الأمم المتحدة تجلب «صوت المستضعفين» إلى طاولة العشرين
أصدر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس تقريرا بعنوان ''صوت المستضعفين'' حول تأثير الانتعاش الاقتصادي على الأكثر فقرا في أنحاء العالم، أكد فيه أن الفقراء والمستضعفين يتحملون العبء الأكبر للتكيف مع الأزمة الاقتصادية.
ويقيّم التقرير تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على الفقراء والمشكلات الناجمة عنها، ومنها البطالة وعدم القدرة على شراء الطعام المغذي والتكلفة العالية غير المتناسبة لتكيف الأطفال واليافعين والنساء مع الأزمة، إضافة إلى تزايد التوترات داخل الأسر والمجتمعات، فيما تحاول تغطية نفقاتها وفق الأمم المتحدة.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة قادة الدول الصناعية والدول النامية الكبرى للتركيز على التنمية والنمو الأخضر واحتياجات الفئات الضعيفة عند صنع السياسات، وذلك بالنظر إلى ضعف الاقتصاد العالمي الراهن. ويجتمع قادة مجموعة العشرين في تورنتو في كندا يومي 26 و27 من حزيران (يونيو) الجاري، ويأتي الاجتماع بعد القمة السنوية لمجموعة الثمانية، وهي كندا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وألمانيا واليابان وإيطاليا.
وقال بان كي مون في رسالة وجهها إلى قيادات مجموعة العشرين ''إنني أحث على دعم المبادرات التي تعزز جهود الإنعاش والاستقرار الاقتصادي والبيئة النظيفة وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية''.
ومن المقرر أن تعقد مجموعة العشرين قمة أخرى في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في سول.
وأشار الأمين العام إلى أن ''ارتفاع معدلات البطالة وأسعار الغذاء والبضائع قد أسهم في زيادة الفقر والجوع والتوتر الاجتماعي، منوها بأنه الآن وأكثر من أي وقت مضى فإن الاستثمار في الفقراء ضروري لاسترداد المكاسب الإنمائية التي خسرناها بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية، بما في ذلك الأهداف الإنمائية للألفية''.
وأضاف بان كي مون أن ''الإنعاش الاقتصادي يتقدم بخطى مختلفة في أنحاء العالم ولا يزال هشا في معظم الدول، لذا فإن مقولة المقاس الواحد يصلح للجميع ليست قابلة للتطبيق في هذه الحالة''. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من الحوافز المالية في عديد من الدول، إلا أن الأدلة تشير إلى أنها لم تستطع تلبية الاحتياجات الفورية للفقراء ولمعظم المستضعفين.
وقال روبرت أور مساعد الأمين العام لتخطيط السياسات إن ''التقرير يشير إلى أن كثيراً من المعاناة تجري في الدول النامية - وفي الحقيقية وعلى الرغم من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية في عدد من الدول النامية، إلا أن الكثير من مواطني تلك الدول يعانون بصورة كبيرة'' بحسب ما أورد المصدر.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال الجمعة الماضية، إنه ينبغي على أغنى 20 دولة في العالم اتخاذ قرارات لمساعدة البلدان النامية عندما يجتمعون في كندا الأسبوع المقبل، لأن التعافي الاقتصادي الحالي لا يكفي. وقال بان كي مون ''إن احتياجات إفريقيا ستكون من بين القضايا التي ستحتل صدارة أولوياته عندما يحضر قمة مجموعة العشرين للاقتصاديات الكبرى والناشئة في كندا في 27 حزيران (يونيو)''.
وأضاف ''سأشدد في كندا على أننا لا يجب أن نقبل بتعاف اقتصادي يعود بنا إلى ظروف ما قبل الأزمة.. نحن في حاجة إلى إعادة البناء بصورة أفضل''. وبعث بان كي مون برسالة إلى مجموعة العشرين، أكد فيها أهمية تحقيق نمو اقتصادي شامل يعتمد على خلق فرص العمل وتوفير العمل اللائق. وتدعو الرسالة إلى نمو أخضر يخلق الازدهار من خلال التكنولوجيا الصديقة للبيئة والنمو الاقتصادي الذي يشجع التزايد الصحي لعدد السكان من خلال نظم صحية أقوى. وقال بان كي مون إنه ''يخطط لرحلة ثالثة إلى إفريقيا في وقت لاحق من الشهر الجاري، يزور خلالها الجابون وجمهورية الكونغو الديمقراطية''.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة زار أوغندا ومالاوي وجنوب إفريقيا وعددا من دول غرب إفريقيا لمناقشة برامج الأمم المتحدة للحد من الفقر ووقف انتشار فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الإيدز وتوفير التعليم الابتدائي لجميع الأطفال والحد من وفيات الرضع والأمهات.