بناء المساجد الكبيرة وتوسعة القديمة يهيئانها لأداء صلاة العيدين والجمعة
لا تزال الحاجة ماسة إلى مزيد من التوسعة في بناء المساجد وعدم بقائها على بنائها السابق الضيق, خاصة الأحياء القديمة, حيث اتضحت الحاجة الماسة إلى ذلك في بعض المدن الكبيرة نتيجة الزحام واختناق حركة السير حتى أن بعض الناس لم يستطيعوا أداء الصلاة لضيق المساحات التي تقام فيها صلاة العيد وإغلاق الطرق بالسيارات, ما يستدعي توسعة المساجد الكبيرة التي في بعض الأحياء التي يمكن الذهاب إليها مشيا على الأقدام، فهذا المأزق يوجب مراجعة شاملة لمدى استيعاب المساجد للمصلين ودراسة معالجة هذه المشكلة التي تظهر في صلاة الجمعة ورمضان والعيدين، ما يتطلب معالجتها خاصة الأحياء القديمة سواء بإعادة بنائها بشكل يستوعب الأعداد الكبيرة من المصلين في المدن الكبيرة كالرياض ومكة المكرمة وجدة والدمام, وكشفت مناسبة عيد الفطر المبارك التي عشنا أفراحها أهمية هذا التوجه, خاصة مع تنامي أعداد السكان في بلادنا الحبيبة.
وجود مساحات كافية
#2#
يتحدث عن هذا الجانب المهندس أيمن آل عابد حيث يقول: بالإمكان توسعة المساجد بقدر يفي بالزيادة في أعداد المصلين, وأما من الناحية الهندسية فإن هذا ممكن لكنه يعتمد على عدد من العوامل أهمها: جاهزية الهياكل الإنشائية وإمكانية التعامل معها في حالة التوسعة، وجود مساحات كافية حول المسجد تمكن من التوسعة، وجود الانسجام البيئي, وهذا مطلوب حتى لا تؤثر التوسعة في الإضاءة ''حجب ضوء الشمس'' أو التهوية الطبيعية على سبيل المثال لا الحصر, وكذلك بحيث لا تؤثر سلبا في جيران المسجد من السكان.
ومن العوامل أيضاً ضرورة إجراء الحسابات الهندسية اللازمة قبل التوسعة للتأكد من أنها, أي التوسعة, ستفي بالاحتياج حتى لا يتكبد القائمون على أمر البناء المزيد من الخسائر المالية.
وأضاف أن مثل هذه الخطوة تعين كذلك القائمين على البحث عن بدائل أخرى, وذلك في حال التعرف على عدم جدوى التوسعة كأن يبنى مسجد آخر قريب في المنطقة.
وأشار آل عابد إلى ضرورة الاهتمام بالمرافق الأخرى, خاصة مواقف السيارات حتى لا تكون هناك إعاقة لحركة السيارات، وهذا يتطلب وجود مساحات كافية لمواقف السيارات لمقابلة الزيادة في أعداد المصلين المحتملين.
من جانبه, يقول المهندس صالح السلطان إن توسعة المساجد القديمة فيها مخاطرة إذا لم تكن مبنية على دراسة هندسية لأوضاعها، ويفضل أن تكون هناك إعادة بناء لبعض المساجد القديمة وتوسعتها بحيث تستوعب أعدادا كبيرة, أما التوسعة العشوائية فلها مخاطرها الكبيرة مستقبلا، وأرى أن يراعى عند بناء المساجد الحديثة مراعاة هذا الجانب مع وجود مواقف سيارات تستوعب أعدادا كبيرة من السيارات حتى يسهم ذلك في القضاء على إغلاق الطرق في أثناء الصلوات, نسأل الله أن ييسر الأمور.
زيادة العدد السكاني
#4#
من جهته, يؤكد الشريف هاشم النعمي إمام مسجد السلطان سابقا في الرياض, أن زيادة العدد السكاني, خاصة في الأحياء الشعبية تتطلب معالجة وضع المساجد فيها، حيث إن هذه الأحياء توجد فيها كثافة سكانية كبيرة وأكثرها من الجاليات المختلفة, ما يجعل الوضع في حاجة إلى معالجة عاجلة، حيث إن هذه المشكلة تظهر بشكل أكبر في أوقات صلاة الجمعة ومناسبة العيدين وكذلك شهر رمضان, حيث يصلي الناس خارج المساجد نظرا لأعدادهم الكبيرة في تلك الأحياء، وشاهدت هذا الأمر بنفسي وأتمنى معالجته من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والتنسيق مع وزارة البلدية والقروية أن تكون هناك مساحات كبيرة للمساجد ومرافقها حتى نعالج هذه المشكلة التي ما زالت قائمة في بعض الأحياء بحيث لا تتكرر في المستقبل ـــ نسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام إنه ولي ذلك والقادر عليه.
#3#
ويشير الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع السليم في الرياض إلى أن هذه البلاد المباركة اهتمت كثيرا ببناء المساجد، وأنشأت آلاف المساجد في كل أنحاء المملكة تشرف على تنفيذ تلك المشاريع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي تقوم بجهود كبيرة في خدمة بيوت الله، وأشار السيف إلى أهمية أن يكون إنشاء المساجد مستقبلا متضمنا مرافق مهمة كمكتبة المسجد ومدارس لتحفيظ القرآن ومواقف للسيارات وغير ذلك حتى يكون المسجد مركزا متكاملا وليعالج أي قصور موجود في المساجد الحالية، وهذا أمر يقضي على كل السلبيات مبكرا ويساعد على قيام المسجد بدور أكبر في المستقبل.