شح الحديد المحلي في أسواق الشرقية يرفع سعر «القطري» 200 ريال للطن
أدى شح حديد التسليح المحلي لدى جميع الموردين في المنطقة الشرقية إلى زيادة كبيرة في أسعار الحديد القطري تصل إلى 200 ريال للطن الواحد، بعد ارتفاع الطلب عليه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.وشهدت السوق المحلية في الشرقية نقصا واضحا في إمدادات حديد ''سابك''، الأمر الذي شجع موردي الحديد ''القطري'' على التحكم في سعره في السوق، حتى أصبح مقاربا لسعر حديد التسليح السعودي غير المتوافر لدى معظم الموزعين في المنطقة.
وقال لـ ''الاقتصادية'' عبد الرحمن الراشد رئيس غرفة الشرقية، إن أسعار الكتل الحديدية شهدت ارتفاعا عالميا، ولا سيما خامات الحديد التي ارتفعت من 120 دولارا إلى 176 دولارا للطن الواحد عالميا، كما ترددت أنباء عن ارتفاع حديد الخردة بسبب موجة البرد في دول أوروبا، إضافة إلى تباطؤ عملية جمع الخردة مما تسبب في ارتفاع ملحوظ في أسعاره عالميا، والذي ينعكس على الحديد بمختلف أنواعه واستخداماته.
وتوقع الراشد أن تستقر أسعار الحديد بمختلف أنواعه مع نهاية الربع الأول من العام الجاري، حيث إن الطلب على الحديد لم يتغير في الدول المجاورة، في حين أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الارتفاع في أسعار الحديد هو ارتفاع مؤقت، إضافة إلى أن انخفاض الكميات في السوق هو انخفاض مؤقت، حيث إن ارتفاع أسعار البترول يسهم في زيادة تكلفة إنتاج الحديد، مشيرا إلى أن مصنعي الحديد يضطرون لرفع الأسعار لارتفاع أسعار الكتل الحديدية، والحديد الخام، ولكن الزيادة ليست ناتجة عن ارتفاع في الطلب على الحديد ولكن للمضاربات. إلى ذلك، أكد عمر صالح أحد موزعي الحديد في الدمام وجود نقص في حديد التسليح بمقاسات (16 ملم، 8 ملم) بسبب نقص الإمدادات منذ قرابة أسبوعين، مما تسبب في ارتفاع أسعار الحديد القطري بمختلف المقاسات قرابة 200 ريال في الطن الواحد، حيث أصبح الحديد القطري مماثلا لسعر الحديد المحلي، نتيجة ارتفاع الطلب عليه بشكل كبير بعد انخفاض كمية حديد التسليح المحلي في السوق، ما حدا بالمستهلكين إلى شراء ''القطري'' بسعر المنتج المحلي خوفا من انقطاعه من السوق وتوقف مشاريعهم الإنشائية.
وأشار إلى أن حديد التسليح بمقاس (16 ملم) غير متوافر مطلقا في السوق المحلية، وهو ما يشعر البعض بتخوف انقطاع الإمداد للمقاسات الأكثر استخداما (8 و12 و14 و16 ملم) وهو ما قد يؤثر في المشاريع الإنشائية في المنطقة، مبينا أن سبب النقص هو من شركة سابك (الشركة المنتجة) ما حدا بالبعض إلى التوجه إلى شراء الحديد القطري الذي شهد سحبا كبيرا على الكميات المتوافرة في السوق، الذي ما لبث حتى انقطع من السوق نظرا لعدم دخول كميات جديدة إلى السوق السعودية من قطر منذ قرابة شهر، حيث أصبح لدى قطر حاجة إلى توفير الحديد لمشاريعها الإنشائية الجديدة. من جهته، أكد محمود المهدل أحد موزعي الحديد في المنطقة الشرقية أن حديد التسليح السعودي والقطري غير متوافرين في السوق المحلية، إلا أن هناك إمكانية لتوفير كميات خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن الحديد القطري شهد أخيرا ارتفاعا في أسعاره بمختلف المقاسات، حتى تعادل سعر الطن من الحديد القطري بالحديد المحلي، مرجعا ذلك إلى زيادة الطلب وسحب كميات كبيرة من الحديد القطري خلال الفترة الماضية في ظل نقص حديد ''سابك''، إضافة إلى انخفاض كميات استيراد الحديد القطري في السوق المحلية.