارية عن المستثمر العادي، وكذلك تحقيق زيادة محور السيولة حين تجزأ المحفظة إلى وحدات يتداولها المستثمرون فيما بعد، والتنويع هو المبدأ الأهم في القضية لخفض المخاطر أملا في أداء أكثر إيجابية فيما لو تم الاستثمار بفردية في سهم محدد أو نشاط معين سواء كان تنويعا بينيّا أو توزيعا داخليا بين أفراد مجتمع قطاع أو نشاط بذاته، وأنواع الصناديق الاستثمارية متعددة جدا، بل إن بعضها مكون من وحدات في صناديق استثمارية قائمة (صندوق الصناديق) والتي ازدهرت في العقدين الماضيين، خصوصا في الأسواق المالية المتقدمة. ومن هذا المنطلق، أي البحث دوما عن فرص استثمارية وآليات جديدة مقرونة بالهندسة المالية التي تنامت وتسارعت وتيرتها أبدعت أسواق المال في إنتاج الأدوات المالية الجديدة والمتجددة حتى وصلت في نهاية المطاف إلى عدم الفهم ربما من قبل المستثمر وتزايدت الالتزامات المالية حتى كانت واحدة من أسباب انهيار بنك ليمان براذرز، واستعرت تداعياتها مسببة أكبر أزمة مالية عالمية في التاريخ. ولذا، أي في قضايا التجديد أصبحت هناك صناديق استثمارية تستثمر تقريبا في أصول ليست مالية بالمفهوم المباشر التي منها للتمثيل فقط صناديق استثمارية، مكون أصولها لوحات فنية ورسوم أو صور التقطتها عدسات مصورين وليس أسهما أو سندات.
ولعل الأزمة المالية بلا شك وضعت كثيرا من هذه الصناديق على المحك في تقويم أدائها، فانهار أداء جزء كبير منها شأنها شأن كثير من الاستثمارات المالية والحقيقية وبقي بعض منها في حدود الأداء المعقول. الغريب في الأمر أن الصناديق الاستثمارية التي كانت مخصصة للاستثمار في الفنون وما شابهها لم تحقق أداء سلبيا فقط، بل كانت من أكثر الصناديق نجاحا مبهرا وبأداء إيجابي غير معقول مقارنة بما عصف بالعالم والمجتمع الاستثماري ككل. فمثلا هناك صندوق يستثمر في الصور الفوتوغرافية النادرة من القرن الـ 20 وبعض الصور المثيرة من القرن الـ 21 ويديره بنك استثماري في سويسرا (دون ذكر للأسماء لكيلا يعتبر ذلك ترويجا للصندوق أو للبنك) أنشئ في عام 2000 بمبلغ لا يتجاوز 30 مليون دولار، إلا أنه حقق نتائج إيجابية تفوق أكبر أداء لصندوق استثماري في الأسهم سواء كان قصيرا أو طويل الأجل في العالم.
بالطبع محددات الأصول لهذه النوعية من الصناديق واختيارها وسوق تلك الأصول بداية تختلف عن الأسهم وما شابهها، ومجتمعها الاستثماري بلا شك يختلف أيضا إلا أن المعلوم أن ما يهم هو العائد الذي أثبت تفوقه على أداء الصناديق الاستثمارية الاعتيادية. إن مثل هذه الأنواع من الاستثمارات ذات خصوصية لمجتمع معين أو بيئة إلى حد ما تختلف قاريا إلا أننا محليا بل إقليميا لم ننعتق من ربقة التقليدية حتى في استثماراتنا وإلا أين خصوصية اقتصاداتنا في تطوير شيء ذي علاقة بخصوصية مجتمعنا، إذ إنك لا تكاد تنفك من مناقشة أي موضوع دون إدخالها مما يعني أننا في كل شيء غير!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي