كيف تغيّر وسائل الإعلام الاجتماعية طريقة حياتنا وإدارتنا للأعمال

كيف تغيّر وسائل الإعلام الاجتماعية طريقة حياتنا وإدارتنا للأعمال

في السابق كان التسويق يؤثر في جزء كبير من سلوك المستهلك، والآن صارت منابر الإعلام الاجتماعي أهم من التسويق، فقد أصبحت هذه المنابر أكبر برامج الإحالة وترشيح المنتجات للآخرين في التاريخ، ومن يتجاهلها من مديري ومتخصصي التسويق سيجدون شركاتهم تتخلف عن الركب في القريب العاجل.
لضمان النجاح، على الشركة أن تتجاوز مجرد رقمنة معلومات منتجاتها ونشرها على الإنترنت. وعليها جعل وسائل الإعلام الاجتماعية محور أنشطة عملها. تساعد هذه الوسائل الناس على إدارة الكم الهائل من المعلومات على شبكة الإنترنت. فبدلا من استخدام محركات البحث يتجه الناس إلى مواقع الشبكات الاجتماعية بحثا عن مقالات ذات صلة باهتماماتهم، كما يتلقى الناس أيضا المعلومات عن أفضل المنتجات مثلا ويقومون بتوزيعها عن طريق ما يرسلونه من رسائل على مواقع الشبكات الاجتماعية.
كان الجمهور في السابق يعتمد على وسائل الإعلام المطبوعة مثل الصحف والمجلات للاطلاع على الأحداث الجارية، ولكن مع ظهور وسائل الإعلام الاجتماعي، تكاد وسائل الإعلام المطبوعة أن تنقرض.
في حين تقدم مواقع الشبكات الاجتماعية اشتراكات مجانية وتوفر تحديثات فورية للأخبار، نجد أن الصحف والمجلات صارت تكافح لتحقيق أرباح في منافسة مع المدونين وغيرها من مصادر الأخبار غير التقليدية التي تقدم الأخبار، لأنها تخدم مصالحها وليس لأنها تحتاج إلى الربح.
أي شيء يقوله أو يفعله الناس يمكن أن يتم التقاطه وتوزيعه عبر الشبكات الاجتماعية، لذلك أصبح الأفراد أكثر حرصا في تصرفاتهم، حيث تعمل وسائل الإعلام الاجتماعية كأنها رجال الشرطة، تراقب الناس منعا للإفساد، كذلك تخضع الشركات أيضا للتمحيص.
وهذا ما يجعل الشركات تولي الشبكات الاجتماعية الآن اهتماما كبيرا لتعرف ما يقوله الناس عنها وعن منتجاتها، كما أن بعض الشركات توظف أشخاصا مهمتهم الوحيدة هي مراقبة المحادثات التي تدور عنها على الإنترنت.
صار المستهلكون مدركين أن الشركات تستمع إليهم، ولذلك فإنهم يسعون إلى نشر المزيد من التعليقات على الإنترنت عن المنتجات والخدمات، فنشر آرائهم يستغرق ثواني فقط، إلا أنه يحدث تأثيرا وصدى على نطاق واسع.
فمن المعتاد أن الناس الذين يمرون بتجارب سيئة مع أحد المنتجات أو يكونون غير راضين عنه يبلغون من ستة إلى عشرة أشخاص آخرين بهذا الموضوع، إلا أن وسائل الإعلام الاجتماعي تضاعف هذا العدد.

الأكثر قراءة