رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


تحديات يومية

أكثر المهام صعوبة بالنسبة للإنسان، أن يتصالح مع ما يقول. ومصطلح النفاق، بعيدا عن مدلوله الشرعي، يعكس صورة التضاد بين القول والفعل. وتجاوز هذا التضاد يمثل عبئا كبيرا على المرء، وهو يعكس نوعا من اختبارات الحياة. وهي اختبارات تتطلب من الإنسان كثيرا من الصبر. لكن من المهم ألا تصيب الإنسان الإحباطات بسبب الإخفاق في تحقيق الصورة المثلى التي يتطابق فيها قوله مع فعله.
مجرد سعي الإنسان لأن يكون أرقى وأصدق ... هذا السعي هو هدف يعطي للحياة طعمها المميز. وهو أيضا يعزز الصورة البشرية التي لا يمكن الانعتاق منها لأن الأمر يغدو محض ادعاء مزيف ومثالية تتألق في كتب الفلاسفة وتذوي في الواقع المعاش.
أحيانا يصيبنا الأسى، لأن الآخر لا يتقن فهمنا. أو يطلق علينا أحكاما نعتبرها جائرة، لكن هذا لا يعني أن الحق عليه في هذه التفاصيل .. نحن دوما نعرف ما لنا فقط، ونتذكر حقوقنا فقط، وغالبا ما تتوارى الأشياء التي تخص سوانا.
ما أكثر ما تسمع من هذا وذاك عن تعرضه للظلم والجور، لكنك بالتأكيد لن تجد من يقول بوضوح إنه أخطأ أو مارس جورا ضد من يشكو من جوره.
هذه المساحات غير البيضاء في دواخلنا تحتاج إلى كثير من الاجتهاد حتى نعيد ترتيبها. نسب نجاحنا قد تكون ضئيلة. في الغالب لا بد أن نضبط أنفسنا ونحن نعيش التناقض بين القول والفعل. لا بأس، إن قررنا أن نحاول مرة تلو الأخرى، حتى نصل إلى صورة تجعل المرء يضع رأسه على وسادته وينام وهو مرتاح الضمير.
كثير من التفاصيل، التي ينبغي على المرء أن يعمل عليها، لا تتعلق بحقوقه هو، بل بحقوق الآخرين. في المقابل الإنجاز الحقيقي ليس في تحقيق رضا الآخرين لأن هذا الأمر مستحيل، بل إن تصل إلى التصالح مع ذاتك، وأن تتأكد دوما أنك تبذل قدر ما تستطيع من أجل أن ينسجم قولك مع فعلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي