منتجو الغاز يؤكدون مواصلة الاستثمار في الصناعة رغم ظروف السوق العالمية

منتجو الغاز يؤكدون مواصلة الاستثمار في الصناعة رغم ظروف السوق العالمية

اتفق المشاركون في المنتدى الوزاري الثاني للغاز الطبيعي في ختام أعماله أمس في الدوحة، على ضرورة اتخاذ نظرة طويلة المدى من قبل المعنيين بالقطاع، ومواصلة الاستثمار في ميدان الغاز الطبيعي رغم الشكوك المحيطة بتباطؤ الاقتصاد العالمي، وظروف السوق الحالية التي تتميز بوفرة الغاز وبأسعار منخفضة نسبيا.
وأكد المشاركون من ممثلي الحكومات وقادة الصناعة، أن المنتدى يعد خطوة مهمة في تعزيز الحوار العالمي بين الدول المنتجة والمستهلكة للغاز الطبيعي، حيث تمت خلاله مناقشة الديناميكية المتغيرة لأسواق الغاز والتحديات الرئيسية التي تواجه صناعة هذا القطاع، مرحبين في الوقت نفسه بالعرض الذي قدمته فرنسا لاستضافة المنتدى الثالث للغاز الطبيعي في عام 2012.
وقال يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم الجزائري للصحافيين إن بلاده تعتقد أن سوق الغاز العالمية ستنتعش من فائض العرض الحالي خلال الأشهر القليلة المقبلة مع انتعاش الطلب. وتابع ''إن سوق الغاز تمر بوقت صعب الآن بسبب الأزمة''، لكنه أعرب عن اعتقاده أن السوق ستشهد تحسنا مع انتعاش الطلب خلال الأشهر المقبلة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي إن تخمة الغاز تشكل ضغوطا على الأسعار، ومن المتوقع أن تستمر لمدة عشر سنوات مقبلة على الرغم من ارتفاع الطلب. وبشأن المقترح بأن تخفض الدول المنتجة مبيعاتها من الغاز في السوق الفورية، وقال يوسفي إن هذا أمر ما زال يجري بحثه مع الدول المنتجة. ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن المحادثات، لكنه أضاف أن العقود طويلة الأجل هي أساس الحفاظ على استقرار السوق.
أمام ذلك، قال نوي فان هلست الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة إنه انعكاسا للتوصيات الصادرة عن المنتدى الوزاري الأول للغاز الطبيعي والدعوات الصادرة عن وزراء منتدى الطاقة الدولي وبالتعاون مع منظماته المشاركة في نظام ''جودي'' وهو المبادرة المشتركة لبيانات النفط التي أطلقت عام 2001 ويضم في عضويته ً أكثر 90 دولة تمثل 95 في المائة من حركة التبادل النفطي العالمي، فإنهم يعملون على توسيع المبادرة المشتركة لبيانات النفط لتغطية الغاز الطبيعي. وأضاف أنه من المقرر إطلاق مبادرة قاعدة بيانات لنظام ''جودي غاز'' في عام 2011 بهدف المساعدة على تحسين شفافية بيانات سوق الغاز من أجل تحقيق الفائدة المتبادلة بين المنتجين والمستهلكين.
من جانبه، أكد داتوك رحيم هاشم رئيس اتحاد الغاز العالمي على ضرورة تعزيز الحوار بين صناع القرار في قطاع الغاز، مطالبا بضرورة تحسين استراتيجيات الأعمال التجارية وسياسات الطاقة لمواجهة تحديات الطاقة العالمية لجلب إمدادات نظيفة وموثوق بها لعدد أكثر من السكان، ولضمان النمو الاقتصادي المستدام.
من جهته، أكد تورستاين اندروبو الأمين العام الاتحاد الغاز العالمي أن الغاز الطبيعي يعد جزءا من الحل العالمي لمشكلة تغير المناخي خاصة في ضوء توافر المواصفات البيئية والتطورات التكنولوجية الحديثة، مضيفا أن دور الغاز الطبيعي في مستقبل الطاقة هو دعم مصادر الطاقة المتجددة وتسهيل نشر زيادة إمدادات التكنولوجيا المختصة بها.
وأشار كل من المنتدى الدولي للطاقة واتحاد الغاز العالمي إلى أن التوسع المتوقع وزيادة إنتاج الغاز وتصديره يعكسان الحاجة المتزايدة للتركيز على الحوار في مجال الطاقة على المستوى العالمي، والحاجة الملحة لوجود اتفاقيات حكومية متعددة الأطراف وحلول دولية لدعم أو طرح بنية تحتية جديدة بهدف استكشاف واستغلال مشترك لاحتياطيات الغاز الجديدة والمساعدة على إنشاء أسواق قوية وآمنة لصالح جميع الأطراف. كما جرى التأكيد على أهمية التعاون بين شركات النفط الوطنية وشركات النفط الدولية.
وكان المشاركون في المنتدى الذي نظمه منتدى الطاقة الدولي واتحاد الغاز العالمي، ناقشوا التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة الغاز الطبيعي وكيف يمكن أن يساعد الغاز في مواجهة مشكلة تغير المناخ. وشددوا على الحاجة إلى إنشاء القواعد واللوائح التي يمكن التنبؤ بها من أجل العمل بكفاءة، واستخدام الموارد والرأس المال البشري المتاح بشكل سليم.

الأكثر قراءة