الصين: إنشاء منظمة إقليمية للتعاونا.. ومرحلة تنموية جديدة لدول ((شنغاهاي))
عرض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على الصين ودول أخرى تحتاج بشدة إلى النفط التعاون في مجال الطاقة في مسعى لحشد التأييد دون الإشارة بشكل مباشر إلى المواجهة بين بلاده والغرب بخصوص برنامج طهران النووي.
ويحضر نجاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي لبلاده فيها صفة المراقب
لكن وجوده هدد بأن يخطف الأضواء من الدولة المضيفة ويثير حفيظة الولايات المتحدة.
وقال في كلمة بثها التلفزيون الصيني "نريد أن تتطور هذه المنظمة لتصبح
هيئة قوية وذات نفوذ على مستوى السياسة الإقليمية والدولية وعلى مستوى
الاقتصاد والتجارة بهدف درء التهديدات والتدخل غير المشروع باستخدام القوة من الدول المختلفة".
وكان نجاد يتحدث بعد أن اجتمع قادة الدول الأعضاء الست في المنظمة
وهي: الصين، روسيا، كازاخستان، قرقيزستان، طاجيكستان، وأوزبكستان في قمة استمرت يوما في العاصمة المالية للصين بحثوا خلالها سبل التعاون في مجالات الأمن، الاقتصاد، ومكافحة المخدرات.
وذكر نجاد أن إيران وهي رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم على
استعداد لاستضافة اجتماع لوزراء الطاقة في الدول الأعضاء في المنظمة لاستكشاف سبل أكثر فاعلية في مجال التنقيب عن النفط والغاز واستغلالهما ونقلهما.
وطهران ثالث أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين.
وولدت منظمة شنغهاي للتعاون من رحم مجموعة شنغهاي الخماسية التي تأسست عام 1996 بهدف جعل الحدود بين الصين والاتحاد السوفياتي سابقا منطقة منزوعة السلاح.
وتنظر الصين إلى المنظمة الآن باعتبارها سبيلا لحماية التنمية في الدول التي
تحدها من الغرب والتي يغلب على سكانها المسلمون قائلة إنها تشكل رادعا للأنشطة الإرهابية والتطرف.
لكن مسؤولين أمريكيين ألمحوا إلى أن الصين وروسيا تريدان استغلال المنظمة للحد من نفوذ واشنطن في وسط آسيا، حيث توجد قواعد للجيش الأمريكي أو يتاح له الوصول إلى منشآت عسكرية.
ولم تكن هناك إشارة مباشرة إلى الخلافات مع واشنطن خلال اجتماع أمس. لكن إعلانا صدر عن الدول الأعضاء جاء فيه أن هذه الدول لن تسمح "باستخدام أراضيها لتقويض سيادة، أمن، أو وحدة أراضي الدول الأعضاء الأخرى".
ورغم أن إيران لا تتمتع إلا بصفة المراقب إلى جانب الهند، باكستان، ومنغوليا
في المنظمة فإن انضمامها وحده أثار استياء الولايات المتحدة.
وعبر دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي في وقت سابق هذا الشهر عن
دهشته من رغبة المنظمة التي تقول إنها تهدف إلى مكافحة الإرهاب في ضم دولة "هي رائدة الإرهاب في العالم".
وتدرس طهران في الوقت الراهن عرضا يشمل حوافز وعقوبات صاغته الدول الخمس التي لها مقاعد دائمة في مجلس الآمن الدولي إلى جانب ألمانيا بهدف إقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم.
وتقول إيران إن لها الحق في تطوير برنامج مدني للطاقة النووية وتنفي
الاتهامات الأمريكية بأنها تحاول إنتاج قنبلة نووية.
إلى ذلك، تعهدت الصين وروسيا وأربع من دول وسط آسيا في الاجتماع بتوسيع الروابط التجارية والأمنية.
وقال الرئيس الصيني هو جينتاو "يجب أن نعزز التعاون في جميع الوجوه ونعمل على تحويل المنطقة إلى منظمة منسجمة تنعم بسلام دائم وازدهار مشترك".
وأكد إثر توقيع عشر اتفاقيات حول مكافحة الإرهاب، التربية، والتعاون
التجاري والمالي "اتفقنا في هذه القمة على تحسين البناء الداخلي في منظمة شنغهاي من أجل التوصل إلى اتفاقات وتعزيز التعاون مع المراقبين والمنظمات الدولية المماثلة".
وتابع "سنواصل تشجيع روح شنغهاي والعمل على إنشاء منظمة للتعاون تتيح
تعاونا عمليا وتحركا أكثر فاعلية ودورا أكبر"، معتبرا أن "هذه القمة مدخل
إلى مرحلة تنمية جديدة بالنسبة إلى منظمة شنغهاي". وتثير المنظمة قلق الدول الغربية التي تخشى من أن تصبح ثقلا إقليميا موازيا للولايات المتحدة. ولم تساعد تصريحات الرئيس الإيراني في تخفيف تلك المخاوف.
ورحبت الصين بأحمدي نجاد لكنها بدت منزعجة من الاهتمام الذي أثارته مشاركته فيها.
وصرح ليو جيانشاو المتحدث باسم الخارجية الصينية "لا أعتقد أن مناقشة المسألة النووية الإيرانية أو عدم مناقشتها هو الذي يحدد أهمية هذا المؤتمر".
إلا أن الأزمة الإيرانية مع الغرب بسبب برنامجها النووي هيمنت على معظم مجريات القمة، حيث ركزت الأضواء على لقاء الرئيس الإيراني بنظيريه الروسي والصيني.
والتقى بوتين نجاد وأبلغه أن لإيران الحق في التكنولوجيا النووية ولكن ليس بطريقة تثير قلق بقية دول العالم.
وقال بوتين إن "لكل الدول بما فيها إيران حق استخدام الطاقة المتقدمة لكن يجب عليهم (الإيرانيون) القيام بذلك بطريقة لا تثير قلق المجتمع الدولي".
ومن المقرر أن يلتقي أحمدي نجاد الرئيس الصيني اليوم.