وللطلاق أسباب يعرفها العشاق
تتنامى حالات الطلاق في مجتمعنا، حيث تشير آخر دراسة أعدتها وزارة التخطيط السعودية أن نسبة الطلاق في بلادنا ارتفعت عن الأعوام السابقة بنسبة 20في المائة، كما أن 65في المائة من الزيجات التي تتم عن طريق الخاطبة تنتهي بالطلاق حيث سجلت المحاكم الشرعية 70ألف عقد زواج و13 ألف صك طلاق خلال عام واحد.
ويأتي تزايد حالات الطلاق من وجهة نظري إلى عدة أسباب منها:
عدم تقدير بعض الأزواج للمسؤولية الملقاة على عاتقه ويهمل منزله ما يتسبب في وقوع حالات الطلاق، والبعض الآخرربما اقترن بزوجة لاتستطيع القيام بواجباته الزوجية على أقل تقدير فيحصل التذمر ولا مبالاة الزوجة فيحدث أبغض الحلال عند الله ، وهناك من يتأثر من الشباب بما يشاهده عبر القنوات الفضائية والمجلات الخليعة من صور لفتيات وفنانات لهن عشق ومحبة عنده فيبدأ في المقارنة بينهن وزوجته وينشغل بذلك، وبعضهم يبحث عن زوجة بمواصفات عالية ولا ينظر إلى نفسه وأن الزوجة ربما كانت تنظر نفس نظرته فيكون من نتيجة ذلك وقوع حالات الطلاق، ولأدلل على ذلك ما سمعته قبل أيام قلائل من أحد الشباب أن زميلا له تزوج أربع مرات خلال سنتين بحثا عن الجمال وتخلى كل مرة عن إحدى الزوجات حتى كانت المرة الأخيرة واعترف ذلك الشاب لصديقه بأن تأثره بمشاهدة الفتيات في الوسائل المختلفة جعلته لا يقبل الزوجة التي اختارتها له أسرته، وهناك سبب آخر متداخل مع هذا السبب أن سبب حدوث الطلاق من بعض الشباب يعود إلى أنه لا يستطيع رؤية من يريد الاقتران بها قبل الزواج نظرا لوجود عادات وتقاليد ترفض ذلك وتجعل الاختيار للنساء وهو يقبل حسب الأوصاف، وأعرف عددا من الأصدقاء تزوجوا بهذه الطريقة ولكنهم يعيشون حياة طيبة لأن هدفهم كان الخلق قبل الجمال، وللأسف أن مثل هذه العادة تخالف تعاليم ديننا الذي يسمح برؤية المخطوبة قبل الزواج بها، كما أن من الأسباب التي تسهم في الطلاق المبكر عدم اتفاق الزوجين على الحياة في وضع متوسط أي أن الزوجة لا تريد أن تعيش مع زوجها بنفقة متوسطة أو على وضعه إذا كان فقيرا، بل إنها تحرص على البذخ وإثقال كاهله بالديون فينتج عن ذلك وقوع الطلاق، ومن الأسباب كذلك تعلق الزوجة بصديقات لها تفضلهن على الزوج فينتج عن ذلك تذمر الزوج فيحدث الطلاق في النهاية، ومن الأسباب حدوث الأمراض النفسية وانتشارها حتى أن بعض الزوجات لاتستطيع البقاء فترة طويلة تنتظر شفاء الزوج الذي ربما لايتحقق علاجه أو تزيد حالته سوءا فتطالب بالطلاق عن طريق المحاكم، ومن الأسباب انتشار السحر وعمل بعض الأعمال السحرية التي من شأنها أن تفرق بين الزوجين حتى أن بعض المتزوجين قد لايهنأ بزواجه من جراء حدوث هذه الأفعال، وبعض الزيجات تكون إجبارية وليس فيها توافق، أو وقوع أحد الزوجين في براثن العلاقة المحرمة، أو الانشغال عنها بأمور أخرى كالإنترنت فلا يخصص أوقاتا للزوجة للجلوس معها فتشعر بأنها لا تحظى باهتمامه فتنصرف عنه ولا تهتم به هي أيضا إلى أمور أخرى إلا من رحم الله من الزوجات الصابرات، ولو تناولنا جميع الأسباب لوجدناها أكثر مما ذكر. والحقيقة أنني ربما لا أكون أفضل في وضع الحلول من المتخصصين في الجوانب في هذا الشأن، لكنني أرى أن العلاج هو بالتثقيف والتوجيه وبالحرص على بتر العادات القبيحة والعمل على زيادة الوعي للطرفين والبعد عن الأمور المحرمة التي يسهم القيام بها في حدوث حالات الطلاق، وسأستكمل في مقال آخر الحلول بشكل أكثر تفصيلا، ونسأل الله للجميع التوفيق إنه ولي ذلك والقادرعليه.