السوق السعودية .. الاكتتابات في 2010 تجمع 3.8 مليار ريال
تراجعات الطروحات الأولية في عام 2010 مقارنة بعام 2009 الذي كان هو في حد ذاته متراجعا بشكل كبير جدا عن 2008، فتراجع عدد الشركات إلى تسع شركات مقابل 11 شركة في السابق، وكان حجم رأسمال هذه الشركات سبعة مليارات ريال فقط مقارنة بـ 7.79 مليار ريال في العام السابق، ولا يمكن المقارنة بين رأسمال الشركات المطروحة في آخر عامين ورأسمال تلك التي طرحت في العامين السابقين عليهما، ففي 2008 بلغ حجم رأسمال الشركات المطروحة 52.28 مليار ريال وفي 2007 بلغ 94.8 مليار ريال.
وعلى هذا فإن عدد الأسهم المصدرة تراجع بالتبعية وكذلك الأسهم المطروحة وكذلك متحصلات الاكتتاب، إلا أنه إذا اقتصرنا على آخر عامين فإنه وعلى الرغم من تراجع عدد الشركات المطروحة في 2010 مقارنة بعام 2009 ورأسمالها وعدد الأسهم التي تم الاكتتاب عليها، إلا أنها نجحت في جمع مبلغ يقارب ذلك الذي تم جمعه في 2009، ففي عام 2010 بلغت متحصلات الاكتتاب 3.83 مليار ريال بينما كانت في 2009 قد بلغت 3.88 مليار ريال، وذلك حسبما أوضح تقرير مركز معلومات "مباشر".
وينتظر الجميع أن تعود عملية الاكتتابات الأولية وهي الرافد الأساسي لضخ دماء جديدة في سوق الأسهم إلى حالة النشاط خلال العام المقبل لترجع إلى عهدها في عامي 2007 و2008، ففي 2007 دخل السوق 26 شركة وهذا يعد أكبر عدد يدخل السوق في عام واحد، وفي عام 2008 وإن كان عدد الشركات قل إلى النصف إلا أنه دخل في هذا العام عدد من الشركات الكبرى سواء من حيث رأس المال أو من حيث العدد المطروح من الأسهم أو المتحصلات من وراء هذه الطروحات.
إلا أنه وفي العامين الأخيرين شهدت سوق الطروحات الأولية في المملكة فتورا ملحوظا وذلك من حيث عدد الشركات التي طرحت جزءا من أسهمها أو حجم تلك الشركات من حيث رأسمالها ومتحصلات اكتتاباتها باستثناء بتروكيم في 2009 ومدينة المعرفة وأسمنت الجوف في 2010 وإن كان لا يمكن المقارنة بينها وبين شركات العام 2008 التي ضمت الإنماء وبترورابغ وزين ومعادن.
#2#
ضعف رأس المال
وكان صغر رأس المال من الخصائص التي اشتركت فيها الشركات التي تم طرحها للاكتتاب في العام 2010، فباستثناء شركتي مدينة المعرفة 3.39 مليار ريال وأسمنت الجوف 1.3 مليار ريال فإن بقية الشركات لم يبتعد رأس المال في أي منها عن نصف المليار ريال، وإذا استثنينا "سوليدرتي للتأمين" 555 مليون ريال فإن بقية الشركات كان رأسمالها أقل من نصف المليار.
هذا إضافة إلى أن منها ثلاث شركات تأمين ومن المعلوم أن شركات التأمين ولصغر رأسمالها فإنها تجذب إليها أصحاب المضاربات وهو ما يضر بالسوق في الغالب، ولم نشهد خلال العام طرح شركات من القطاعات الكبرى مثل البتروكيماويات ولا المصارف الذي لا يزال منه خارج السوق الأهلي التجاري ولا قطاع الاتصالات ولا قطاع الطاقة وقطاع التعدين والذي يتشوق المستثمرون إلى دخول أكبر شركاته وشركات المملكة بشكل عام "أرامكو" إلى السوق.
ولسوء الأجواء المحيطة بالسوق خلال العام 2010 ولعزوف المستثمرين عن الدخول فيه بقوة أرجأ تقرير معلومات مباشر تسجيل التداولات لقيم متدنية بشكل كبير فلم تصل حتى الآن إلى 740 مليارا، بينما كانت في 2009 قد وصلت إلى 1.3 مليار ريال، وتعد قيم التداولات خلال 2010 أقل قيم تداولات في السوق منذ عام 2003 والذي كانت فيه قيم التداولات قد سجلت 597 مليار ريال، مع العلم أن قيم التداولات قد بلغت في 2006 ما يقدر بـ 5.26 مليار ريال.
ووصلت أجحام التداولات في السوق وحتى الآن إلى ما يقارب من 32.2 مليار سهم وهي الأقل في آخر خمس سنوات، حيث كانت في 2005 قد بلغت 12.28 مليار سهم وذلك قبل أن تقفز إلى 54.44 مليار سهم في 2006 ثم إلى 59.68 مليار في 2008، في حين تراجعت العام الماضي (2009) إلى 57.3 مليار سهم، وضعف أحجام التداولات خلال العام الجاري جعل عديدا من رؤساء الشركات الكبرى يعزفون عن التقدم لطرح أجزاء من شركاتهم في السوق. وبلغت القيمة السوقية للشركات التسع التي تم الاكتتاب عليها في 2010 وحسب إغلاق 22 كانون الأول (ديسمبر) الجاري 13.4 مليار ريال.
«المعرفة» تحقق النسبة الأكبر من رأسمال الشركات
استحوذت شركة مدينة المعرفة على ما نسبته 48.4 في المائة من مجموع رأسمال الشركات التي تم طرح أجزاء من أسهمها في العام 2010 كما استحوذت على 26.6 في المائة من متحصلات الاكتتابات التي تمت في العام ككل، تلاها أسمنت الجوف والتي استحوذت على 18.5 في المائة من رأسمال الشركات و17 في المائة من متحصلات الاكتتابات، في حين جاءت "سوليدرتي" في المرتبة الثالثة من حيث رأس المال 7.9 في المائة، واحتلت "الخضري" هذه المرتبة في متحصلات الاكتتاب بنسبة 16 في المائة.
أحداث فريدة في سوق الاكتتاب بـ2010
في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) أصدرت مجموعة الطيار للسفر نشرة اكتتابها وتم تحديد تاريخ الاكتتاب، إلا أنه ولعدم تغطية الاكتتاب من قبل المؤسسات المالية فإن الشركة تراجعت عن طرح أسهمها إلى أجل غير معلوم، وكانت هذه هي المرة الأولى منذ العام 2004 التي يحدث في السوق أن تنشر شركة نشرة إصدارها ثم تتراجع عن الطرح لعدم تغطية الأسهم من قبل المؤسسات المالية.
حيث أعلنت هيئة السوق المالية في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 موافقتها على طلب مجموعة الطيار للسفر إيقاف عملية الطرح العام لأسهمها وذلك لعدم اكتمال عملية بناء سجل الأوامر من قبل المؤسسات المكتتبة وفقا للنسب المحددة في نشرة الإصدار، وذكرت «الاقتصادية» حينها أن هذا يعد الإعلان الأول من نوعه في هذا الشأن، وأكد الدكتور عبد الرحمن التويجري رئيس مجلس هيئة السوق المالية لـ «الاقتصادية» أن إعلان الهيئة تم بناء على عدم اكتمال بناء سجل الأوامر، مشيراً إلى أن نظام بناء الأوامر يجبر الشركة على أن تغطى بأكثر من 100 في المائة من قبل الصناديق وشركات الاستثمار وأن هذه التغطية لم تتم من قبلهم وبالتالي لن يتم طرحها للاكتتاب.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) لجأت شركة أبناء عبد الله عبد المحسن الخضري إلى خفض الجزء المخصص للأفراد وذلك لضعف الإقبال حيث تمت تغطية الجزء المخصص للأفراد بنسبة 83 في المائة فقط بعدما بلغ عدد المكتتبين 342 ألف مكتتب اكتتبوا في 5.3 مليون سهم، في حين أن الحصة التي كانت الشركة قد حددتها في نشرة الاكتتاب للأفراد 6.3 مليون سهم ويعد عدد المكتتبين ضعيفا جدا مقارنة بعدد المكتتبين في الأعوام السابقة والذي كان يبلغ الملايين، حيث كان أقل الشركات من حيث عدد المكتتبين على أسهمها في 2009 أسهم شركة وقاية وبلغ 460 ألف مكتتب، في حين كان الأقل في 2008 أسهم الشركة المتحدة للتأمين التعاوني وبلغ عدد المكتتبين 1.77 مليون مكتتب وإن كانت شركة السعودية الفرنسية للتأمين التعاوني أليانز إس إف قد بلغ عدد المكتتبين عليها في 315 ألف مكتتب وذلك في عام 2007.
شركات السوق في السنوات الـ 10 الأخيرة
احتل عام 2010 المرتبة الثالثة في السنوات العشر الأخيرة من حيث عدد الإدراجات التي تمت به بعدد 11 إدراجا، في حين كان في المرتبة الأولى عام 2007 بعدد 26 إدراجا وجاء في المرتبة الثانية عام 2008 بعدد 13 إدراجا، وبذلك تكون الأعوام الأربعة الأخيرة (59 إدراجا) قد استحوذت على ما نسبته 73.75 في المائة من إجمالي الإدراجات التي تمت في سوق الأسهم السعودية في السنوات العشر الأخيرة 80 إدراجا أي منذ عام 2000، وزاد عدد شركات السوق في هذه السنوات العشر الأخيرة بنسبة 93.3 في المائة من 75 شركة في 2000 إلى 145 شركة في 2010 بعد استبعاد شركة بيشة الزراعية.