السر: ما يعرفه القادة العظام ـ وما يفعلونه
لم يحقق القسم الأرباح المستهدفة له، كما أن العاملين فيه يعانون التعاسة. لم تعرف ديبي ماذا تفعل فذهبت لقضاء بضع ساعات في المكتبة علها تتمكن من التفكير بهدوء والتوصل إلى بعض الاستنتاجات. أرشدتها أمينة المكتبة إلى مجموعة من المقالات التي قد تفيدها فيما تسأل عنه، ولاحظت أن كلمة التوجيه تكررت في هذه المقالات، فتذكرت أن هناك رسالة بريد إليكتروني أرسلت إليها عن برنامج توجيه جديد تقدمه الشركة. فعادت إلى مكتبها وتقدمت بطلب للاشتراك في هذا البرنامج.
بعد أسبوعين تلقت ديبي ما يفيد قبولها في البرنامج ولاحظت أن جيف الرئيس الجديد للشركة سيكون هو موجهها. وصلت ديبي في أول يوم لها من برنامج التوجيه مبكرة، وأوضح لها أن البرنامج يتكون من جلسات مدتها ساعة واحدة. طلب منها جيف أن تعبر له عما يواجهها من مشكلات في العمل. طرحت ديبي سؤالا مهما: ما سر القادة العظام؟
كان أول ما تعلمته ديبي من جيف هو فن الاستماع. طبقت الدرس وخرجت للاستماع إلى موظفيها لتعرف ما يدور في عقولهم ولتحاول مساعدتهم. في المقابلة التالية مع جيف قارن القيادة بجبل الجليد الذي تكون قمته مرئية إلا أن الجزء الأكبر منه يكون تحت سطح الماء. تتكون القمة من المهارات أو الجزء العملي من القيادة أي الجزء الذي يراه الآخرون، أما الجزء الباقي فهو الشخصية أي جوهر القائد. وقسم جيف سر القادة العظام إلى خمسة عناصر.
العنصر الأول هو استشراف المستقبل: يتمتع القادة العظام ببصيرة ثاقبة. فهم يفكرون في المستقبل ويشعرون بالحماس تجاه ما يقدم من إمكانيات ويستخدمون شعورهم بالاتجاه في تحفيز مرؤوسيهم على العمل الذي يكون له هدف. على القادة العظام أن تكون لهم قيم راسخة، لأن ''القيم هي المعتقدات التي تقود السلوك''.
العنصر الثاني هو المشاركة وتطوير الآخرين: تتضمن المشاركة توظيف أفضل الموظفين ودمجهم مع باقي فريق العمل. كان جيف يلتقي المرشحين للوظائف أربع مرات للتأكد من أنه وجد الشخص المناسب للمنصب الشاغر وليتمكن من التعرف عليه بدقة.
العنصر الثالث هو الاستمرار في إعادة الاختراع: وتتضمن إعادة اختراع الذات والنظم والهيكل الذاتي. إن سعي القائد نحو تحسين الذات يقدم قدوة جيدة للموظفين، إلا أن مواصلة إعادة اختراع الشركة تكون أوسع من هذا. فبعض القادة تستعبدهم النظم التي وضعوها، في حين أن عليهم تولي مسؤولية تحسينها وتعديلها.
العنصر الرابع هو تقدير النتائج والعلاقات حق قدرها: على القادة التركيز على تحقيق أهدافهم الشخصية وأهداف شركاتهم، ويجب ألا يهملوا علاقاتهم مع الناس الذين يعملون معهم.
العنصر الرابع هو تجسيد القيم: ليتمكن القائد من الحصول على ثقة العاملين معه عليه أن يجسد لهم القيم التي يريد منهم مراعاتها، أي أن يكون لهم قدوة.