الجاسر: نستفيد من مشكلات اليورو في تأسيس عملة خليجية قوية

الجاسر: نستفيد من مشكلات اليورو في تأسيس عملة خليجية قوية

عد الدكتور محمد الجاسر رئيس مجلس إدارة المجلس النقدي الخليجي أمس، المشكلات التي واجهتها عملة اليورو فرصة لاستخلاص الدروس والاستفادة في عملية إصدار العملة الخليجية الموحدة، استنادا إلى معايير واضحة للتقارب، واستحداث آلية للتعامل مع الدول التي تخفق في تحقيقها. وقال الدكتور الجاسر بمناسبة مشاركته في أعمال الندوة الأوروبية الخليجية لقيادات السياسة النقدية في روما، إن هذا اللقاء الذي يندرج في إطار العلاقات الاقتصادية العريقة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي كان فرصة لتبادل الخبرة والمعلومات والتحليلات الاقتصادية والنقدية حول ما يجري في العالم.
وأضاف الدكتور الجاسر الذي يشغل أيضا منصب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، أن ''ثمة تجارب كثيرة نحتاج إلى أن نتباحث حولها، خاصة أن دول المجلس شرعت في تأسيس المجلس النقدي الخليجي، ما يجعل من تجربة اليورو بإيجابياتها وحتى بسلبياتها عونا لنا في اتخاذ القرارات السليمة على طريق الوحدة النقدية الخليجية''. وأكد أن ما اعترى العملة الأوروبية أخيرا ''لم يثبط عزم الدول الخليجية الأربع التي وقعت اتفاقيات المجلس النقدي على مواصلة السير في اتجاه إصدار العملة الموحدة''، مذكرا بأن القرار السياسي قد اتخذ بهذا الشأن من قبل قيادات هذه الدول. وشدد على أن قرار الدول الخليجية بالمضي نحو تحقيق الوحدة النقدية لا يعني عدم الاستفادة من الدروس التي أسفرت عنها الأزمة المالية الأخيرة سواء على المستوى العالمي أو على مستوى الديون السيادية للدول الأوروبية.
وفي هذا السياق أوضح الدكتور محمد الجاسر أن نجاح التجربة الخليجية مرتبط بمعايير أساسية عدة، كالتي وقعتها دول اليورو في ماستريخت، وتتمثل في وضع سقف محدد للعجز الممكن في موازنات الدول الموقعة والنسبة القصوى لديها بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي، وكذلك معدلات الفائدة والتضخم، وهي ''معايير التقارب'' التي يتعين أن تلتزم بها الدول كي تتأهل للانضمام أو البقاء في وحدة نقدية. ورأى الدكتور الجاسر أن المشكلات التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة إنما تتعلق بعدم تمكن بلد ما من الالتزام بهذه المعايير الأساسية وهو ما يستدعي وضع آلية للتعامل مع مثل هذه الحالات التي تقوم أوروبا ببلورتها، ''ونحن نراقب من كثب ما سيتبلور على هذا الصعيد''.

الأكثر قراءة