"المركزي الأمريكي" يوقف رفع الفائدة قريباً لتقييم أثر ارتفاعاتها السابقة

"المركزي الأمريكي" يوقف رفع الفائدة قريباً لتقييم أثر ارتفاعاتها السابقة

<div align="right">ارتفعت السوق قليلاً مع بداية الأسبوع الماضي وعلى استحياء بسبب صدور أخبار اندماج بين شركتين, إضافة إلى صدور نتائج أرباح بعض الشركات التي كانت في مُجملها مُشجعة مما ساعد على الارتفاع المُحتشم، لكن القلق والاضطراب كانا أقوى في السيطرة على مشاعر المُستثمرين فرأينا موجة بيع يوم الثلاثاء الماضي هبطت معها مؤشرات السوق الرئيسية. إنه القلق من قرب بدء اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي بدأ يوم الأربعاء وانتهى الخميس وتحديداً من احتمال رفع الفائدة بربع نقطة، بدأت السوق موجة ارتفاع وخاصة يوم الخميس, حيث صدرت نتائج اجتماع البنك المركزي وفيها تقرر رفع الفائدة ربع نقطة فقط مما حفز السوق ودعمها. البنك الاحتياطي الفيدرالي تحدث بطريقة أعطت إشارات واضحة بأنه ذاهب نحو التوقف قليلاً عن رفع الفائدة خلال هذا العام ولم يُحدد وقتاً لهذا التوقف، حتى يُمكنه معرفة مقدار التأثير الإيجابي لعمليات رفع الفائدة السابقة ومدى قدرتها على تخفيف ضغوط التضخم، لكن البنك المركزي لم يُخف على الإطلاق وجود تباطؤ في نمو الاقتصاد مع تصريحه بارتفاع مؤشرات التضخم الجوهري في الشهور الأخيرة, من هنا يتضح مدى شفافية رئيس الاحتياطي الفيدرالي ووضوحه، ونخلص إلى أن البنك المركزي يرى أن التضخم يتزايد ومعه يتباطأ نمو الاقتصاد، علماً بأن عددا كبيرا من الاقتصاديين يتوقعون أن تصل الفائدة إلى معدل 5.5 في المائة والقليل من المتشائمين منهم يذهبون إلى أن الفائدة ستصل في منتصف 2007 إلى 6 في المائة. بنهاية الأسبوع الماضي انتهى النصف الأول من العام الذي كان مُحبطاً حيث كان أداء المؤشرات الرئيسية متواضعاً، فمؤشرا داو جونز وS&amp;P500 ارتفعا بنسبة 4 في المائة و1.8 في المائة كل منهما على التوالي، بينما مؤشر "ناسداك" تقاعس وهبط منذ بدء العام بمقدار 1.5 في المائة. نخلص هنا إلى أن المُستثمرين كانوا في انتظار معرفة اتجاه البنك المركزي ونواياه بخصوص الفائدة وأنهم قلقون مما أدى إلى الهبوط الذي رأيناه في الفترة الماضية، وبعد أن اتضحت الأمور أصبح معروفا لديهم أي المُستثمرين أن الاقتصاد يُعاني من تزايد التضخم ومن تباطؤ في نموه واستخلصوا أن البنك المركزي سيتوقف عن رفع الفائدة، لذا فإن الاهتمام والأنظار من قبل المُستثمرين سيتجهان نحو نتائج أرباح الشركات خلال الربع الثاني. صدر أيضاً عدد من البيانات الاقتصادية, منها مبيعات المنازل الجديدة التي ارتفعت في أيار (مايو) بنسبة 4.6 في المائة بعد انخفاضها بشكل كبير في نيسان (أبريل)، بينما مبيعات المنازل المُستخدمة انخفضت قليلا بنسبة 1.2 في المائة، وهناك تقرير مهم صدر عن دخل الفرد الذي ارتفع بشكل بسيط بنسبة 0.4 في المائة, بينما ارتفع في الشهر السابق 0.7 في المائة، وصدر أيضاً تقرير عن إنفاق الفرد الذي وصل إلى 0.4 في المائة وبعد أن تعدل المؤشرات, أي إنفاق الفرد ودخله يتبين أنهما يسيران بشكل متواز فكلما زاد دخل الفرد زاد إنفاقه أيضاً بفعل ارتفاع الأسعار وتضخمها ومن ثم يصعب عليه, أي المُستهلك أن يجد سبيلاً إلى ادخار جزء من أمواله. الأسبوع الحالي اليوم تغلق السوق بمناسبة الرابع من تموز (يوليو) الذي يوافق يوم الاستقلال وبالأمس انتهى تداول الإثنين مبكراً عند الساعة الواحدة بتوقيت الولايات المُتحدة، ومع قصر هذا الأسبوع إلى أن المستثمرين موعودون بعدد وفير من البيانات الاقتصادية, أهمها تقرير عن عدد الوظائف الجديدة الذي سيصدر يوم الجمعة المقبل. غداً الأربعاء سيتجه اهتمام المُستثمرين نحو عدد من التقارير المُتعلقة بقطاع صناعة السيارات والشاحنات ومبيعاتها في حزيران (يونيو) الماضي، والتوقعات تتحدث عن تحقيق مبيعات 5.4 مليون سيارة حتى نهاية حزيران (يونيو) بينما يُتوقع أن يصل عدد الشاحنات إلى 7.2 مليون شاحنة بعد أن كانت سبعة ملايين شاحنة في الشهر السابق. يوم الخميس سيُعلن عن مؤشر ISM للخدمات لشهر حزيران (يونيو) ويُتوقع انخفاضه من 60.1 في شهر أيار (مايو) إلى 59، كما سيُعلن عن مبيعات التجزئة في شهر حزيران (يونيو) ومعها سيزداد أمل المُستثمرين أن يُضاعف المُستهلك من إنفاقه، حقاً إنه أسبوع مشحون بعدد من البيانات الاقتصادية المُهمة. الأهم من هذه البيانات والتقارير الاقتصادية هو التقرير الشهري عن عدد الوظائف الجديدة لشهر حزيران (يونيو) ومعه نسبة البطالة الذي سيصدر يوم الجمعة. الاقتصاديون يتوقعون أن يُضيف الاقتصاد 168 ألف وظيفة جديدة في حزيران (يونيو) بعد أن أضاف 75 ألف وظيفة في أيار (مايو), أي أنه ضاعف من عدد الوظائف وأيضاً يُتوقع أن تبقى نسبة البطالة على حالها وهي 4.6 في المائة. التركيز في الفترة المقبلة من قبل المُستثمرين يتجه نحو نتائج أرباح الشركات في النصف الثاني والبداية الحقيقية لموسم إعلانات الأرباح ستكون كالعادة مع إعلان عملاق صناعة الألمنيوم شركة Alcoa وذلك في العاشر من شهر تموز (يوليو) بينما في السابع عشر من الشهر نفسه ستكون كمية الشركات المُعلنة لأرباحها أكثر ما يكون، والمُستثمرون سيؤجلون تفاعلهم مع هذه النتائج حتى تصدر ولكن لا يمنع أن يتفاعلوا مع الإشاعات القوية التي ستصدر هذه الأيام. التحليل الفني في التقريرين السابقين تحدثت عن متجه هابط ورسمته على الرسم البياني وقلت إنه يقاوم صعود "ناسداك" وبينت أنه في حالة تمكن مؤشر "ناسداك" من كسر هذه المتجه الهابط فإنه سيرتفع وحتى يتأكد هذا الارتفاع فإنه لا بد من صعود المؤشر فوق متوسط حركة 20 يوما واستقراره، وهذا ما حدث بالفعل. الصعود حدث وسيستمر لكنه سيُعاني من مقاومات قوية والارتفاع أمده قصير ليس بطويل وهذا ما ذكرته أيضاً في التقرير السابق بقولي "إن "ناسداك" سيُعاني من مقاومة قوية من متوسط حركة 50 يوما "وحالياً متوسط 50 يوما موجود عند مستوى 2208 نقاط، هذه المقاومة ليست سهلة على "ناسداك" ولن يتمكن من تجاوزها من أول مرة، أيضاً إذا نظرنا إلى الحد العلوي من البولينجر نجد أنه قريب جداً من "ناسداك" وسيعمل عمل مقاومة عند مستوى 2188 نقطة، و"ناسداك" سيجد الدعم في حالة هبوطه عند مستوى 2130 نقطة وهو دعم قوي إذا هبط إليه فسينطلق منه للحركة ما بين 2130 و2208 نقاط في المرحلة المقبلة، وفي حالة صعود متوسط حركة عشرة أيام فوق متوسط حركة 20 يوما فإن هذا سيولد موجة لا بأس بها من الارتفاع.</div><div align="right">&nbsp;</div><div align="right"> جمعية المُحللين الفنيين الأمريكية </div><div align="right"><a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a></div><div align="right">&nbsp;</div><div align="center"> <font size="2">تقرير "<font color="#ff3333">الاقتصادية</font>" الأسبوعي الخاص بأسواق الأسهم الأمريكية</font></div>

الأكثر قراءة