الشيخ البريك: نحن في حاجة إلى تحقيق العمارة المعنوية في بيوت الله والعمل لما يحققها

الشيخ البريك: نحن في حاجة إلى تحقيق العمارة المعنوية في بيوت الله والعمل لما يحققها

أوضح الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك الداعية الإسلامي, أن اهتمام المجتمعات الإسلامية ببناء المساجد أمر ملموس ويثلج الصدر ، لكن المؤلم أن بعض طوائف المسلمين تظن أن المسجد فقط للأذان، ثم للإقامة، ثم للصلاة، ثم تغلق أبواب المساجد بعد ذلك ولا تهتم بأموره الأخرى ، وأضاف أن هذه المساجد لم تشيد كي يستفاد منها أربع ساعات أو خمس ساعات في اليوم والليلة فقط، بل شيدت لتكون مساراً للذاكرين والتالين والقارئين وطالبي العلم والمتعلمين والمتفقهين والدارسين في الأوقات المتاحة في المساجد ، كما أنها مكان لمن يفزع ويضرع فيها لمناجاة الله ـ جل وعلا ، وكذلك من هَمَّ بمحاسبة نفسه؛ كي يخلو فيها مع نفسه خلوة تدبرٍِ واستغفارٍ ومحاسبةٍ وتذكر. ومضى يقول إن مكانة المساجد عظيمة يرد الناس إليها ويصدرون عنها، مملوءة عقولهم وأفئدتهم بالذكر وبالعلم النافع والمواعظ الحسنة. وأضاف ـ مع الأسف ـ أن كثيراً من مساجدنا لا نرى لها دوراً إلا الصلاة والنداء والإقامة فقط، فلو فتشت في جنبات المسجد فلن ترى فيها مكتبة تضم أهم الكتب النافعة، وأمهات كتب مذاهب الإسلام العظيمة، وكتب الحديث والتفسير، والفقه والعقيدة، لوجدتها خلواً من هذا العلم العظيم، كما أنه لو تأمل متأمل لما وجد فيها من الأشرطة السمعية النافعة فيما حوته من كلام العلماء الثقات الأجلاء في مكتبة المسجد . وقال: إن هذين الأمرين لمن أهم الأمور التي ينبغي أن نعتني بها، وأن نقررها ونثبتها في مساجدنا، كي تكون المساجد خليةً يرد إليها كل منهوم لعلم، ويصدر عنها ريان النفس والفكر، عبقاً بالمواعظ والنفع والفوائد والأحكام. ولفت النظر إلى ضرورة تفقد جميع المسلمين مساجدهم، فأي مسجدٍ يخلو من هذا فأعتنوا به، واحرصوا على إنشاء المكتبة النافعة، سواء كانت داخل المسجد أو في جنبة من جنباته، أو خارج المسجد أو قربه، المهم ألا يخلو المسجد من مكتبةٍ إسلاميةٍ نافعة، مكتبة مقروءة، ومكتبة مسموعة. كذلك ينبغي ألا تخلو المساجد من حلقات الذكر، وحلق تعليم القرآن الكريم، وفي هذا المقام نشكر الله جل وعلا، ثم نشكر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن، التي كان لها دور عظيم منذ سنين عديدة، كان لها الأثر السباق، وكان لها الفضل الأجل بعد الله ـ جل وعلا ـ في تأسيس كثيرٍ من هذه المدارس الخيرية، فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء. ودعا إلى تلمس بناء المساجد في الأماكن المحتاجة, حيث إن كثيراً من المسلمين يعتنون ببناء المساجد، لكن المؤسف حقاً أن ترى ملايين طائلة قد بذلت وأنفقت وصرفت في بناء مسجد واحد، وما زالت مناطق أخرى يصلي الناس فيها تحت البناء البدائي من الحجر والسقف المخشب ونحو ذلك، فلا بد من أن نجعل تشييد بيوت الله نصب أعيننا في المناطق التي هي في حاجة إلى ذلك. نسال الله أن يكتب لكل من يسعى إلى ذلك الأجر الجزيل.

الأكثر قراءة