«التقشف الذكي» منطقة وسط تنقذ قمة الثماني اقتصاديا .. و7 مليارات للأمهات الفقيرات

«التقشف الذكي» منطقة وسط تنقذ قمة الثماني اقتصاديا .. و7 مليارات للأمهات الفقيرات
«التقشف الذكي» منطقة وسط تنقذ قمة الثماني اقتصاديا .. و7 مليارات للأمهات الفقيرات
«التقشف الذكي» منطقة وسط تنقذ قمة الثماني اقتصاديا .. و7 مليارات للأمهات الفقيرات

انتهت في مدينة هانتسفيل في كندا, أمس, قمة الدول الثماني الكبرى قبل بدء قمة العشرين, وبحث المشاركون في تلك القمة الأمن والسلام وكيفية مكافحة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات وأهداف الألفية.

كما ناقشت القمة التي سمتها الدولة المضيفة ''قمة المساءلة''، مجموعة تداعيات الأزمة المالية العالمية ومدى نجاح الحلول التي رسمتها القمة السابقة في إيطاليا في إحداث اختراق أولي في الأزمة.

وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما زملاءه في مجموعة الثماني وكذلك في مجموعة العشرين على العمل المشترك لتفادي قيام أزمة اقتصادية جديدة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تتوانى في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الاقتصاد, مشيدا بمشروع الإصلاح المالي الذي أقره الكونجرس أخيرا.

وأضاف: ''الإصلاحات التي أقرها الكونجرس ستجعل ''وول ستريت'' عرضة للمحاسبة, الأمر الذي سيساعد بدوره على منع أزمات مالية كهذه التي ما زلنا نتعافى منها، كما ستسهم في وضع قوانين هي الأقسى في التاريخ الأمريكي توفر الحماية المالية للمستهلك فيما نسعى إلى إنشاء وكالات مستقلة لإدارتها''.

من جهتها, أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ارتياحها لسعي المجتمع الدولي إلى ضمان تحقيق نمو دائم, الأمر الذي لا يتعارض بالضرورة وإجراءات ''التقشف الذكي''.

#2#

وقال دبلوماسيون في قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى البارحة, إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وضعتا خلافاتهما الاقتصادية جانبا، واتفقتا على أن أي خفض في الميزانية يجب ألا يضر بالنمو الاقتصادي.

وقبيل اجتماع كندا، كان قد ظهر انقسام بين الجانبين, حيث تدفع دول الاتحاد الأوروبي إلى إجراء خفض عميق في الميزانية بينما تصر الولايات المتحدة على ضرورة إعطاء الأولوية لتعزيز النمو.

ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية, قال دبلوماسي أوروبي مشارك في القمة إن شائعات وجود نوع من الصدام مبالغ فيها كثيرا, وإن التقارب جاء بسهولة تامة بالاتفاق على أن النمو وتعزيز الوضع المالي لا يستبعد أحدهما الآخر.

كما نسبت الوكالة إلى دبلوماسي أمريكي تصريحا مماثلا, حيث قال إن التخفيضات في الميزانية والتحفيز على النمو يجب ألا يستبعد أحدهما الآخر.

#3#

وفي الوقت الذي ركزت فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية على كيفية التغلب على الخلافات القائمة بينها حول كيفية تعزيز الاقتصاد العالمي, الذي ما زال متأثرا بالأزمة المالية, تعمل الدول الإفريقية على الحصول على الموارد الكافية لإقامة مشاريع تساعدها على التغلب على الفقر والإرهاب والأزمات التي تعانيها وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

وقال جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الذي يشارك في القمتين: لقد تطرقنا إلى موضوع التنمية من زاوية الأهداف الإنمائية للألفية, التي سيتم تقييمها خلال الاجتماع الدوري للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل, وقررنا بحث تلك المسألة لأننا نعتقد أننا لن نتمكن من تحقيق تلك الأهداف في الموعد المحدد وهو عام 2015, وبحثنا كيفية الحصول على المساعدات التي ستمكننا من تحقيق الأهداف، وبشكل خاص الحد من نسبة وفيات الأطفال .

من ناحية أخرى, تعهد قادة دول مجموعة الثماني بتقديم مليارات الدولارات على مدار السنوات الخمس المقبلة للمساهمة في تقليص معدلات الوفيات بين النساء أثناء الولادة في جميع أنحاء العالم.

وقال ستيفن هاربر رئيس وزراء كندا إن هناك نسبة كبيرة من الوفيات بين الأطفال والنساء بسبب نقص الرعاية الصحية في عديد من الدول النامية, مؤكدا التزام الدول الغنية بتقديم مساعدات لتخفيض معدلات تلك الوفيات.

وتعهد أعضاء مجموعة الثماني بتقديم مساعدات على مدار السنوات الخمس المقبلة تبلغ خمسة مليارات دولار, بينما قدمت دول أخرى من بينها هولندا والنرويج ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا, إضافة إلى مؤسسات دولية وخيرية, مليارين و300 مليون دولار.

ودعمت أوتاوا بقوة تشكيل هذا الصندوق الذي أطلق عليه اسم ''مبادرة موسكوكا'' تيمنا بالمنطقة الكندية التي تعقد فيها قمة مجموعة الثماني، غير أن عدة منظمات غير حكومية نددت على الفور بالمبلغ الذي خصص له.

وقال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر خلال مؤتمر صحافي إن ''المثال الذي أعطاه قادة مجموعة الثماني اجتذب هبات ومساهمات من دول أخرى (لا تنتمي إلى مجموعة الثماني) وجمعيات، تفوق قيمتها 2.3 مليار، ما يرفع القيمة الاجمالية إلى 7.3 مليار''.

وشكر مساهمي مجموعة الثماني وكذلك هولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا ومؤسسة جيتس.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما تعهد بالمساهمة بأكثر من 1,3 مليار دولار في مكافحة الوفيات بين الأطفال، كما سيطلب من الكونجرس الموافقة على تخصيص 1.346 مليار دولار على سنتين (2010 ـ 2011) لـ ''مبادرة موسكوكا''.

وشدد هاربر على ضرورة ''الالتزام معا حتى نضمن ألا تعاني النساء في الدول النامية بعد الآن وألا يقضين أثناء الحمل أو الولادة''.

وستقدم كندا 2.75 مليار دولار أمريكي على مدى خمس سنوات، وقد أوضح مكتب هاربر أن هذا المبلغ يتضمن المساعدة الأساسية بقيمة 1.75 مليار التي سبق أن أقرت للسنوات الخمس المقبلة, إضافة إلى زيادة بمقدار مليار دولار.

ووعدت مؤسسة بيل وميليندا جيتس بتقديم 1.5 مليار دولار. أما روسيا، فتعهدت بتقديم 75 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، وفقما أعلن المسؤول في الوفد الروسي أركادي دفوركوفيتش، فيما أوردت أوساط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا ستعلن قيمة مساهمتها السبت.

ورغم أهمية مشاركتها التي تمثل خمس إجمالي مساهمة مجموعة الثماني، إلا أن أوتاوا أثارت على الفور انتقادات.

وقال جيوم جروسو المسؤول في منظمة ''وان'' الإنسانية ساخرا: إن ''كندا نجحت في إيجاد ما لا يقل عن 1.1 مليار دولار سيتم إنفاقها على أمن مجموعة الثماني ومجموعة العشرين خلال أسبوع، و1.1 مليار دولار أخرى تنفقها في خمس سنوات على الصحة في الدول الفقيرة''.

وتهدف ''مبادرة موسكوكا'' إلى تسريع التقدم في اتجاه تحقيق ''الأهداف الإنمائية للألفية'' التي يفترض التوصل إليها بحلول عام 2015 بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقبل خمس سنوات من انتهاء المهلة المقررة، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مطلع الأسبوع في فيينا تأخيرا في تحقيق هدف خفض معدل الوفيات بين الأطفال على الرغم من إحراز بعض التقدم.

وتراجع هذا المعدل بنسبة 28 في المائة بين 1990 و2008 ليصل إلى 72 وفاة لكل ألف ولادة، في حين يقضي الهدف المحدد بتراجع بنسبة 66 في المائة بين 1990 و2015. وقد توفي 8.8 مليون طفل قبل بلوغ الخامسة من العمر عام 2008.

أما بالنسبة لصحة الأم، فما زال يتحتم خفض الوفيات أثناء الحمل بنسبة 5.5 في المائة لتحقيق الهدف القاضي بخفض المعدل بنسبة 75 في المائة عن عام 1990.

وأوضح البيت الأبيض أن ''مبادرة موسكوكا'' تهدف إلى تخطي هذا التأخير، مع التشديد خصوصا على ''تحسين صحة الأم والرضيع والطفل''.

ويستبعد بعض الخبراء تحقيق أهداف أخرى من ''أهداف الألفية'' ولا سيما منها خفض عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم بمعدل النصف بين 1990 و2015.

وقال وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر في تصريح عقب افتتاح قمة مجموعة الثماني: إن عملنا يتمثل في التأكد من أننا نجتمع هناك للتركيز على هذا التحدي المتعلق بالنمو والثقة, لأن النمو والثقة يحتلان أهمية قصوى.

ويتوقع أن تكون استجابة مجموعة الثماني إزاء الأزمة المالية من بين القضايا الرئيسة التي ستطرح على القمة.

وتحرص الولايات المتحدة على ألا تتراجع الدول الغنية سريعا فيما يتعلق بإنفاقها وقت الأزمات من منطلق المخاوف من أن يتسبب ذلك في إثارة ركود كبير على غرار ذلك الذي شهدته الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي.

لكن دول الاتحاد الأوروبي تبدي قلقها إزاء مشكلات الديون التي تطول اليونان وإسبانيا والبرتغال وتضع تركيزها على تقليص عجز موازناتها.

الأكثر قراءة