الصين تعتمد 200 مليار دولار لمصادر الطاقة البديلة
من المنتظر أن تنفق الصين 200 مليار دولار على الطاقة المتجددة خلال الـ 15عاما المقبلة، فيما يتسابق اللاعبون بالصناعة لاقتناص حصة من النشاط.
وهذا المبلغ يكفي لشراء شركة نفطية بحجم شركة شيفرون ويتبقى ما يكفي لتمويل برامج الطاقة المتجددة الحالية في كل شركات النفط الأوروبية الكبرى لـ 25 عاما.
ومن ثم تنشط شركات صينية وأجنبية من سهول شينجيانج القاحلة إلى التلال
شبه المدارية لجواندونج في نصب توربينات بارتفاع 40 طابقا لتوليد الكهرباء
من الرياح، تركيب الألواح الشمسية، وإجراء الاختبارات على الذرة لاستخراج
الوقود الحيوي.
وتهدف بكين إلى توليد 10 في المائة من حاجاتها من الطاقة من مصادر صديقة
للبيئة بحلول عام 2010 وهي رغبة يحركها تفاقم تلوث الهواء والتدهور البيئي
المزمن الذي يضخم فواتير العلاج من الأمراض ويثير السخط العام.
وستحتاج تلك المشاريع إلى التوربينات وغيرها من مكونات توليد الكهرباء وهو السبب وراء قيام "جنرال إلكتريك"، "فيستاس ويند سيستمز"، و"جاميسا"، فضلا عن شركات محلية مثل "تشاينا سولار إنرجي هولدنجز" و"صنتك" بتوسيع أنشطتها في البلاد.
وقال نورمان هو مدير صندوق في "فاليو بارتنرز" التي استثمرت في مزود
مكونات توليد الطاقة من الرياح نانجينج جيربوكس: من المرجح أن تصبح الطاقة
المتجددة قطاع الازدهار المقبل في الصين مع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات
قياسية.
وأضاف "الصين بحاجة إلى الطاقة لدعم نمو ناتجها المحلي الإجمالي". وبلغ الخام مستوى قياسيا مرتفعا فوق 78 دولارا للبرميل أمس.
والمحللون معجبون بـ "صنتك" و"شنغهاي إلكتريك" لكنهم يدعون إلى الانتباه أيضا
إلى لاعبين متخصصين جدد مثل "تشاينا سولار" و"إي- تون سولار" التايوانية.
وقالت "ميريل لينش" في تقرير بحثي أخير: نعتقد أن ارتفاع فرص نمو الطاقة
الشمسية، لاسيما من قاعدة صغيرة يجعلها مكونا صالحا لأية استراتيجية استثمار
تركز على الطاقة المتجددة.
ويقدر "كريدي سويس" معدل النمو السنوي المركب لطاقة توليد الكهرباء من
الرياح في الصين عند 39 في المائة بين عامي 2004 و2010، و20 في المائة في الفترة
من 2010 إلى 2020. وأبان أنجيلو تشان من "كريدي سويس" أن هذا يمثل فرصة نمو ملحوظة لمنتجي توربينات توليد الكهرباء من الرياح.
وفي المدى القصير فإن مشكلات مراحل النمو الأولى مثل نقص المواد الخام الذي
يواجه "موتيك آندستريز" العاملة في حقل الطاقة الشمسية في تايوان قد تكون
معضلة.
ويحذر المحللون بشكل خاص من تحول تشريعي محتمل أو تراجع الحماس وغياب مخطط تفصيلي للحوافز والمساعدات حتى الآن والافتقار إلى خبرة رسمية في هذا المجال.
كما حذر "كريدي سويس" من أن المنافسة قد تشكل ضغطا نزوليا على أسعار
توربينات توليد الكهرباء من الرياح ومن ثم على أرباحها، لكن إذا سار كل شيء على ما يرام فإن الصين التي تدعي بالفعل أنها أكبر مستثمر سنوي في الطاقة المتجددة على سطح الكوكب قد تمتلك أكبر سعة في العالم لتوليد الكهرباء من الرياح.
وتهدف الصين إلى امتلاك 30 جيجاوات من قدرة توليد الكهرباء من الرياح
بحلول 2020 ارتفاعا من جيجاوات واحد العام الماضي لتغذية بين 13 و30 مليون
منزل بالكامل وفقا لتقديرات الصناعة.
وترمي سياسة بكين الجديدة للطاقة المتجددة والتي كشف عنها في كانون الثاني (يناير) إلى إقامة نظام من الدعم المالي والسياسي لاستخدام الطاقة المتجددة يشمل تعريفات تفضيلية لأنواع من الوقود مثل الكتلة الحيوية.
وبعد عام 2010 يريد ثاني أكبر مستهلك للكهرباء في العالم تعزيز الاستهلاك من المصادر المتجددة إلى خُمس إجمالي الاستهلاك بحلول عام 2020 وتقليص
الاعتماد على الوقود المستورد.
وسدت مصادر الطاقة البديلة 7 في المائة من حاجات الصين العام الماضي.
وذكرت وكالة التخطيط أن ما يصل إلى 188 مليار دولار يجب استثمارها للوصول إلى هدف عام 2020. والنمو الاقتصادي الذي يحوم حول 10 في المائة سيغذي استهلاك الكهرباء خلال السنوات المقبلة بأي حال.
وتريد "تشاينا سولار" زيادة الأرباح إلى ستة أمثال العام المقبل وتسعى "جولد ويند" كبرى شركات صناعة توربينات توليد الكهرباء من الرياح في الصين وراء طرح عام أولي في الولايات المتحدة لتغذية صعود المبيعات إلى ثمانية أمثال
بهدف تحقيق 500 مليون دولار بحلول 2008.
وتعتزم "سي.إل.بي هولدنجز" كبرى شركات توزيع الكهرباء في هونج كونج
إقامة أكبر محطة توليد رياح بحرية في الإقليم.
وتحتاج مشاريع الطاقة المتجددة إلى دعم حكومي مكثف وطويل الأجل. ويبدو
أن بكين لديها العزيمة والحاجة للمضي قدما، لكن إقرار نظام مناسب من الحوافز الضريبية أو السياسية قد يستغرق سنوات. وأوضح تشان كا كيونج العضو المنتدب لقسم الطاقة المتجددة في "سي.إل.بي هولدنجز" أن الطاقة الشمسية اليوم لا تزال غالية، وأنها أبعد مما ينبغي أن ننظر إليه على نطاق تجاري.