رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الفردية..«تجتاح» العشرين

تنتظر الأسواق المالية العالمية بحذر أكبر هذه المرة نتائج قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين المتوقع انعقادها نهاية الشهر الجاري في مدينة تورونتو الكندية، فلأول مرة يجتمع قادة مجموعة العشرين، وهم في تباين وخلافات واضحة حول بعض أهم المسائل المتعلقة بتصحيح وضع الاقتصاد العالمي، خلافات قد تهدد مسار المجموعة التي انطلقت عندما ضربت الأزمة العالم في أواخر آب (أغسطس) 2008 . فرنسا العضو المهم في المجموعة هددت على لسان ساركوزي بالانسحاب من الاجتماع ما لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الحد من مكافآت المسؤولين التنفيذيين في المصارف، وكندا ترفض بشدة إجراءات فرض ضريبة على المصارف أو رفع مستويات الرقابة، والصين مع المجموعة الصاعدة في خلاف مع بعض الدول المتقدمة حول ضرورة سحب برامج التحفيز الاقتصادي، إذ تعتقد الصين أنه ومع الأزمة التي ضربت منطقة اليورو يجب عدم التسرع في وقف تلك البرامج، إلى جانب الخلاف حول سياسات إدارة العملات.
كل تلك المؤشرات تؤكد أن المجموعة تخضع ولأول مرة إلى اختبار حقيقي لمدى تجانسها وقدرتها على التأثير في الأسواق، إذ إن تباين وجهات نظر الولايات المتحدة وأوروبا مع غيرهما من الأعضاء في المجموعة يعني باختصار أن المصالح الفردية بدأت تتفشى داخل جسد المجموعة ويعني أن القرارات المهمة لن تتخذ، وهذا بصورة أخرى يعني أيضا أن دور المجموعة في التصدي للأزمات الاقتصادية المتلاحقة قد يضعف، ويفقدها القدرة الدولية في السيطرة على الأزمات العامة، وهنا تكمن المشكلة.
لقد أسست مجموعة العشرين وأوكلت إليها مهمة إصلاح النظام الاقتصادي العالمي لسبب واحد بسيط وجوهري وهو أنه لم يعد هناك أي إمكانية أو أي قوة وحيدة في العالم يمكن أن تعالج الضرر الذي طال الاقتصاد الدولي، فالمجموعة خرجت للنور بعد أن تيقن الجميع أن أي حل ناجع لأي أزمة اقتصادية دولية مرهون باتفاق جماعي بين أهم 20 اقتصادا في العالم. جدول أعمال الاجتماع المعلن سيستعرض مشكلات المديونية العامة في عدد من الدول المتقدمة وإصلاح المؤسسات المالية الدولية، بالإضافة لعدد من القضايا الأخرى المتعلقة بإعانات الطاقة وشبكات الأمان المالي العالمي، ولكن الأهم أن القرارات المصيرية التي تنتظرها الأسواق ليست مدرجة حتى اللحظة ضمن أعمال الاجتماع..فهل هذه إشارة مباشرة بأن الخلافات أعمق مما نعتقد هذا ما أتوقعه.
بقي أن نشير إلى أن السعودية وبحكم عضويتها في المجموعة ووفق تصريحات المسؤولين المعلنة أخيرا في اجتماع كوريا الجنوبية الذي عقد قبل أسابيع تعمل بمنطق المحايد داخل المجموعة فهي ملتزمة بالاستمرار في برامج التحفيز التي تتبناها المجموعة الصاعدة داخل المجموعة من جهة، وتؤيد من جانب آخر توسيع مظاهر الرقابة على المصارف الدولية وفرض الضرائب وهي مطالب الجناح المتقدم (أوروبا وأمريكا) من جانب آخر.. وأعتقد أن هذه السياسة حكيمة للغاية ومتسقة مع أسلوب العمل داخل المجموعة في المرحلة الراهنة" "حماية المصالح الفردية (الوطنية)".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي