تركي الفيصل: نريد سوقا آمنة للطاقة توفر أكبر قدرة لأطول مدة بأكفأ الوسائل
أكد الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن السياسة البترولية للمملكة العربية السعودية تمثل ركيزة من ركائز الاستقرار العالمي، كما أكد أهمية الحوار والتعاون بين الدول المنتجة والدول المستهلكة للطاقة لتوفير احتياجات العالم المستقبلية من مصادر الطاقة بصورة آمنة ومستقرة.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها في معهد جيمس بيكر للشؤون العامة في جامعة رايس الأمريكية أمس, حضرها عدد كبير من الخبراء والباحثين في مجال الطاقة البترولية ومصادر الطاقة البديلة.
وأشار الفيصل إلى إمكانات المملكة البترولية بوصفها أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول وأن احتفاظها بقدرة إنتاج فائضة قد تحقق من خلال الاستثمار الرشيد للتجهيزات الأساسية في قطاع البترول السعودي, وعبر العمل الدؤوب خلال عدة سنوات وبتكاليف تبلغ مليارات الدولارات.
وأشار الأمير تركي الفيصل إلى استمرار ارتفاع الطلب العالمي على البترول خاصة في دول مثل الصين والهند مبيناً أن المملكة عازمة على مقابلة الطلب العالمي والاحتفاظ بطاقة إنتاج فائضة كافية لسد النقص في حالة حدوث انقطاع في إمدادات البترول العالمية.
وأفاد الفيصل أن استثمار المملكة الكبير في قطاع البترول دليل أكيد على أن المملكة مصدر رئيسي لإمدادات البترول وأن مصالحها على المدى الطويل تكمن في أمن واستقرار سوق البترول العالمية. وأضاف أن المملكة مهتمة بنمو الاقتصاد العالمي وبتوفير إمدادات البترول للأسواق العالمية في إطار سعر ملائم يتراوح بين سبعين وثمانين دولارا للبرميل كما أشار إلى ذلك أخيراً معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي.
وبين الفيصل أن الحديث عن استقلال الطاقة لا ينفي أن البترول هو أحد المصادر المتعددة للطاقة وأكد أن الجدل لا ينبغي أن يدور حول فرضية بترول أو لا بترول في هذا المجال. وأضاف أن ''السعي العالمي الموحد لتوفير الطاقة من جميع مصادرها المتعددة يكفل مصالح الجميع دون تعارض أو مواجهات, وأن ذلك يمكن تحقيقه من خلال الحوار والتعاون بين المنتجين والمستهلكين''. وتابع قائلا ''إننا جميعاً نريد سوقا آمنة ومستقرة للطاقة مما يوفر للعالم أكبر قدر من الطاقة لأطول مدة زمنية وبأكفأ الوسائل الممكنة''. وبين الفيصل أهمية العمل المشترك لاستكشاف جميع الطرق المؤدية لتوفير احتياجات الطاقة، مشيراً إلى أهمية العمل في إطار ''منتدى الطاقة العالمي'' الذي يهدف إلى تعزيز الحوار بين المنتجين والمستهلكين من خلال المناقشات الصريحة بين المسؤولين في قطاعات وشركات البترول من دون أجندات سياسية واقتصادية. وشدد الفيصل على أهمية الشفافية التي تحتاج إليها الأسواق للعمل بكفاءة من خلال تطبيق برنامج ''معلومات البترول المشتركة'' الذي دعا إليه منتدى البترول العالمي في اجتماعه الأخير في (كانكون). ودعا إلى الاهتمام بوضع الضوابط التي تحمي الأسواق العالمية من التوقعات والمضاربات التي تثير التقلبات المفاجئة في أسعار البترول العالمية.