الانضمام إلى التشكيل من أجل عالم مستدام مرن ومزدهر

الانضمام إلى التشكيل من أجل عالم مستدام مرن ومزدهر

في النهاية لا بد أن يدرك الناس أن تغير المناخ ونقص الطاقة وانهيار التنوع البيولوجي والفقر هي مشكلات تهدد الجميع. في حين يسمع جميع الناس عن تغير المناخ، نجد أن القليل منهم يفهمونه. فالكثير من الدراسات التي أجريت تشير إلى أن قادة الشركات وغيرهم من الناس يضعون التغير المناخي في ذيل قائمة أولوياتهم.
يعتقد معظم الناس الذين أجريت معهم مقابلات شخصية أن تغير المناخ لن يؤثر في حياتهم أو في بلادهم. على النقيض من هذا ينظر الساسة إلى تغير المناخ على أنه أولوية قصوى. وعموما نجد أن الساسة على اطلاع جيد فيما يتعلق بهذه المسألة ويشعرون بمسؤوليتهم عن حث الجماهير على التغير.
تناشد الحركة البيئية المستهلكين وتدعوهم إلى استخدام منتجات أقل تبديدا للموارد وإلى دعم السياسات التي تشجع الاستدامة. قد يكون البديل هو دعوة المواطنين وليس المستهلكين، فالمواطنون هم أساس الديمقراطية، وبالتالي من المهم مشاركتهم في السياسة العامة.
قد تؤدي حملات التوعية ودق نواقيس الخطر إلى دفع الناس لاتخاذ قرارات بسيطة مثل استخدام مصابيح الفلوروسنت، إلا أن حل مشكلة التغير المناخي يجب أن يكون خلاقا وممتعا ومثيرا للاهتمام. إن دعم الحاجة إلى طرق مستدامة للحياة يتطلب استخدام كل الوسائل الممكنة من المحاضرات والندوات والإعلانات والحضور الإعلامي المكثف. كما يحتاج العالم إلى حملات توضح مخاطر تغير المناخ وتأثيراتها في كل فرد على وجه الأرض.
خلص تقرير اقتصادي للحكومة البريطانية إلى أن بريطانيا عليها أن تنفق 2 في المائة من إجمالي نتاجها المحلي الإجمالي حاليا على تغير المناخ. وإلا فإن آثار التغير المناخي ستفرض عليها تكاليف تقدر بنحو 5 إلى 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
يذكر الكتاب الناس بما حدث في أحد أيام شتاء عام 2009 عندما تسببت عاصفة ثلجية شديدة في إغلاق ألف مدرسة، وهو ما تكلف ثلاثة مليارات جنيه استرليني من الناتج المحلي الإجمالي. وعلى الرغم من هذا يتذكر الناس هذا اليوم على أنه يوم عائلي عزز من إحساس الأطفال بالانتماء للمجتمع بعد قضائهم اليوم مع عائلاتهم.
في العصر الحديث تسببت النزعة الاستهلاكية في عزل الناس وإبعادهم عن بعضهم بعضا وعن مجتمعاتهم، حيث تشير إحدى دراسات مكتب العمل الأمريكي إلى أن الأمريكيين يقضون في المتوسط نحو 12 دقيقة يوميا في المشاركة في الأنشطة المجتمعية، في حين أن الأمريكي العادي يقضي نحو 157 دقيقة يوميا في مشاهدة التلفاز. لذلك فإن إحدى الطرق لتوعية المستهلكين بموضوع تغير المناخ هو تشجيع الناس على التواصل وتقوية صلاتهم بالمجتمع.

الأكثر قراءة