دعوة إلى إيقاف الإسراف في إفطار الصائمين في المساجد

دعوة إلى إيقاف الإسراف في إفطار الصائمين في المساجد
دعوة إلى إيقاف الإسراف في إفطار الصائمين في المساجد
دعوة إلى إيقاف الإسراف في إفطار الصائمين في المساجد
دعوة إلى إيقاف الإسراف في إفطار الصائمين في المساجد

تهتم المساجد في رمضان بوجبات إفطار الصائم، ويكون ذلك عبر تصريح رسمي من فروع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وذلك رغبة في الأجر من الله، ويتم توفير الوجبات للصائمين عن طريق فروع جمعيات البر الخيرية في المملكة أو فاعلي خير يتم تقديم أسمائهم للوزارة، ويلاحظ أن هذه الظاهرة الرمضانية الطيبة التي يشهدها رمضان في كل عام يظهر فيها بعض البذخ والإسراف في بعض المساجد التي تجلب أطعمة تتجاوز حاجة الناس، وبعضها مع الأسف تُرمى في النفايات نظرا لاكتفاء الناس بالطعام المقدم، وهذه أمور مشاهدة وتظهر في هذا الشهر المبارك، وهي لافتة للنظر.

يتحدث المواطن محمد مسيعد عن ذلك فيقول: إن حرص المساجد على تفطير الصائمين أمر يسعدنا، لأنه من التكافل الاجتماعي بين المسلمين وهناك منهم من هو في حاجة ماسة لذلك، لكن الذي يلفت نظري أن بعض المساجد يكون فيها مبالغة في وجبات الإفطار، ويكون فيها بذخ وإسراف، وهذا ينهى عنه ديننا الذي يحث على عدم الإسراف في المشرب والمأكل، وأتمنى من بعض المساجد أن تقوم بإيصال هذه الأطعمة الزائدة إلى المحتاجين من خلال مراكز فائض الأطعمة التي توجد في بعض المدن، ويشير محمد القرني إلى أهمية وجود وجبات إفطار للصائمين في المساجد، وهي مختلفة من مسجد لآخر، فهناك مساجد تحضر أطعمة كثيرة وتكون أكثر من المطلوب، ومساجد أخرى تجد فيها وجبات إفطار لا تكفي وهي التي في حاجة أكثر إلى مثل هذه الوجبات خصوصا المساجد في الأحياء الشعبية التي تكون بها جاليات متعددة.

## ثروة عظيمة في ضياع

#2#

يتحدث عن هذه الظاهرة الرمضانية فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، حيث يقول: إن الإسراف في الطعام في المساجد أو في المنازل في رمضان أو غيره خلق ذميم نهى عنه الشارع الحكيم قال الله: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»، ومعلوم لدى كل لبيب أن الإسراف هو ما يتجاوز به الإنسان الحد المعقول في أكله وشربه أو لبسه أو إنفاقه أو مركوبه، وهو درجة تختلف فيها أنظار الناس، ويجب الاحتكام فيها إلى الشرع، فالبخيل يمكن أن يصف المقتصد بأنه مسرف والمسرف ربما يرى نفسه بخيلاً، ولهذا فإن المعول عليه في وصف العمل بأنه إسراف هو نظير المحتكمين للشرع الذين جعل الله لهم معرفة بالواقع وأحكام الشريعة.. والإسراف محرم في الشريعة الإسلامية ويكفيه ذماً أن الله لا يحب المسرفين، والمسرفون مبذرون ينفقون الأموال في غير مواضعها، قال تعالى: «وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا».

ويضيف فضيلته أن المسرفين يهدرون ثروة عظيمة في ضياع لا يعود على الأمة بمنفعة بل يجر عليها دماراً وخرابا.. فإن كثيراً من الناس يقتدون بهم وينافسونهم في صنيعهم، معتقدين أن ذلك نوع من الكرم ونوع من التوسعة على الأهل.. فيتكلفون ما لا يستطيعون، وينتهي بهم الأمر إلى مديونية ترهق أكتافهم وربما تنحدر بهم إلى غياهب السجون.. وفي نظرة متأنية يمكن أن نضرب مثلاً بسيطاً ينبغي تأمله والتفكير في مثله.

فمثلاً لو فرضنا أن مليون أسرة ابتليت بالإسراف في شهر رمضان مثلا فوضعت فيه على المائدة أكثر ما تحتاجه بـ 20 في المائة، وهذا حد متوسط، ثم قدرنا أن نفقة هذه الأسرة مثلاً في هذا الشهر ألفا ريال، فإن نسبة 20 في المائة من مجموع النفقة تعادل 400 ريال، فإذا ضربنا ذلك في عدد الأسر وجدنا أن 400 مليون ريال تهدر مثلاً في شهر واحد كشهر رمضان المبارك والأمر ينطبق على المساجد، وكل هذا فيما لا يحبه الله ولا يرضاه من الإسراف الممقوت الذي ينتهي إلى مزابل تؤذي بريحها ونتنها من يجاورها وتعكر عليهم صفو الهواء وتجلب لهم كثيراً من الأمراض.

ويقول الشيخ فهد السلمي إمام جامع آل الشيخ المشرف على إفطار الصائم في حي منفوحة في الرياض، لدينا مخيم كبير لإفطار الصائمين في هذا لشهر الكريم، وقد وجد إقبالا كبيرا من بعض الجاليات، يقام تحت رعاية المكتب التعاوني لتوعية الجاليات في البطحاء ويستفيد منه يوميا قرابة الـ 800 صائم يوميا، وهم يمثلون أربع لغات هي العربية والتاميلية والبنغالية والأوردو، ويقام لهم برنامج دعوي مصاحب يبدأ بكلمات توجيهية قبل الإفطار ومسابقات بعد الإفطار، وقد وجدنا حرصهم على الاستفادة، وهذا العمل من الأعمال التي يشكر عليها المتكفلون بها طوال الشهر والإفطار حقيقة ليس فيه أي بذخ أو إسراف وتبذير، بل هو إفطار بسيط لأن حرصنا على ألا يكون هناك بذخ حتى يشعر الصائمون بأثر الصيام وأهميته، ويتعاون معنا مجموعة من الشباب والعمال الذين خصصنا لهم مكافآت طوال الشهر، ونسأل الله أن ينفع بهذا العمل وأن يثيب الجميع عليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وقال المشرف على الإفطار في مسجد أبو ذر الغفاري في الرياض بكر بن محمد، إن المسجد حرص قبل أخذ الإذن من الوزارة بإقامة إفطار الصائم وتم تحديد اسم اثنين من أهل الخير في خطاب موجه من إمام المسجد لفرع الوزارة في الرياض، وجاءت الموافقة ولله الحمد، وقد بدأ المسجد بتفطير الصائمين من بداية الشهر، ونحن حريصون على ألا يكون هناك إسراف، لذا فإن الوجبات اليومية تصل لما يقارب (100) وجبة لـ 100 صائم يوميا يفطرون في المسجد، وتُلقى أحيانا بعض الكلمات التوعوية للجاليات لأنهم أكثر من يأتي للإفطار في المسجد له في بعض أيام الأسبوع عن طريق مكتب الجاليات في الربوة الذين يرسلون الدعاة للمسجد و- الحمد لله - أن هناك صدى كبيراً لهذا العمل المبارك، ونسأل الله أن يتقبل من الصائمين ويكتب الأجر الجزيل للمتبرعين لهذا المشروع.

كما عبر عدد من أبناء الجاليات المسلمة عن تفاعلهم مع هذه الأعمال الخيرة، حيث قال عبد القدوس من سيرلانكا إننا وجدنا في هذا البلد الاهتمام في هذا الشهر الكريم ونشكر المسؤولين والقائمين على مشروع الإفطار والبرامج الدعوية التي أسعدتنا واستفدنا منها ونشكر الحكومة السعودية التي سهلت هذه المكاتب الدعوية واهتمت بالمساجد، وهذا يسعد كل مسلم كما يقول حسين من بنجلادش إن الخدمات المتمثلة في إفطار الصائم والبرامج الدعوية كانت جميلة ونشكر الإخوة المرشدين والمتكفلين بهذا المشروع على جهودهم الطيبة.

أما شريف من الجالية البنغالية فيقول إن طريقة الإفطار هذه مناسبة، ونجد راحة كبيرة فيها، ونشكر المسؤولين عن ذلك.

## من أفضل الأعمال

#3#

يؤكد الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء أن لإطعام الطعام في رمضان مزيداً من فضيلة نظرا لشرف الزمان ولحاجة الصائمين إلى الطعام. وقد قال - صلى الله عليه وسلم - (من فطر صائما فله مثل أجره). فإعداد الطعام في هذا الشهر للمحتاجين من أفضل الأعمال، لأن الصدقة فيه مضاعفة أكثر من غيره.

#4#

ويوضح الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش الداعية المعروف أن هناك فائزين في رمضان، ومن هؤلاء الفائزين - إن شاء الله - المتصدقون في رمضان، ومن أبواب الإنفاق والصدقة إفطار الصائمين، فمن الناس من لا يكتفي بدفع المال لتفطير الصائمين بل يقف بنفسه ويعمل بيده على هذا العمل وقد رأيت من الناس من يفعل ذلك لم يمنعه ثراؤه عن هذا العمل، فهو يريد ما عند الله الذي هو خير وأبقى، ويوجد من الناس من يحرم نفسه من الجلوس على الإفطار مع أسرته ويحرص على المساهمة في العمل على تفطير الصائمين، وذلك لحرصه على الخيرات، فالمتنافسون على الجوائز والفوز في هذا الشهر سينالون أجرهم من رب كريم يوفي كل نفس ما عملت من خير. وما نشاهده في المساجد هو دليل على هذا التنافس الخير.

الأكثر قراءة