خطاب ملك ومصلحة وطن
<a href="mailto:[email protected]">Abdulmohsen@albadr.ws</a>
لقد كان يوم السبت الماضي يوما تاريخيا آخر في مسيرة النمو المتواصلة لرفعة ورقي هذا الوطن الكبير تحت قيادة الرجل المعطاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله. نعم لقد أضاف خطاب الملك السنوي في حفل افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى يوم السبت الماضي لبنات جديدة لسياسة داخلية وخارجية معتدلة وخطوات اقتصادية متوازنة.
جاءت هذه الكلمة لتحمل الكثير من المضامين التي لا شك أن خادم الحرمين يسعى إلى تحقيقها في سبيل سعيه المتواصل إلى الرقي بهذا البلد في ظل المتغيرات الكثيرة والكبيرة التي تشهدها الساحة على جميع المستويات وهو ما ذكره، حفظه الله، في ثنايا حديثه عندما شدد على أننا "لا نستطيع أن نبقى جامدين والعالم من حولنا يتغير". هذا التعبير يعطي دلالة واضحة على أن القيادة السياسية تدرك المتغيرات المحيطة على جميع الأصعدة وتعمل على التحرك وفق المعطيات لضمان وصول آمن إلى النتائج التي تصب في نهاية المطاف في مصلحة الوطن والمواطن.
لقد كان في خطاب خادم الحرمين من الشفافية بشكل يجعل كلماته تصل إلى كل أذن على مختلف مستوياتها وهو ما جعل الرسائل التي احتواها خطابه، حفظه الله، واضحة وجلية لجميع المواطنين، والكثير منها كان قد اتضح خلال القرارات التي اتخذتها القيادة خلال الفترة الماضية بما يدعم الاقتصاد وخصوصا القرارات التي لامست السواد الأعظم من مواطني هذا الوطن عندما غيرت تلك القرارات جميع المعطيات في سوق الأسهم لترسم البسمة على شفاه الجميع ليس فقط لدورها في تغيير مسار سوق الأسهم ولكن لتأكيد الثقة بأن القيادة تعي المتغيرات وتسير وفق منهجية واضحة في الإصلاح الاقتصادي الذي نعيش أبهى صوره منذ الطفرة الاقتصادية الأولى في السبعينيات الميلادية.
إن منهجية الطرح لخادم الحرمين في خطاب الشورى جعل مفهوم الشورى يتسع ليشمل جميع المواطنين, فقد توجه الخطاب إلى مخاطبة المواطنين وكأنهم أصحاب قرار وخاطبهم على أنهم مسؤولون عن المساهمة في النمو والتطور بجميع أوجهه.
لقد لامست كلماته، حفظه الله، قلوب الجميع وعقولهم عندما ركز على قضايا تهم الجميع وهي في نهاية الأمر مصلحة الوطن, إن الحديث عن تحرير الاقتصاد ومحاربة الفساد والقضاء على الروتين ورفع كفاءة العمل الحكومي التي كانت في يوم من الأيام حديث مجالس هي أمثلة لما ذكرناه في مفهوم التغير للأفضل التي ذكرها خادم الحرمين وهي دليل على المعاني في شمولية الكلمة وتوجهها إلى الجميع دون استثناء، وكان الزمان والمكان لتلك الكلمات صورة أخرى لجدية تلك الرسائل.
عندما يتحدث ملك مباشرة عن أهداف لتوفير السكن والعمل والتعليم والعلاج للمواطن ومكافحة الفقر والاهتمام بالمناطق التي لم تحصل على نصيبها من التطور فإن تلك هي سياسة الحكومة المتكاملة في الطريق إلى الوصول إلى تنمية شاملة محورها مواطن يعيش في مكان ما في فضاء هذا الوطن المترامي الأطراف المفعم بالحب لهذا الملك الاستثنائي. هذا الحب ليس لأنه الملك بل الحب لأنه الرجل الذي نفخر بكونه الملك.
سيستمر بلدنا واقتصادنا في النمو والتطور بعون الله وبجهود الجميع التي بدأت من الإرادة السياسية العليا والتي بلا شك تجد الحب والدعم والجهد والوفاء من مواطنين يتطلعون إلى جعل بلدهم في مصاف أعلى وحجم أكبر وثقل اقتصادي وسياسي متزايد على الخريطة العالمية.
لقد عرفناك يا خادم الحرمين خلال السنين حريصا على الرقي بوطنك والتماس هموم مواطنيك وسنبقى كما عرفتنا خلال السنين مخلصين صادقين وفيين للعهد.
