16 بنكا تقرض «معادن» 7 مليارات.. وقريبا الحكومة تضخ فيها 9 أخرى
تلقى القطاع الصناعي السعودي أمس، دفعة قوية تمثلت في دخول 16 بنكا محليا ودوليا ومؤسسة مالية لتمويل جزء من مشاريع شركة معادن السعودية بقيمة سبعة مليارات ريال، في الوقت الذي وافق فيه صندوق التنمية الصناعية على التكفل بقرض قيمته 900 مليون ريال لصالح مشروع آخر مشترك بين ''معادن'' وشركة الصحراء للبتروكيماويات لإنتاج الصودا الكاوية وثنائي كلوريد الإثيلين.
ووفق مراقبين سألتهم ''الاقتصادية'' فإن دخول هذا العدد من البنوك المحلية والدولية للمشاركة في تمويل المشاريع يكشف عن جاذبية الاقتصاد السعودي في ظل شح التمويل الذي يجتاح العالم بسبب الأزمة المالية وأزمة الديون الأوروبية.
ومشروع ''معادن'' الذي جذب هذا العدد من المؤسسات المالية هو مشروع مشترك مع شركة ألكوا الأمريكية، ويغطي التمويل الحالي المرحلة الأولى من مشروع الألمنيوم التي تبلغ تكاليفها أكثر من 16 مليار ريال، حيث ستتولى الأذرعة التمويلية الحكومية (صندوقا الاستثمارات والصناعي) المبلغ الباقي وهو تسعة مليارات ريال.
ومن المقرر أن تبدأ خلال الفترة المقبلة عملية تمويل المرحلة الثانية التي تشمل المنجم والمصفاة التابعين للمشروع، بيد أن الشركة لم تكشف عن تكاليف المرحلة الثانية ولا عن طريق تمويلها، لكن التقديرات الأولية أشارت إلى أن تكلفة المشروع ربما تتجاوز 28 مليار ريال وهو ما يعني أن المرحلة الثانية تبلغ تكاليفها نحو عشرة مليارات ريال.
وفي مايلي مزيدا من التفاصيل:
أبرمت شركة معادن للألمنيوم وشركة معادن للدرفلة عقودا تمويلية أمس، لتمويل جزء من المرحلة الأولى من مشروع الألمونيوم مع 16 بنكا محلياً وإقليمياً وعالمياً ومؤسسة مالية، بقيمة 7.1 مليار ريال، على أن يتم توقيع عقود تمويل الجزء المتبقي من تمويل المرحلة الأولى والمقدر بنحو تسعة مليارات ريال لاحقا من قبل صندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الصناعي السعودي، ليصبح المبلغ الإجمالي للقروض في المرحلة الأولى للمشروع 16 مليار ريال.
معلوم أن ''معادن للألمنيوم'' و''معادن للدرفلة'' مملوكتان لكل من شركة التعدين العربية السعودية ''معادن'' بنسبة 74.9 في المائة، وشركة الكوا الأمريكية بنسبة 25.1 في المائة. ومن المقرر أن تبدأ الشركتان في القريب العاجل عملية تمويل المنجم والمصفاة، التي تشكل المرحلة الثانية من المشروع المشترك بين ''معادن'' و''الكوا''. ويعد هذان المشروعان جزءاًً من المشاريع المشتركة والمتكاملة من المنجم إلى المنتج النهائي لإنتاج الألمونيوم السعودي بمواصفات عالمية في رأس الزور على الساحل الشرقي من المملكة. كما أن هذه العقود جزء من عقود تمويل المشروعين، حيث إنها خطوة مهمة لدعم بناء مصهر متكامل للألمنيوم وقيام أكبر مشروع للدرفلة في منطقة الشرق الأوسط وتطوير الصناعة التعدينية في البلاد.
وأوضح المهندس عبد الله بصفر رئيس شركتي مصهر الألمنيوم والدرفلة بالنيابة ونائب رئيس شركة معادن لوحدة أعمال الألمنيوم، أن عملية التمويل شهدت اهتماما كبيرا من البنوك والمؤسسات المالية المحلية والعالمية، مبينا أن معظم البنوك السعودية والبنوك العالمية شاركت في عملية طلبات التغطية المالية. وأضاف بصفر أن عملية التوقيع تمثل أحدث علامة في سلسلة المراحل التي اجتازها المشروع بنجاح لمواجهة تحديات الموعد النهائي للمشروع. وقال ''لقد وقعنا اتفاقية المشروع المشترك في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، وافتتحنا المشروع في حزيران (يونيو) من هذا العام، ثم استوفينا التزامات تمويل المشروع في الشهر نفسه، ووضعنا حجر الأساس في الرابع والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) بعد عشرة أشهر فقط من التوقيع على المشروع المشترك، نحن حقا نسير على الطريق الصحيح''.من جانبه، عبر كن وزنوسكي نائب رئيس شركة الكوا لوحدة إنتاج الألمونيوم العالمية والتنمية والطاقة والبوكسايت والشؤون الإفريقية عن سعادته بأن تمويل المصهر ومصنع الدرفلة قد تحقق سريعا وبشروط جذابة للغاية رغم التحديات التي تواجهها أسواق المال العالمية. وتابع ''إننا ممتنون لهذا الفائض الكبير من التمويل الذي يعكس الدعم القوي من المؤسسات المالية لهذا المشروع كما يعكس ثقتنا بأن لدى هذا المشروع إمكانية لأن يصبح أبرز مجمع لصناعة الألمنيوم في الشرق الأوسط''.