تحقيق أرباح مستمرة في الظروف الجيدة والسيئة
إن الأفراد الذين يقضون سنوات طويلة في شحذ مهاراتهم المهنية مثل المهندسين والأطباء والمحامين غالبا ما يعتقدون أنهم يعرفون ما يكفي ليتاجروا في الأسهم بناء على ما عرفوه من بعض الكتب التي قرأوها أو البرامج التلفزيونية التي شاهدوها، إلا أن تحقيق أرباح في البورصة يحتاج إلى وقت وتفان ومعرفة وأدوات صحيحة.
الأهم من هذا كله أن تجارة الأسهم والتعامل في البورصة تحتاج إلى وعي ذاتي وفهم لأنماط تدمير الذات وللعيوب السلوكية والقيود النفسية. في الواقع ترجع نسبة كبيرة من أسباب النجاح في التداول في البورصة، إلى علم النفس. ينصح الكتاب القارئ بعدم المغامرة بدولار واحد في تجارة الأسهم ما لم يتعرف أولا على نفسه جيدا وتكوينه النفسي، ولاسيما فيما يتعلق بالمال.
يزن التاجر الناجح بدقة المكاسب والمخاطر المحتملة ويعرف كيفية إدارة عملية الثروة أي علاقته بالمال ويعرف أنه يجب عليه ألا يعرض نفسه لديون كثيرة مهما كانت إغراءات المكسب وضماناته حتى يتمكن من إدارة رأسماله بمرونة وكفاءة.
يستخدم التجار أيضا أنظمة تتلاءم مع تركيبتهم النفسية ومعتقداتهم فيما يتعلق بالأسواق. على سبيل المثال المضارب الذي يتبع الاتجاهات السائدة يشتري الأسهم التي ترتفع أسعارها ويبيع عندما تبدأ الأسعار في الانخفاض. على النقيض من هذا، هنالك ذلك المضارب الذي يشترى فقط الأسهم التي يشعر أن قيمتها الحقيقية تتجاوز سعرها الحالي في البورصة.
يجب أيضا أن يكون النظام الذي يختاره المضارب يعطيه ميزة ما، وأن يتضمن استراتيجيات مختلفة لمختلف الأسواق بما يتيح فرصا مختلفة لكسب المال. عادة ما يراقب المضاربون المحترفون أنشطة السوق للحد من الأخطاء والتي غالبا ما تنشأ من عدم اتباع القواعد التي وضعوها لأنفسهم.
إن أصعب جزء من عملية الاستثمار ليس هو الدخول أي شراء السهم وإنما هو الخروج أي بيعه. فمثلا هناك قاعدة جيدة مجربة تقتضي ببيع السهم عندما ينخفض سعره 25 في المائة عن السعر الذي تم شراؤه به. وعموما هناك ستة عوامل رئيسة تميز المضارب الذكي، وهي:
1. الموثوقية: ليس هناك مَن يكسب في كل عملية يجريها في البورصة، بل إنه من الممكن أن يخسر المرء سبعاً من أصل عشر عمليات وتظل النتيجة النهائية له هي الربح.
2. الحجم النسبي للأرباح مقارنة بالخسائر: لا بد من إيقاف الخسائر مبكرا وترك المكاسب لتتضاعف.
3. تكلفة التداول: إن تكاليف إجراء كل عملية تداول ليست بالكثيرة، لكن مع التداول النشط يمكن أن تتجاوز التكاليف الأرباح.
4. فرص التداول: كلما زاد عدد عمليات التداول تنوعت الفرص وزادت المكاسب.
5. حجم رأسمال التداول: لا يمكن تحقيق عائدات إجمالية كبيرة على رؤوس الأموال الصغيرة.
6. تحجيم المركز: هذا العامل مسؤول عن 90 في المائة من تقــــلب أداء المتعامل مع البورصة.