كيف يدفع القادة الكبار مؤسساتهم إلى تحقيق ما هو غير عادي
ما الهدف المشترك؟ إنه ذلك الموقف النادر الواضح المعالم الذي يحدث عندما ينجح أحد القادة في توحيد صفوف مجموعة أو فريق عمل أو مجتمع ويجعل منهم وحدة واحدة خلاقة ونشطة وشجاعة وتكاد تكون غير قابلة للانهزام.
يحدث هذا الموقف في لحظة تندمج فيها الشركة مع كل قيمها وأدواتها وأهدافها وآمالها بطريقة تمكّن الناس من العمل دون كلل لتحقيق هدف ما. نادرا ما تتحقق هذه الشروط ولكن عندما يتمكن قائد من تحقيقها فإن النتائج تكون هائلة وقابلة للقياس.
يضم الكتاب مجموعة من المقابلات الشخصية مع بعض القادة الناجحين النشطين. حيث يقدم الكتاب رؤى جديدة حول كيفية التعامل مع عقلية القيادة وكيفية تطبيقها ويلقي الضوء على معنى القيادة وأهم سمات القائد والأهم من ذلك: كيفية القيادة. إن الطريق لتحقيق حالة الهدف المشترك ليس بالمهمة السهلة على القائد، إلا أن هذا الكتاب يقدم خريطة الطريق للنجاح في هذا.
يحفز القادة العظام موظفيهم على بث الشعور بالتكامل وهو يتعلق بالطريقة التي يستخدمونها في الاتصال بأعضاء الفريق. كما يبثون الشعور بالانتماء عن طريق المشاعر واستخدام الأدوات الأخرى، مثل الأفكار والنقاشات وغيرها بطرق منظمة واستراتيجية.
تنبع سلطة القائد من تحقيق التوازن فيما يمكن تسميته المهمة شبه المزدوجة المتمثلة في أن يكون القائد عضوا مقبولا في المجموعة وفي الوقت نفسه يكون لديه قدر من الموضوعية يكفي لاستخدامه في تصحيح المسار. على القائد أن يكون واعيا فيما يتعلق بمشاعره وكيفية وتوقيت إظهارها.
ينبغي للقادة استخدام كل ما لديهم من أدوات القيادة لإيجاد الهدف المشترك وهو كيف يدفع أحدهم شخصا آخر إلى أداء مهمة معينة دون أن يوجه كل حركة يتخذها هذا الشخص. الهدف المشترك هو قوة يكاد المرء يشعر بها، وهو ما يحرك الشركات العظيمة ويمكن استدعاؤه لتحقيق تقدم سياسي.
فعندما نهتم بهذا الهدف ونعمل على تغذيته وتنميته وحمايته فإنه سيوجد في الشركة قيمة التجمع على هدف واحد وينشر الإحساس بأن الجميع على قلب رجل واحد، وأنهم يعرفون ويفهمون ما يفعلونه والسبب وراء وجودهم في مكانهم وما يمثلونه بالنسبة لهذا الهدف.
القيادة مهمة عندما يتعلق الأمر بمواجهة الكوارث أو اقتناص الفرص، لكنها أيضا مهمة عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ بالمواهب الموجودة في الشركة واستغلالها على أفضل وجه. فبعض الشركات تكون مسممة على مستوى المشاعر السائدة فيها والجو الغالب عليها بسبب الطريقة التي تقاد بها. فالقادة في مثل هذه المؤسسات يصنعون ثقافات سامة أو يسمحون لها بالنمو بما يؤذي القدرات الإبداعية للعاملين في الشركة ويقتل رغبتهم في التميز والابتكار.