انخفاض معدلات البطالة يخفق في تبديد المخاوف بانتعاش الاقتصاد الأمريكي
انخفض معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 9.5 في المائة الشهر الماضي حيث هبط عدد الباحثين عن وظائف إلى أكثر نصف مليون شخص، إلا أن ذلك لم يبدد المخاوف بشان انتعاش الاقتصاد الأمريكي.
وذكرت وزارة العمل الجمعة أن 125 ألف وظيفة فقدت خلال الشهر الماضي رغم انخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ نحو العام. واعتبر انخفاض معدل البطالة إلى 9.5 في المائة مقارنة بـ 9,7 في المائة في أيار (مايو) الماضي دفعة للرئيس باراك أوباما الذي بدأ الوقت في النفاد أمامه لإعادة الاقتصاد إلى مساره الصحيح قبل انتخابات الكونجرس في تشرين الثاني (نوفمبر). وقال أوباما ''نسير في الاتجاه الصحيح بكل تأكيد ولكن (...) نحن لا نسير بالسرعة التي يرغب فيها كثير من الأمريكيين أو أرغب فيها أنا شخصيا''. وحذر البيت الأبيض من أن معدل البطالة سيبقى مرتفعا لباقي العام، فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن البطالة تعد مسألة مهمة بالنسبة للناخبين. وتوقع معظم المحللين ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل إلى أكثر من 15 مليونا في حزيران (يونيو) مما سيرفع مستوى البطالة إلى 9,8 في المائة. ولكن عدد العاطلين عن العمل انخفض إلى 14.6 مليون شخص في حزيران (يونيو) حيث توقف 652 ألف شخص عن البحث عن عمل وبدأ أكثر من 20 ألفا وظائف مؤقتة. وقال محللون في بنك سوسيتيه جنرال إن ''معدل البطالة انخفض لأن القوى العاملة انكمشت بشكل أسرع من المتوقع بعد أن توقف العاملون اليائسون عن البحث عن وظائف''.
ويتوافق ذلك مع اختبار أجرته السوق المالية أظهر أن البعض يرون مؤشرات على انتعاش بطيء في الاقتصاد بينما يرى آخرون مؤشرات على مشكلات مقبلة. وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي على هبوط بمقدار 46 نقطة أو نحو نصف نقطة مئوية عقب تلك الأنباء. ويعد ضعف القطاع الخاص أكبر مصادر القلق حيث لم يتم إحداث أكثر من 83 ألف وظيفة في حزيران (يونيو) رغم أن ذلك يزيد على العدد في أيار (مايو) البالغ 33 ألف وظيفة. وتترد الشركات الأمريكية في تعيين موظفين جددا نظرا للتوقعات باحتمالات عدم قدرتها على الحصول على ائتمانات مصرفية.
وأظهرت أرقام حزيران (يونيو) توقف التعيينات لإجراء إحصاء 2010 والتي خلقت 95 في المائة من الوظائف الجديدة في أيار (مايو)، حيث تراجعت التعيينات إلى 225 ألفا. وقال خصوم أوباما من الجمهوريين إن التقرير دليل آخر على تعثر الانتعاش. وقال رجل الكونجرس الجمهوري إيريك كانتور إن ''التقرير يؤكد أن الغالبية العظمى من الوظائف الجديدة التي أضيفت إلى الاقتصاد خلال الأشهر العديدة الماضية كانت وظائف مؤقتة أو وظائف حكومية''.
ولكن البعض لا يشعرون بالدرجة نفسها من التشاؤم. ويقول جيسون شينكر من مؤسسة ''برستيج إيكونوميكس'' إن ''هناك مؤشرات إيجابية في هذا التقرير''، مشيرا إلى أنه ''من الواضح أن الانتعاش يسير على الطريق الصحيح رغم أنه بطيء بالنسبة لسوق العمل''.
ورغم كل شيء، يبدو أن التقرير لن يغير شيئا بالنسبة لأكبر 30 شركة أمريكية التي عانت كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية بعد أن خسرت أكثر من 10 في المائة من قيمتها الإجمالية في الربع الأخير من العام. وأثار استمرار ضعف القطاع الخاص دعوات إلى أوباما لتقديم المزيد من الأموال الحكومية لدفع الانتعاش. وقالت هايدي شيرهولز من معهد السياسة الاقتصادية في واشنطن، إن ''القطاع الخاص غير مستعد بعد لتحقيق انتعاش قوي''.
ويدور نقاش حاد في الكونجرس حاليا حول تمديد تأمين البطالة لأكثر من مليون عامل، ومن المرجح ألا يقر حزمة إنفاق أوسع. وأضافت شيرهولز ''هذه واحدة من القضايا العديدة التي تتعارض فيها الحقائق السياسية مع الحس الاقتصادي''، داعية الحكومة إلى تقديم صفقة جديدة لتحفيز الاقتصاد بمبلغ 400 مليار دولار تقريبا. وأكدت ''لا أعرف كيف يفكر هؤلاء (...) فما يجب عمله بالنسبة للاقتصاد واضح للغاية''.