القوى الأوروبية تتضافر .. تأسيس آلية إنقاذ دائم لـ «اليورو»

القوى الأوروبية تتضافر .. تأسيس آلية إنقاذ دائم لـ «اليورو»

وافق قادة الاتحاد الأوروبي على تغيير معاهدة النظام الأساسي للتكتل لتأسيس آلية إنقاذ دائمة لليورو بينما أرجأوا الموضوعات الخلافية الأخرى إلى العام المقبل، وذلك خلال قمتهم التي عقدت على مدار يومين في بروكسل واختتمت أمس. وقال رئيس القمة هيرمان فان رامبوي في ختام الاجتماعات ''اتفقنا على إجراء تعديل محدود في نص المعاهدة سيسمح بتأسيس آلية دائمة (لإدارة) الأزمة من أجل استقرار منطقة اليورو''.
وأراد رامبوى أن يطمئن المستثمرين من خلال اقتراح بيان مشترك لزعماء منطقة اليورو متعهدا بالدفاع عن اليورو مهما يحدث، وضمان (توافر الدعم المالي الكافي) من خلال شبكة الأمان الحالية في منطقة اليورو. وقال رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر إن ذلك بمثابة تعهد بتوسعة نظام الإنقاذ المالي المؤقت الحالي في منطقة اليورو البالغة قيمته 750 مليار يورو (تريليون دولار أمريكي) إذا ثبت أنه أقل بكثير من أن يدرأ التعثر في دول منطقة اليورو الكبرى.
وأضاف ''إذا أعلن كل ''زعماء'' منطقة اليورو أن كل شيء سيتم لتأمين الاستقرار المالي في منطقة اليورو، يمكنك اعتبار أن القرار سيتخذ لزيادة موارد صندوق الإنقاذ الحالي إذا كانت هناك حاجة لذلك''.
وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد اتفقت أمس الأول على إجراء تعديلات في معاهدة لشبونة التي تعد مرجع الاتحاد للسماح باستحداث صندوق إنقاذ مالي دائم لدول منطقة اليورو.
من جهة أخرى، دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وفنلندا وهولندا أمس إلى تجميد ميزانية الاتحاد الأوروبي حتى عام 2020 على الأقل، وذلك في خطاب مشترك إلى المفوضية الأوروبية.
وقالت الرسالة الموجهة إلى رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، إنه ينبغي ألا تنمو الميزانية المشتركة للاتحاد الأوروبي بوتيرة أسرع من معدل التضخم في ميزانية الكتلة للأجل الطويل لما بعد عام 2013. وقالت الرسالة التي كشفت عنها الرئاسة الفرنسية ''لا يمكن استثناء الإنفاق العام الأوروبي من الجهود الكبيرة للدول الأعضاء من أجل احتواء إنفاقها العام''.
وتبدأ دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 محادثات في منتصف 2011 بشأن ميزانية للأجل الطويل تبدأ من 2014 إلى 2020 أو بعد ذلك.
وتبلغ ميزانية العام المقبل 126.5 مليار يورو، أكثر من 40 في المائة منها للزراعة والثلث لمساعدة الدول الفقيرة.
ووقع الخطاب المشترك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتا ورئيسة الوزراء الفنلندية ماري كيفينيمي.
وكان كاميرون قد سعى خلال قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس الأول إلى حشد الدعم لميزانية أصغر حجما، وقال للصحافيين إن الكتلة ''بحاجة إلى انضباط حقيقي في الميزانية''.
لكن من المرجح أن تواجه جهود كبح الميزانية مقاومة شديدة من دول شرق أوروبا الفقيرة وهي الأكثر استفادة حاليا من إنفاق الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك إن بلاده ستقاوم إجراء تخفيضات.

الأكثر قراءة