لصوص محترفون

الذين يسطون على أموال الناس دون خوف ولا وجل لا يختلفون عن بعضهم سواء كبر المبلغ أو صغر، وتجدهم في أي مكان أو مجتمع، وهذا يظهر جليا في تعاملهم، والأمين تجده قنوعا بما يحصل عليه فيما الرجل الذي يبحث عن المال بأي طريقة فهو لا يتورع عن القيام بأي وسيلة في سبيل الحصول على المال، سواء كان ما يحصل عليه قليلا أو كثيرا لا يهم، ما جعلني أتطرق إلى هذا نقاش دار مع قائد سيارة في دولة عربية كنت أتنقل معه في دولة عرفت بقوة النظام، فكان الحديث يدور حول النظام في تلك الدولة والاختراقات التي تحدث من بعض العاملين خصوصا في مجال سيارات الأجرة، وكان يثني كثيرا على العمل في المملكة وأنه أفضل والرزق فيه بركة، وبعدها بيومين ركبنا أنا وصديقي سيارة أخرى فوجدنا الفرق في التعامل، السائق كان يحاول استغفالنا لكنه أمام صرامة النظام هناك لم يستطع القيام بذلك، وقد حدثني شخص أثق به أن عائلته استأجرت سيارة داخل مكة وصل لمبلغ خيالي فمن يحمي الناس من هؤلاء؟ وبعضهم يضحك على الحجاج ويأخذ مبالغ إضافية، ولو أردت استعراض الكثير من ذلك لاحتجت إلى مساحات أكبر، وهؤلاء يعتقدون أن المال الحرام يسعدهم وهو وإن حدث فهي سعادة وقتية سيأتي يوم يندمون فيه على هذا الفعل القبيح الذي ينهى عنه ديننا العظيم، أما الصنف الأغرب من هذه فهم الفئة التي تنصب على بعض سائقي المشاوير وأستطيع أن أسميهم بلصوص مشاوير سيارات الأجرة، الذين يحصلون على ما يريدون دون مشقة أو أدنى تعب، يتنقلون في سيارات الأجرة ويقضون حوائجهم بالمجان، ينتقون ضحاياهم بدقة، تجد هؤلاء المستهترين يظهرون المكانة والعزة على أنفسهم، ويختارون ضحاياهم بدقة، بعضهم عبثا يوهمون السائق بأنه لديهم مستلزمات يضعونها أمامه في السيارة، وعندما يصلون إلى المكان الذي يريدون يغادرون سريعا بحجج واهية مختلفة، تاركين خلفهم بعض الحمل الذي وضعوه في السيارة، فيكتشف السائق الذي يجمع رزق أسرته بمشاوير سعر الواحد منها لا يتجاوز (15 ريالا) الخديعة فيذهب ضاربا كفا بكف نتيجة ذلك الفعل المشين الذي ينم عن احتراف قذر في أخذ الأموال بغير حق، وهذا ما يؤكده بعض العاملين في مجال نقل الركاب ''الليموزين'' من المنتمين إلى هذه البلاد الطاهرة وغيرهم، وقد سمعت من القصص ما يندى له الجبين في هذا الجانب، وهؤلاء النصابون وهم لصوص المشاوير يجدون احتراما ولا يتم اكتشافهم إلا بعد سرقتهم تعب هؤلاء الضعفاء، وليست هناك وسيلة لإيقاف عبثهم إلا التوعية لهم وتذكيرهم بعظم ما يفعلون من خلال الوسائل المختلفة كالإعلام وخطب الجمعة وغير ذلك، لعل الله أن يقلص أو يزيل هذه الصور المؤلمة التي يرتكبها من ينتمون إلى ديننا لعل وعسى أن يتراجع بعضهم ويكتب الله لهم الهداية والسير على الطريق الصحيح. نسأل الله للجميع التوفيق والبعد عن كل الأمور المحرمة المتنوعة وأن يعفو عن الجميع، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي