المنيع : ترجمة القرآن من اللغة العربية إلى أي لغة أجنبية جائزة لكنها ليست قرآناً
أوضح الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء, أن ترجمة القرآن الكريم من اللغة العربية إلى أي لغة أجنبية جائزة, لكن ذلك لا يعد قرآنا, إنما هي ترجمة معاني القرآن إذا كانت الترجمة دقيقة وصحيحة ومعبرة تعبيراً صادقاً عن المعني, وجواز ذلك تسوّغه حاجة المسلمين غير العرب إلى معرفة القرآن وما فيه من دعوة إلى توحيد الله تعالى, والإيمان بأركان الإسلام والإيمان والتقيد بمقتضى كتاب الله من وعد ووعيد وترغيب وترهيب وأمر ونهي واعتبار أحوال الأمم السابقة وما نالهم من جزاء نتيجة إحسان أو إساءة.
وقال: لا شك أن القرآن إذا ترجمت معانيه إلى لغة أجنبية فإن الترجمة - إذا كانت صحيحة ودقيقة - الإعجاز في المعاني لأن القرآن معجزة رسولنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم ـ في ألفاظه ومعانيه إلى أن يعود إلى ربه, وكذلك تجوز ترجمة معاني أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - إلى اللغات الأجنبية لحاجة المسلمين إليها للتقيد بمقتضاها، وحث فضيلته على ضرورة الالتزام بالدين وعدم الابتداع فيه لحديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ''من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد'', وفي رواية ''من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد''. وحذر - صلى الله عليه وسلم - من الابتداع في الدين, وأكد ضرورة التمسك بسنته - صلى الله عليه وسلم- فقال: ''عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة'' أخرجه الخمسة إلا النسائي وفي رواية للنسائي: ''وكل ضلالة في النار''.
وأضاف الشيخ المنيع: يتعين على المسلم أن يأخذ بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القولية والفعلية والتقريرية ثم بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هدي وطريقة وبالنظر في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل عبادته واتباعها والتمسك بها وترك ما يخالفها من قول أو عمل لقوله - صلى الله عليه وسلم: ''من أحدث في أمرنا هذا ما ليس عليه أمرنا فهو رد'' متفق عليه.
وأمور العبادة متوقف أمر مشروعيتها على الأمر بها ممن لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم, والله أعلم.