القرني: الإصرار على مكان معين داخل المسجد خطأ نهى النبي عن الوقوع فيه

القرني: الإصرار على مكان معين داخل المسجد خطأ نهى النبي عن الوقوع فيه
القرني: الإصرار على مكان معين داخل المسجد خطأ نهى النبي عن الوقوع فيه

أوضح الشيخ الدكتور عايض القرني الداعية الإسلامي المعروف, أن هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض رواد المساجد التي تحتاج إلى التراجع عنها، وقال إن من هذه الأخطاء أنهم يحافظون على مكان معين في المسجد لا يغيرونه، وقد نهى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الصحيح أن يوطن الرجل في المكان في المسجد كما يوطن البعير، يعني: يألف مكاناً معلوماً مخصوصاً به يصلي فيه لا يغيره. ومضى يقول إن من الآداب أيضاً التي ينبغي الاستفادة منها: ''إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك! وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالةً، فقولوا: لا رد الله عليك ضالتك'', زاد مسلم ـ رحمه الله: ''فإن المساجد لم تبن لهذا''. ونهى ـ عليه السلام ـ في الحديث الحسن عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه الشعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة؛ وأما إنشاد الشعر، فإن المقصود به الشعر المذموم جمعاً بين النصوص، والنهي عن التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة لعللٍ: منها: عدم قطع الصفوف، لأن الناس قد أمروا بالتبكير والتراص فيها. وقيل: حتى لا تذهب هيئة الخطبة إذا اشتغل الناس في هذه الحلق بالحديث.

#2#

وقال القرني إن من آداب المسجد أيضا ألا ترفع فيه الأصوات إلا في المواضع التي جاء رفع الصوت فيها مثل: رفع الإمام صوته لإعلام المأمومين بالقراءة والتكبير، ومثل الجهر بالذكر عقيب المكتوبة دون صياح كما ورد في صحيح البخاري. ولا يجهر المصلون بعضهم على بعض بقراءة القرآن، وقد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة، فقال: ''أيها الناس! كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض'' قال الإمام مالك ـ رحمه الله: ويخرج من المسجد من يفعل ذلك. وسئل شيخ الإسلام عن مسجد يقرأ فيه القرآن بكرة وعشياً، ثم على باب المسجد شهودٌ يكثرون الكلام، ويقع التشويش على القراء، فهل يجوز ذلك؟ فأجاب: الحمد لله، ليس لأحدٍ أن يؤذي أهل المسجد؛ أهل الصلاة، أو القراءة، أو الذكر، أو الدعاء ونحو ذلك مما بنيت المساجد له، فليس لأحد أن يفعل في المسجد، ولا على باب المسجد، ولا قريباً منه ما يشوش على هؤلاء، فإذا كان ـ عليه السلام ـ نهى المصلي أن يجهر على المصلي، فكيف بغيره؟! ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد، أو فعل ما يفضي إلى ذلك منع من ذلك. والله أعلم.

الأكثر قراءة