تراجع مؤشر ثقة المستهلكين الأمريكيين سحب البساط من تحت الموجودات الخطرة
سُحِب البساط من تحت الموجودات الخطرة (الأسهم بالدرجة الأولى) بفعل الأرقام الضعيفة لثقة المستهلكين الأمريكيين منذ عام تقريباً، واقتران ذلك بمجموعة من تقارير غير مشجعة حول أرباح الشركات الأمريكية.
وهبط مؤشر فاينانشيال تايمز للأسهم العالمية بنسبة 2 في المائة، وهو أسوأ يوم له في تموز (يوليو)، كما أن السلع في حالة تعثر، وعوائد السندات الرئيسية تشهد تراجعاً حاداً. وفي "وول ستريت"، تراجع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 2.9 في المائة بعد ظهور تقارير الأرباح من عدد من الشركات، وهي "جنرال إلكتريك"، "بانك أوف أمريكا"، و"سيتي جروب"، التي أخفقت في إنعاش المستثمرين، وخصوصاً أداء الشركات من حيث الإيرادات.
وتسارع التراجع في الأسهم بعد ظهور تقرير ثقة المستهلكين من جامعة ميتشجان، الذي ذكر أن مؤشر ثقة المستهلكين هبط من 76 في حزيران (يونيو) إلى 66.5 في تموز (يوليو). وهذا أسوأ معدل لهذا الاستبيان منذ 11 شهراً، ويعزز من المخاوف من أن الانتعاش الهش في الاقتصاد الأمريكي يمر بحالة تعثر.
ويقول الاقتصاديون إن الأرقام الخاصة بثقة المستهلكين، وكذلك إيرادات الشركات مهمة تماماً في هذه المرحلة، فهي تعد دليلاً على الكيفية التي تنظر بها الشركات، التي هي المحرك للانتعاش الاقتصادي من خلال دورة إعادة المخزون، في الوقت الذي تعطي فيه الهوامش القوية الأموال لتوسيع التوظيف والأعمال، التي تنظر بها إلى آفاقها من حيث بيع مزيد من المواد، وهذا يعني توظيف اليد العاملة.
وقال دين ماكي، وهو اقتصادي لدى بنك باركليز كابيتال في نيويورك "بالنظر إلى نمو أرباح الشركات الذي نشهده في الوقت الحاضر، فإن من غير المرجح أن تقرر الشركات تخفيض الإنفاق والتوظيف، وهذا هو في الواقع أحد المحركات الرئيسية لدورة الأعمال، الأرباح التي نشهدها لا تزال تشير إلى إنفاق قوي من قبل الشركات".
وأضاف ماكي "السؤال المهم في هذا المقام هو: إذا ما كان النمو في الإنفاق الاستهلاكي، الذي تراجع قليلاً في الربع الثاني، يمثل تحولا حقيقياً في الاتجاه العام .. إذ لم نشهد حتى الآن تقارير أرباح الشركات الاستهلاكية". وقال إن ثقة المستهلكين ليست مؤشراً قوياً على الإنفاق، ويرجح لها أن تسترد عافيتها بعد التراجع في الربع الثاني.
من جانب آخر أوقفت "بي بي" التسرب النفطي في مياه خليج المكسيك، ولكن بصفة مؤقتة. وتذكر "فاينانشيال تايمز" أن مسؤولاً تنفيذياً كبيراً في "بي بي" قال: "لقد بدأنا للتو هذا الاختبار، ولا أريد أن أعطي إحساساً مزيفاً بالإثارة."
وفي حزيران (يونيو) أظهر مؤشر الأسعار الاستهلاكية الأساسية في الولايات المتحدة زيادة غير متوقعة يوم الجمعة، لكن محاضر اجتماع حزيران (يونيو) الذي عقده البنك المركزي الأمريكي، التي نشرت في وقت مبكر من هذا الأسبوع، أظهرت أن البنك يميل إلى التشاؤم بصورة متزايدة، حيث خفض الأعضاء من توقعاتهم حول آفاق النمو وتوقعوا معدلاً إضافياً قليلاً من التضخم، وهذا يعني أن أي قرار بزيادة أسعار الفائدة سيتأخر فترة لا بأس بها بعد أوائل عام 2011، وهو قرار كانت الأسواق تتوقع صدوره في وقت مبكر هذا العام. ومن غير المرجح أن يتغير هذا الوضع بسبب النتائج المفاجئة لشهر واحد. أما المزاج الاستهلاكي العام فإنه يعطي أعلى مرتبة لهذه النظرة المتشائمة، كما أن الاستقبال الذي ستلقاه تقارير الأرباح على مدى الأسابيع القليلة المقبلة لا بد أن يتحسن بصورة عجيبة إذا أراد المتفائلون وقف المتشائمين من السيطرة على الموقف.
وفي آسيا، أقفل مؤشر نيكاي 225 في طوكيو بنهاية سيئة للأسبوع، حيث تراجع بنسبة 2.9 في المائة، حيث أضر الين القوي بالصادرات. ستكون بورصة طوكيو مغلقة يوم الإثنين، ويشعر المستثمرون بالتخوف من أنهم قد يَعلَقون بأي ارتفاع في سعر صرف الين أثناء العطلة.
وهبط مؤشر فاينانشيال تايمز لمنطقة آسيا ـــ الباسيفيك بنسبة 0.8 في المائة، حيث استمرت المخاوف حول النمو في عرقلة المنطقة. تراجعت بورصة سيدني بنسبة 0.5 في المائة، بسبب مشاعر اللبس التي تحيط بالانتخابات القريبة، التي عززت من الحذر في المزاج العام. من جانب آخر ارتدت بورصة شنغهاي وبورصة هونج كونج عن مستوياتهما المتدنية وأقفلتا دون تغير.
وفي أوروبا، ارتدت البورصات عند الافتتاح، وهو ما يعتبر علامة على الاندفاع المتأخر عن المستويات الدنيا في "وول ستريت". لكن البنوك بصورة خاصة خسرت طاقتها وحيويتها، على اعتبار أن البورصات تقتفي الأثر الجديد لبورصة وول ستريت، وأن مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 هبط بنسبة 1 في المائة. وفي لندن تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 بنسبة 1 في المائة، حيث انقلب الوضع بالنسبة لقطاع التعدين وبعد أن خسرت أسهم "بي بي" أرباحها السابقة.
واستمرت سندات الخزانة الأمريكية في الانتفاع من مخاوف التباطؤ والانكماش الاقتصادي، وتراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بنسبة سبع نقاط أساس ليصل إلى 2.93 في المائة. وفي يوم الخميس سجل العائد على السندات لأجل سنتين رقماً قياسياً جديداً إلى الأدنى بنسبة 0.58 في المائة، حين وصلت مشاعر العزوف عن المخاطر إلى أعلى مستوياتها، قبل أن تتراجع بسبب اندفاع "وول ستريت" قبيل الإقفال بفترة قصيرة. وفي يوم الجمعة تراجع العائد على السندات لأجل سنتين بنسبة نقطتي أساس ليصل إلى 0.59 في المائة.