التحرك في ظروف التعقيد والتنوع وعدم اليقين لإنقاذ شركتك
إن التكنولوجيا والإعلام والهيئات التنظيمية ونشاط المساهمين والسياسة والناس والمنافسة الحديثة تجتمع جميعها لتكون جوا من التنوع والتعقيد وعدم اليقين وهذه المسائل الثلاث يراها معظم قادة الشركات على أنها أكبر العقبات التي تواجههم.
1. تتميز معظم بيئات الشركات بالتعقيد فتزايد البيانات والفرص والتحديات والأسواق وكذلك سرعة الاتصالات وتأثير تعدد المناطق الجغرافية والقضائية يؤدي إلى هياكل تنظيمية معقدة. ومن المفارقات أن توافر كثير من المعلومات يعني أن الإجابات المتاحة غير كافية. إذ يكون على القادة في الغالب الاختيار بين عدة خيارات جميعها تبدو صحيحة. كما أن زيادة التخصص تعني أنه لا يمكن لأحد أن يكون خبيرا في كل ما يحتاج إلى معرفته. وتجبر التغيرات السريعة قادة الشركات على اتخاذ قرارات حاسمة قبل توافر ما يكفي من المعلومات.
2. التنوع هو القاعدة الآن: يجب أن يفهم القادة قيم وثقافات وسلوكيات موظفيهم وعملائهم والأسواق التي يعملون فيها. لم يعد التنوع مجرد قضية خضوع ولكنه ضرورة استراتيجية. ويجب على القادة التعامل معه باعتباره من الأصول وليس من العوائق.
3. عدم اليقين هو نتيجة حتمية لهذه القوى: فعدم التيقن لا يمكن اتخاذ الإجراءات التي غالبا ما تتم على أساس معلومات متغيرة أو غير كاملة. في الواقع يتطلب عدم اليقين قرارات أسرع. يحدث هذا على الرغم من أن المخاطرة موجودة في كل مكان؛ في الشركات وفي العلامات التجارية وحتى المجالات الصناعية نفسها إذ يمكن أن تختفي إحدى الصناعات تماما بين عشية وضحاها. إن الترابط بين الأسواق العالمية يمكن أن يعني أن قرارات الحكومات أو أحد المنافسين سيكون لها تأثيرات غير متوقعة قد تؤثر في الآخرين ممن هم على الساحة.
معظم القادة غير مؤهلين للإدارة في هذه البيئة، و السمات التي أوصلتهم إلى هذا المكان مثل الخبرة والذكاء والقدرة على تحقيق نتائج لم تعد كافية. لم يعد التفكير كافيا للخروج من المشكلات. ولا يمكن الاكتفاء باستخدام شبكة العلاقات الاجتماعية أو الاعتماد على الحدس في اتخاذ القرارات.
وإنما يجب على القائد أن يكون قائدا كاملا يستخدم منهجا شاملا في الإدارة مستخدما دماغه في التحليل ومشاعره في وضع القواعد وشجاعته في إنجاز المهام. تحتاج الشركات الحديثة إلى ما هو أكثر من استخدام المشاعر في التعاطف مع الآخرين والشجاعة في مواجهة المواقف الصعبة.