الشنقيطي: فضيلة الصفوف الأخيرة أفضل من الدور الثاني
هل الصلاة في الدور الثاني أو سطح المسجد تعد من الصفوف الأخيرة؟
أجاب عن السؤال فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء, حيث قال: بالنسبة لأهل الدور الثاني فإن فضيلة صفهم موقوفة على الصف الأخير في الدور الأول لأنه لا يجوز الانتقال إلى الدور الثاني إلا بعد إتمام الصفوف في الدور الأول وهو الأصل، وبناءً على ذلك ففضيلة الصف الأول في الدور الثاني مرتبة على آخر صف من الدور الأول، وعلى هذا فإن الصفوف المتأخرة في الدور الأول أفضل من الدور الثاني.
وقال بعض العلماء: يسامت الدور الثاني على الأول فلو كان الدور الثاني مركباً على الدور الأول على وجه يُرى فيه الإمام بحيث يتقاصر؛ ولأن المنبغي في الدور الثاني أن يكون على وجه يرى فيه الإمام أو من يقتدي بالإمام ولا يصح أن يكون منغلقاً من كل وجه بحيث تخفى صلاة الإمام, خاصة إذا انقطعت الكهرباء أو نحو ذلك, فإذا كان الدور الأول مبنياً على الدور الثاني فإنه سيتقاصر عن الصف الأول والثاني وإلى الثالث تقريباً فحينئذ قالوا: تكون فضيلة الصف الأول في الدور الثاني مسامته للصف الذي يليه من الدور الأول, وهذا مبني على أن ما علا يأخذ حكم ما سفل والأصل فيه أن الأعلى والأدنى يأخذان حكم الأصل لقوله صلى الله عليه وسلم: "من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين يوم القيامة" فجعل أسفل الأرض كأعلاها، ولذلك قالوا يجوز في الاعتكاف أن تنـزل إلى أسفل المسجد بشرط عدم الخروج ويجوز أن تصعد إلى سطح المسجد بشرط عدم الخروج؛ لأن أعلى الشيء يأخذ حكمه ـ وأسفله يأخذ حكمه بناءً على هذا الأصل.