16.2 مليار درهم مكاسب الأسهم الإماراتية والمضاربات ترفع سوق أبو ظبي

افتتحت أسواق الأسهم الإماراتية تعاملاتها الأسبوعية بنشاط غير مسبوق، حيث بدأت حالة التماسك التي عاشتها الأسواق لأكثر من أسبوعين متتالين تتحول إلى ارتفاعات تدريجية بدعم من عمليات المضاربين والسيولة الجديدة التي بدأت تضخها محافظ وصناديق محلية وخارجية قادت إلى ارتفاع المؤشر العام للسوق أمس بنسبة 2.7 في المائة بتداولات قيمتها 2.4 مليار درهم ومكاسب 16.6 مليار درهم بعدما ارتفعت القيمة السوقية إلى 612.2 مليار درهم من 595.6 مليار درهم الخميس الماضي.
واستمرت أسهم سوق أبو ظبي للأوراق المالية لليوم الثالث على التوالي من أيام تداولاتها النشطة تسجل ارتفاعات سعرية غير مسبوقة حيث لامست أسعار ستة أسهم الحد الأعلى المسموح به ارتفاعا في الجلسة الواحدة "10 في المائة" وقفزت أحجام التداولات إلى مليار درهم وهي من أحجام التداولات القليلة التي تصل إليها السوق.
وعلى الرغم من النشاط الذي بدأت عليه سوق دبي منذ بداية الجلسة إلا أن قفزات أسعار أسهم "أبو ظبي" استحوذت على اهتمامات المتعاملين الذين وزعوا تعاملات البيع والشراء بين السوقين في محاولة لتعويض جانب من الخسائر التي تكبدوها طيلة الشهور الماضية. وقال لـ "الاقتصادية" وسطاء في سوق دبي إن افتتاح الأسواق على ارتفاع شجع صغار المستثمرين على الدخول، خصوصا على الأسهم التي لا تزال أسعارها رخيصة والتي سجلت ارتفاعات سعرية أعلى مثل سهم "الاتحاد العقارية" الذي ارتفع بنسبة 6 في المائة عند 3.45 درهم، في حين سجل سهم "أمان للتأمين" أعلى نسبة ارتفاع سعري في السوق بلغت 12.7 في المائة, وعاد سهم "إعمار" ليسترد صدارة الأسهم الأكثر نشاطا بتداولات قيمتها 690 مليون درهم وارتفع سعره بنسبة 2.3 في المائة بعد أن كسر حاجز 13 درهما مسجلا 13.20 درهم أعلى سعر, وجاء سهم "أبو ظبي الإسلامي" في المرتبة الثانية بتداولات قيمتها 330 مليون درهم وارتفع سعره بنسبة 8.6 في المائة عند 75.75.
وبيّن لـ "الاقتصادية" المحلل المالي محمد علي ياسين مدير مركز الإمارات التجاري للأسهم أن الاستثمار المؤسساتي الذي بدأ في الدخول منذ أيام من قبل محافظ استثمارية ومؤسسات بعضها شبه حكومي أوجد أجواء إيجابية تمثلت في أن الأسواق لن تعود إلى الهبوط إلى تلك المستويات التي كانت عليها في السابق وهو ما لاحظناه في عمليات الشراء والتجميع من كبار المستثمرين والشراء إما أن يكون استراتيجيا كاستثمار متوسط أو طويل الأجل أو شراء بغرض الاستفادة من فرصة ربح مع حدوث قفزات سعرية، خصوصا أن جميع الإجراءات التي اتخذت من قبل السلطات دعمت السوق ومنعتها من التراجع بقوة. وأوضح أن عمليات المضاربة هي التي قادت أسهم عديدة للارتفاع بمعدلات لامست الحد الأعلى المسموح به في سوق أبو ظبي، حيث حاول المضاربون رفع أسهم "دانة غاز"، "صروح"، "آبار"، و"الدار العقارية" إلى مستويات سعرية غير مسبوقة وهذه الأسهم ارتفعت فقط بفعل المضاربة وليس بفعل أداء شركاتها وفي المقابل كسر سهم "إعمار" في سوق دبي حاجز 13 درهما، حيث ظل السهم طيلة الفترات الماضية يتحرك في حيز ضيق النطاق، الأمر الذي جعل المضاربين يبتعدون عنه إلى أسهم أخرى مثل "الاتحاد العقارية"، "أرتك"، و"اللوجستية" لكن تجاوز سعر "إعمار" 13 درهما سيمكنه من تكوين قاعدة سعرية عند هذا السعر يمكن أن ينطلق بعدها غلى نقاط سعرية أعلى. وتوقع ياسين أن يستمر الزخم في سوق أبو ظبي الذي وصف تعاملاته أمس بأنها قياسية بعد أن تخطى السوق حاجز المليار درهم، مضيفا أنه منذ الصفقة الضخمة التي تمت على سهم مصرف أبوظبي الإسلامي الأسبوع الماضي بدأنا نلحظ نموا في تداولات السوق ثم تحولا نحو التعامل على أسهم عديدة وليس على سهم واحد وإن كانت ارتفاعات الأمس ترجع إلى عمليات مضاربة جعلت أسهما عديدة تصل إلى الحد الأعلى ارتفاعا. وحذر ياسين صغار المستثمرين من تكرار أخطاء الفترة الماضية بالانسياق وراء المضاربين الذين بدأوا العودة للمضاربة مستغلين قرب دخول الشركات مشترية لأسهمها ودخول صناديق التقاعد وقرب إعلان نتائج الربع الثاني وكلها عوامل سيستغلها المضاربون لرفع الأسعار بنسب غير مبررة.